الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th April,2005 العدد : 103

الأثنين 16 ,ربيع الاول 1426

ابن عقيل في أمطار:
أمسية «ظاهرية» عن حرية العقل والمنهج
* الثقافية علي سعد القحطاني:
تحدث الشيخ أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري عن الصراع الذي كان يواجهه في بواكير حياته بين القراءة المنهجية والقراءة الحرة وكان يجد نفسه تواقة إلى المعرفة وهي تنشد الحرية في الاطلاع على ما تجود به المطابع من كتب قديمة أو حديثة.. وكان ينسى المقررات المنهجية، فلا يطلع عليها إلا لماماً لدرجة أن تلك القراءة الخارجية أثرت على مستواه الأكاديمي وتخرج من الجامعة بدرجة جيّد وأكمل تحصيله في الدراسات العليا فكانت درجاته متدنية لأسباب تتصل بحرية عقله ومنهجه، وكان شديد الولع بأبي محمد بن حزم الأندلسي صاحب طوق الحمامة والمحلى. لدرجة أنه اتخذ من الظاهرية لقباً. في تلك الليلة الظاهرية التي نظمتها (الاقتصادية) و(استراحة أمطار) بدعوة من الأستاذ عبدالوهاب الفايز والمثقف المبدع الأستاذ نجيب الزامل، أخذ المحتفى به يسرد جوانب من حياته وذلك بأسلوب ماتع شيق لا يخلو أحياناً من إيراد طرفة سواء كانت في حياته الأسرية أو العلمية وما كان يلقاه من مشايخه في كلية الشريعة والمعهد العالي للقضاء عندما كانوا يرونه يأتي بتجوزات ورخص في مسائل لاتتناسب وتوجهات المدرسة الفقهية آنذاك حتى ثار أحدهم في وجهه مستنكراً وقال: (ما هذا يا شيخ أبا عبدالرحمن أنريدك قاضياً أم مغنياً؟) وكانت تلك السيرة التي حكاها المحتفى به مليئة بالمفارقات والمواقف مما أضفى المتعة في تلك الأمسية، وحدا بأحد الحاضرين أن يقترح على الشيخ أبي عبدالرحمن بن عقيل الظاهري أن يجمع نوادره في كتاب.
أشار الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى في مداخلته إلى شمولية ثقافة المحتفى به ومدى إحاطته بالعلوم والفنون والآداب.. وقال أذكر قبل ثماني سنوات أن ألقى الشيخ أبو عبدالرحمن الظاهري محاضرة بسفارة المملكة لدى بريطانيا، وعقّب معالي الدكتور غازي القصيبي على تلك المحاضرة، وأشار على الأدباء أن يدعوا الشيخ أباعبدالرحمن يكتب ما يشاء، فالمحتفى به موسوعي يتحدث في كل فن حتى إن له برنامجاً إذاعياً اسمه (تفسير التفاسير) تحدث فيه عن تفسير البسملة في أكثر من خمس مئة حلقة، كما ألمح الأستاذ القاضي إلى أن تعارفه مع شخصية المحتفى به تمّ عن طريق الأستاذين أحمد الصالح وعبدالله الماجد، وأورد في نهاية مداخلته أن الشيخ أبا عبدالرحمن كان في سالف عهده من المعجبين بغناء الفنانة نجاة الصغيرة وكان يسميها (الحنان الدافئ) حتى أنه ألّف كتاباً صغيراً أهداه إليها وجعل صورتها على الغلاف وكتب: (إلى أم الوليد سلمت حنجرتها من كح وبح) مع العلم أن أحد أصدقائه من طلبة العلم قام بإتلاف هذا الكتاب ولم يتبق إلاّ نسخ محدودة.. كان من بين الحضور من «الجزيرة» الأستاذ إدريس بن عبدالله الدريس نائب رئيس التحرير والأستاذ إبراهيم التركي مدير التحرير للشؤون الثقافية والفنان التشكيلي الأستاذ محمد المنيف و كذا الدكتور عبدالله العسكر والدكتور محمد خير البقاعي والدكتور سلطان القحطاني والدكتور حمزة المزيني والأستاذ عبدالرحمن العثمان الذي أدار اللقاء وعديدون.
الجدير بالذكر أن الشيخ أبا عبدالرحمن ألف طيلة حياته العلمية التي تقارب خمسين عاماً ما يزيد على مئة عمل علمي ولديه مثلها ثلاثة أضعاف تحت الطبع، ما بين تأليف وتحقيق وإعداد وقد قام الدكتور أمين سليمان سيدو بإحصاء إنتاجه العلمي وآثاره وما كتب عنه في كتاب صدر تحت عنوان (شيخ الكتبة أبو عبدالرحمن بن عقيل الظاهري).
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved