الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 24th October,2005 العدد : 128

الأثنين 21 ,رمضان 1426

الحركة الإسلامية
في مجال الفكر والعلم (1-2)
نايف فلاح
هذا العنوان الذي على جبهة المقالة جيء به إشارةً إلى فصلٍ من كتاب (أولويات الحركة الإسلامية في المرحلة القادمة) لفضيلة الدكتور (يوسف القرضاوي) خرجت طبعته الأولى عام 1411هـ.
يجمعه بمخطط الكتاب جوامع الفصل والوصل، وليس من كان في عالمية - بكسر اللام - القرضاوي إلا وهو عليم حتما بمدلول كلمة الفصل في سير المؤلفات.
والجدارة في هذا الفصل تبقى في مدى قابليته للاستمداد والإرسال، ما يرشحه إلى أن يكون مصنفاً منفرداً، لأن وضعه ليس موقوفاً بتمامه على السابق، وكذلك ليس موصولاً بتمامه مع اللاحق.
يجدينا منه الضرورة التي تقضي بها حالة الارتباك والضعف لدى معظم الحركات الإسلامية، وحاجة الأمة إلى اكتناه دينهم في أبعاده الكونية وشرعته الوسطية وحكمته الاخلاقية.
لذلك امتهد المؤلف هذا الفصل بالتنصيص على موقع التكليف في تعاليم الإسلام وهو أن (المجال الأول هو مجال الفكر، فهو الأساس للبناء الدعوي والبناء التربوي) بهذا التأسيس استهل كلامه فيما يشبه المقطعات النثرية أو ما يسمى ب(الكوتشوك) لولا شوابك تربطها بالسوابق واللواحق، في طريقة عرض يعرفها كل من ألف مطالعة كتب القرضاوي، التي تنفصل عن بعض العروض الأصولية عند سواه، في تفاوت المستوى السطري ما بين نقطة وأخرى، قد لا تفوقها في طبقة الكتابة، لكنها تنفتح على عناوين كبرى يتأدى عنها مزيد من القراءة والمراجعة، أو مزيد من التحشية والتذييل.
أجل انه عرض على خفته وسهولته، وتحدره من ذهن فقهي وترجمان دعوي، يقصر عن مثله كثير من أولي القوة في مجالات البحث والتنقيب، خاصة إذا ما تيقنا أننا نقف على طرح نجح في دس علوم أصول الفقه والدين في مساقاته دون أن ينوء القارئ بثقل تلك العلوم وقسوتها، يعادل في تركيبه للجمل من توقف وتقطيع أسلوب الوعاظ، مع فارق اللغة إفراداً وتركيبًا، والاتجاه أفقًًا وعمقًا، بما يناسب موقفه الناقد من فكر العديد منهم كالذي يشع من قوله إذ (هناك جهل بالآخرين، نقع فيه بين التهويل والتهوين.. مع أن الآخرين يعرفون عنا كل شيء، وقد كشفونا حتى النخاع! بل هناك جهل بأنفسنا، فنحن إلى اليوم لا نعرف حقيقة مواقع القوة فينا ولا نقاط الضعف لدينا) هكذا وبهذا التفقير بات يركز مقصوده في نقاط تطبيقية مختلفة.. ومثل هذا العرض ما يحبس في دفتر الجيب كخميرة لمبحث قد يتسنى أو لا يتسنى.. مع التنبيه على أنه ليس أسلوبا مطردا في مجمل الفصل، إنما هو استدراج للقارئ لينظره تمزازًا وتذوقًا يغري باشتهاء الباقي.
ما في العبارات السابقة يؤشر إلى جوار ضعف المنهج في الواقع الإسلامي، إلى ضعف في التصور والرؤى، وهو ضعف غير محّكر على الجماهير بل متوافر عند من يدعون بالنخبة لأننا كثيرا ما نضخم الشيء الهين، وما نهون الشيء العظيم سواء في إمكاناتنا أم في عيوبنا..
هذا الجهل لا يقتصر على الجماهير المسلمة بل يشمل الطليعة المرجوة لنصرة الإسلام، التي تمثل الركائز التي يقدم عليها العمل الإسلامي المنشود. إن التعريض بمسلك الدعوة ظاهر في لحن كلامه لاسيما بمسلك الخطابة، التي هي مرتكز الحركة في العمل الإسلامي، وقديما ندد الفقهاء والأدباء وأهل الكلام بأحوال الخطباء الذين ما برحوا يسطحون العقل العام.
حتى إنه جميل بالتبيين أو أنه من مقضياته، ذكر قالة سقراطيس الفيلسوف حينما سئل عن صناعة الخطابة.. ما هي؟!.. فقال:(أن يعظم شأن الأشياء الحقيرة، ويصغر شأن الأشياء العظيمة).
ولما كان مسرد هذا الفصل منفعلاً بالقواعد الكلية نحو (تزاحم الأهم والمهم) أو (العبرة بالمقاصر) أو (الموازنة بين المصالح والمفاسد) وما سواها، تركت ندحات تفصيلية حاول بسطها في نقاط فرش أولاها تحت (حاجتنا إلى فقه جديد)... إلا أن الحديث عن هذه النقاط سيظل معلقاً بمداد مقالة أخرى.


NF-1392@HOTMAHL

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved