الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 24th October,2005 العدد : 128

الأثنين 21 ,رمضان 1426

هكذا أقرأ حدوده...!!!!
غادة عبدالله الخضير
رسالة من ضوء فجر:
كتب يقول:
النور الذي خلفك تجربة..
والنور الذي أمامك يقين..
والنور الذي في صدرك قراءات لخطى تسكن إرادتك..
هذه تعاليم رسالتك الجديدة..
إذا أردت أن تكون ذا قلب حر.
تعلم أن تتجاوز.. الآن
هذه ال (الآن) التي تصبح اختناقاً في حينها..
وبعد زمن تعود إلى فعل الزمن فيها.
الزمن يختصر لنا الذاكرة..
نحن لا ننسى.. اعلم
لكننا نكبر حتى نتخذ شكل: القمة
ويصبح النظر من أعلى: تجاوزاً متواضعاً
نحن لا ننسى.. اعلم..
لكننا نخفض للذاكرة جناح الحرية..
فنتجاوز تجاوزنا.. حينها نتخذ شكل: الإنسان.
رسالة إلى ضوء فجر:
أَتقصد أننا بهذا نصبح أحرارا؟
نطلق العقل الذي فينا في فضاء مطلق؟
نتجاوز إلى الكون، وتصبح الكرة الأرضية بذرة في خصوبة الفضاء الكبير؟
رسالة من ضوء فجر:
أَيمكن للعقل إنْ أطلقناه في فضاء مطلق، أن يصبح بدوره مطلقاً يتجاوز ويمتلك البصر عن بعد، فيظفر بالبصيرة؟
ربما، فالمطلق إيمان..
والإيمان حرية..
لكن الحرية ليست تجاوزاً، هي القدرة على النهوض دون أجنحة وفضاءات..!!! ولهذا الحرية في نظري ليست مطلقاً، هي في الأصل ليست بحاجة أن تكون مطلقاً، وإلا فقدت قيمتها الإيمانية، وخذلت قدرات الإنسان على التجاوز.
(لنر) سأرسم لك الآن على ورقة بيضاء إنساناً عادياً، وسأرسم بداخله سوراً، وسأفترض أنَّ المساحة البيضاء فضاءٌ ينتهي بنهاية الورقة (للورقة سور) هذه الورقة المسورة أضعها على طاولة مستديرة، هي فضاء الورقة، وهذا الفضاء ينتهي بنهاية الطاولة (للطاولة سور) هذه الطاولة في مكتبي المنظم، مكتبي فضاء الطاولة، وهذا الفضاء ينتهي بنهاية المكتب (للمكتب سور) سور وأسوار.. هذه طبيعة حياة ونظرة كونية تعيدنا للداخل هذا الداخل الذي نسوره نحن دون أن ندرك، ويصبح السور الخارج أعمق من سور الداخل.. (من أسوار الداخل) ولهذا يصبح من يمتلك سوراً داخلياً، عاجزاً عن إدراك فكرة التجاوز الشافية، التي تجعلنا نؤمن أن النهوض لا يحتاج إلى أجنحة وفضاءات..!!
إننا نصل أحياناً إلى تفسير ساذج لدواخلنا، ولعلاقتها بالخارج المتسع، كتبت ذات مرة أبجدية تقول:
مسور هذا الكون.. هكذا صرت أقرأ حدوده..!!!
نسوره بلحظة آنية..
برغبة عابرة..
بحزن طفيف..
بضحكة مكتومة تأخذ شكل الشهيق والزفير..!!!
ببعض صبر..
وقليل من انتظار..
وفائض من تعجل الأقدار..
مسور هذا الكون..
سياجه قصير.. (الأبجدية الصحيحة لا مرئي.. لكننا نفضل عادة الكآبة المجسدة في تصوراتنا)
لكن الزحف قتل الرغبة والقوة في أن..
ماتا مسمومين (بكامل إرادتهما لكنهما لم ينتحرا بوعي)
صارت الأشياء.. أكثر بعداً..
وصار المعنى.. يندرج تحت اللامعنى.. إذ لا قيمة لشيء..!!!
صارت الأبجدية الرائعة هتافاً للضعف.. هتافاً للرخيص من المعنى..
صرنا نمتلك ذاكرية عارية..
يسترها الاحتياج حيناً..
وحيناً يسترها سور الحزن بداخلنا...!!! (الحزن أحياناً يكون تبريراً أعمى لممارسة العجز)
أرأيت كيف نسور دواخلنا؟ لكننا ننظر للخارج.. نرى السور عظيماً.. وأطرافنا غير قابلة للنهوض.. فكيف لنا أن نتجاوز..؟
التجاوز فعل داخلي.. والحرية ردة فعل خارجية..
هكذا نؤسس تجاربنا الإنسانية فنحفظ للإنسان سيرته..
رسالة إلى ضوء فجر:
معارك دواخلنا..
نبحث عن نصر..
نهرب من هزيمة..
نتفادى خوفاً..
يهرم الأمان فينا..
نندس في ذاكرتنا..
نركض.. نسقط.. نقف.. نتوقف..!!!
أَمَا من هدنة؟؟
رسالة من ضوء فجر:
هناك هدنة إنْ (قبضنا) على هذا الصوت الداخلي الذي يعيق تجاوزنا، إننا إنْ فعلنا ذلك تلاشى السور (دون عراك).. لكن إنْ تخاذلنا، وطوقنا الصوت، طوق أسوارنا الداخلية، هنا تصبح خطواتنا القادمة.. قبورنا الجاهزة..!!!
ولنا في هذا.. ضوء وفجر آخر..


ghadakhodair@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved