|
ليس للأوفياء آخر..!
|
بكل المحبة والامتنان لأخي الأستاذ
إبراهيم بن عبدالرحمن التركي
* نعم.. سلام على الأوفياء يا حبيبي إبراهيم.
لست أنا آخرهم.. وأتمنى أن لايكون للأوفياء آخر!
وتبقى أنت من (أسرتهم).. وقد تخللت عباءة التوهج بالكلمة، وديمومة الوفاء في نظرتك (للآخر): أملاً سرمدياً في الغد.
رأيتني - يا إبراهيم - من خلال كلماتك الوفية عن (آخر السيوف، وآخر الأوفياء)!!
أما أن (نزاراً) كان آخر السيوف.. فرغم اعتراض البعض على هذا التوصيف، فأحسب أنه لم يبق شاعر / سيف، وإن تكاثرت: السيوف الشاعرة (...) ذلك أن (نزار قباني): أتعبته عروبته حتى اعتبار الموت: حياة، والحياة: غربة ولعنة!
**
* تُذكِّرني - يا إبراهيم - بكتابي عن أستاذي المعلم وأبي الروحي محمد حسين زيدان، رحمه الله.. فأقول لك: نعم سميته: (زوربا القرن العشرين)، ويومها اعترض أيضاً بعضهم على هذا التعريف و التسمية له: كيف هو زوربا؟!
- وأجبت يومها: يبدو أنكم لم تفهموا (زوربا) بفلسفته عن الحياة، ولم تقرأوا (الزيدان) وهو يفلسف التعامل مع الحياة من خلال: التأمل، والشجون، وقطرة المطر، ودحرجة الحجر، ورمال الشاطئ، وأبعاد ذلك الدفء (الشخصاني) الذي كان يحسه وهو في قمة الحب!
* هكذا (نزار قباني) - يا أخي إبراهيم- عندما كان يستحضر (مرايا) أمته العربية المجيدة/ المجلوة قصائد.. والتي كان فيها قد صور أبعاد نفسية الإنسان العربي/ مطحوناً، ومقهوراً، وتائها.. وعاصر فيها ولادات قيصرية لأماني عربية عجزت أن ترقى فتصبح: حلماً عربياً.. ثم ما لبثت أن ماتت في مهدها!
ألم يقل عبارته التي أطلقها مطلع التسعينيات، متسائلاً: (من أنا في زمن الحاسوب، والروبوت، والقلب الصناعي وموسيقى مادونا.. من أنا في زمن يصنعون الحب فيه في عيادات الأطباء)؟!
فكم هي عدد سنين عمر (نزار)، أم تراه لم يكن يخضع لذلك العدد، بل لإشراقاته، وقصائده، وعبارته النثرية كعقد لؤلؤ/ الامتاع فيها ليس مشكوكاً؟!
**
* أشكرك - أخي إبراهيم - على (معانيك) التي كتبتها عن كتابي وصاحبه، وعمّا سميته: وفاء/ كرما ًمنك.. وقد ذكرتني (بصورة) كتبها / أنسى الحاج في خواتيمه، فقال: (اضع في كلمة شعر عكس كل ما يقهرني)!!
عليك السلام، ولك التألق، ومني المحبة.
أخوك
عبدالله الجفري
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
