الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 24th July,2006 العدد : 163

الأثنين 28 ,جمادى الثانية 1427

في القاهرة وسط حضور ثقافي مميز
جائزة باشراحيل تحتفي بالفائزين

* القاهرة - عتمان أنور:
في أجواء ثقافية وأدبية رفرف جناح الإبداع العربي على نيل القاهرة بحضور كوكبة من الأدباء والشعراء والنقاد والمفكرين العرب في احتفالية توزيع جائزة باشراحيل للإبداع الثقافي في دورتها الثانية، وفي كلمته الافتتاحية أكد الشاعر الدكتور عبد الله محمد باشراحيل أمين عام الجائزة أن هذه الجائزة الفتية رسمت صورتها الثقافية العربية باقتدار منذ أن أطل وجهها الثقافي وحاز عليها مبدعون قدموا جهودا وافرة وتركوا أثارا متميزة.
وأوضح أمين عام الجائزة أن هذه الدورة تم اختيار ستة من أصحاب الفعل الثقافي وخمسة من أصحاب الإبداعات الراقية في مختلف الحقول الثقافية وكان قد تقدم للجائزة 45 شاعرا و40 ناقدا و40 باحثا.
كما أشار الدكتور صلاح فضل في كلمته إلى مسيرة وعطاءات المكرمين والفائزين بالجائزة هذا العام لتتوالى بعد ذلك تسليم شهادات ودروع المكرمين والجوائز للفائزين وكلماتهم وسط زحام إعلامي وصحفي كبيرين.
فقد تم تكريم كل من الدكتور مفيد شهاب (مصر) والدكتور ناصر الدين الأسد (الأردن) والدكتور محمد بن مريس الحارثي (السعودية) وعلى بن حسن العبادي (السعودية) وعلى حسن حرب (لبنان) وإبراهيم محمد الدامغ (السعودية) وقد تسلم شهادة التكريم نيابة عنه الأستاذ إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية بصحيفة (الجزيرة) وعضو الهيئة الاستشارية العليا لجائزة باشراحيل.
وفي الشعر: حمدة خميس من الإمارات وفي القصة والرواية الأديب علاء الأسواني من مصر وفي النقد والدراسات الأدبية فاطمة الوهيبي من السعودية مناصفة مع مجدي توفيق من مصر وفي مجال الدراسات المستقبلية فاز فاضل الربيعي من العراق.
وبعد تسلمه شهادة ودرع التكريم قال الدكتور ناصر الدين الأسد أن تقدير الرواد والمفكرين والأدباء والباحثين عامل أساسي من عوامل نشر الوعي الثقافي في بلادنا وتوجيه الانتباه إلى الفائزين بهذه الجوائز وتعريف القراء بالأعمال الفكرية والأدبية التي انتهجها هؤلاء الرواد والمبدعون ومن هنا كان الأثر البالغ لمثل هذه الجوائز التقديرية والتشجيعية في توجيه العناية إلى الفكر الأصيل والأدب الرفيع والثقافة الصحيحة من نتائج هؤلاء الفائزين والمكرمين.
أما المفكر العربي علي حسن حرب فقد أكد في كلمته أن هذه الجائزة تندرج في عصرها وسياقها الأحدث والأوسع بقدر ما تتبع من التقاليد المحمودة والجميلة جامعة بذلك بين الأصالة والمعاصرة إذ هي تعد من جهة أولى بمثابة تخليد لذكرى المؤسس والرائد في العمل الخيري الراحل الشيخ محمد صالح باشراحيل كما تشكل في الوقت نفسه عملا من أعمال التنمية مقدمة بذلك نموذجا لعمل عربي مشترك ناجح ومثمر يقوم على دعم الإنتاج الفكري ونسج صلات حية وبناءة بين قطاعات المجتمع والفاعلين فيه خاصة بين رجالات المال والأعمال وبين العاملين في حقول الثقافة وميادينها، وفي ما يعنيني فأنا أرى الجائزة بصفتها المزدوجة كمكافأة مالية وقيمة رمزية أو كدعم مادي واعتراف معنوي يضاف إلى الرصيد الرمزي لمن هو موضع التكريم والتقدير على ما أنجزه من أعمال، وبالطبع كان من دواعي غبطتي أن أتلقى بين كوكبة من الفائزين نبأ حصولي على جائزة باشراحيل التقديرية عن أعمالي الفكرية لكي أنضم إلى من سبقني إلى نيلها في الدورة الأولى من رموز الثقافة وإعلام الكتابة.
وفي كلمتها أكدت الشاعرة حمدة خميس: نحن الذين لا نملك إلا كلمات تشتعل باحتراقاتنا وتضيء معانيها شمعة أرواحنا نقدر عاليا... عاليا أولئك الذين لا يملكون إليها مقدرة يسخرونها من أجل قيم تسمو فوق المادية والنفعية الضيقة، نقول إن الشكر مفردة تتكون من ثلاثة أحرف نرددها كل يوم دون أن تعني أكثر من لطف ومجاملة اجتماعية، إن فوزي بجائزة الشعر هو تكريم لتراب روحي (البحرين) ولوطن الجدود والاحتواء (الإمارات) وللنساء في كل مكان مبدعات في الشأن الثقافي كن أم في غير ذلك لأن الأنوثة مبتدأ وسيرورة هي تجلي الروح المبدع في الكون والحضور الإنساني.
أما الأستاذ إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية بصحيفة (الجزيرة) وعضو الهيئة الاستشارية لجائزة باشراحيل فقد ارتجل كلمة قصيرة أثناء تسلمه شهادة ودرع التكريم نيابة عن الأستاذ إبراهيم الدامغ وقال: لا أدري ما هو شعور المُكَرَّم بالنيابة ولكني أدرك شعور الأستاذ إبراهيم الدامغ من حيث يقيم في عنيزة الذي اعتذر عن عدم حضوره لظروفه الصحية، فقد استطاع أن يحقق الكثير وهو شاعر كبير ولهذا التكريم رمز ودلالة لدى الشاعر ومريدي الشاعر.
أما الأديب علاء الأسواني فتحدث في كلمته عن علاقة المثقفين بالسلطة وكيف أن جائزة باشراحيل للإبداع الثقافي أعادت المفهوم الجيد للجوائز غير الرسمية لدى المثقفين.
وأشار الناقد مجدي أحمد توفيق في كلمته إلى أن الجائزة تنقله نقلة واسعة من حدود الثقافة المصرية التي ظلت طوال السنين منغمسا فيها مستغرقا في همومها الأدبية بخاصة إلى حدود الثقافة العربية الأوسع (التي أحملها في ضميري كل الوقت من يقظة الصباح إلى غفوة الليل ولا أخفي سرا حين أقول إني أتهيب هذه المسؤولية الوليدة وهذا الأفق المنكشف، وقد كنت دوما أشعر أن الفضاء العربي أوسع من أن يأتي على آخره طائر واحد وأوسع من أن يحيط به مثقف إحاطة عادلة، آن الأوان لكي نتعارف ونتفاعل ونتبادل الأفكار ونتفاوض الخيال ونتشارك اللغة لنؤسس ثقافيا وجودا عربيا متلاقيا لم تؤسسه السياسة بعد وإذا كان هذا ما تبثه الجائزة الآن في نفسي فإني أفهم أن دوائر الفرح بطيئة وتنشق عن دوائر أخرى من القلق الجاد أراها تتسع وتتسع وأحسبها ستصير محيطا كبيرا، أتمنى أن يكون محيطا عربيا من روعة التواصل لتكون الجائزة بداية طريق طويل نشرع في السير فيه معا، وبهذه المناسبة أقول إن فوز الأستاذة فاطمة الوهيبي من السعودية بالجائزة معي فرصة عظيمة لي وهي تستحق الجائزة كلها وأكبر منها وشكرا.
وقد اختتم حفل التكريم وتوزيع الجوائز بكلمة الدكتور مفيد شهاب وزير شؤون مجلس الشعب وأحد المكرمين أكد فيها على أهمية تضافر الجهود للارتقاء بالشأن الثقافي والفكري والتنمية العربية الشاملة مؤكدا على تلاقي المثقفين العرب لخدمة قضايا مجتمعهم.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved