الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 24th October,2005 العدد : 128

الأثنين 21 ,رمضان 1426

التجديد في الأندية لغة بناء يراد بها التحوّل
* الثقافية - عبدالحفيظ الشمري:
التجديد أو التطوير كثر الحديث عنه بطرق شتى، وتعددت مفاهيم تلقيه على نحو متشعب ومتداخل، فلم يعد التجديد بنسبة تحولية تسجل بلوغ الرؤية أوج حضورها، إنما أضحى الهاجس متمثلاً في لغة الهدم أو الإزاحة لما هو قائم في سياق ما تواضعت حوله الرؤى المعرفية.
لنكن أكثر قرباً في مثالنا الآن هو ما يتردد من مطالبات في التغيير، والتجديد والتطوير في القطاع الثقافي والأدبي لدينا إلا أن هذه الرؤى وللأسف تبدو متناقضة إذ تنحاز هذه التطلعات إلى لغة (هدم) لما هو قائم من عناصر البناء الثقافي في وقت لا يفكر مريدو هذه الرؤية فيما هو مراد له في لغة هذا الهدم أو الإزالة أو التعديل..
منذ أن قدم الأديب عبدالله بن إدريس استقالته من رئاسة النادي الأدبي بالرياض قبل أعوام لحقه في هذا السياق رئيس نادي جدة الثقافي، حيث توجت هذه التنازلات بتقديم الدكتور محمد الربيع اعتذاره عن رئاسة نادي الرياض الأدبي هذه الأيام لفترة ثانية، وجميع هذه التحولات تصب من حيث المبدأ في خانة التجديد أو التطوير، وهي لغة بناء يراد بها تحويل الطاقات من قوة إلى أخرى لكن دون التفات إلى جهود الأجيال الجديدة، وأهمية دورها.
لكن التجديد يأتي في أندية مثل نادي الطائف الأدبي بشيخه علي العبادي، والنادي الأدبي بالمنطقة الشرقية بعبد الرحمن العبيد، وكذلك نادي تبوك برئيسه محمد عرفة من قبيل وضع القرار في المكان الصحيح، فهؤلاء ليسوا ضد التغيير من حيث المبدأ لكنهم يشعرون بأن الوقت لم يحن بعد حتى وإن حشدت الرؤى جميعها من أجل إقناعهم بضرورة تقديم رؤية مستقبلية صادقة تحدد حقوق وواجبات الأجيال في كل ناد أدبي من هذه الأندية.
إلا أن ملاحظة مهمة في سياق هذه المحاولات الجديدة في التغيير تتمثل في أن جيلا او جيلين من المثقفين والأدباء في بعض المناطق ما زالوا ينتظرون دورهم في خدمة الحركة الثقافية من منطلق المسؤولية من أمثال إبراهيم العيد في نادي حائل الأدبي، ومحمد الدبيسي وعيد الحجيلي في نادي المدينة المنورة الأدبي، وعبدالرحمن الدرعان وزياد السالم في نادي الجوف الأدبي، ومحمد العطوي في نادي تبوك، وعلي زعلة، وأحمد القاضي وحسن حجاب الحازمي في نادي جازان.. وهذه أمثلة ليس إلا، إنما يراد في هذه الإضمامة أن يكون الجهد في مجال التجديد متعاضداً في رؤية هذين الجيلين اللذين انتظرا كثيراً من أجل تفعيل دورهم.
حقيقة مهمة تتمثل في أهمية أن يحفظ الحق المعنوي لكل من سعى في بناء مشروعنا الثقافي والأدبي منذ ما يزيد على أربعة عقود ربما تكون هي الفترة الحقيقية لحراكنا المعرفي، فالشهادة بما قدم من خلال هذه القنوات هو إثبات للحقيقية دون مغالطة او قسوة في هذا التجاذب حول مفهوم أهمية التجديد.
المشروع التطويري للأندية والمؤسسات الثقافية يجدر به أن يكون مراعياً لخطوة ما بعد قرارات التجديد أو التغيير التي يطالب بها البعض لأن خطورة الأمر أو صعوبته تتمثل في غياب القرار المناسب في مرحلة ما بعد التغيير، ولكيلا يعالج الخطأ بخطأ مثله على نحو ما قد يحدث فراغاً يشتغله البعض في بناء شللية جديدة تعتمد على النظرة الذاتية، أو النرجسية وحب الأنا أو التعالي بمبرر الخصوصية والفرادة.
ما يعد قرارات التغيير هي مرحلة مهمة من مراحل بناء آلية عمل ثقافي وأدبي جديد، لأن العبرة ليست بمجرد التغيير، أو التجديد إنما بتطوير آلية المتاح من الأنظمة لأن الواقع الثقافي يشير الى ضرورة التروي في صياغة هذه المفاهيم مع أهمية التأكيد على أن يكون البناء بعد رحيل هؤلاء عن دفة العمل الثقافي الأدبي مؤسساً على قاعدة إدارية صحيحة لعلنا نتجاوز هذه الاشكالية التي أصبحت مأزقاً من مآزق مشهدنا الثقافي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved