الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th April,2005 العدد : 103

الأثنين 16 ,ربيع الاول 1426

البحر لي.. والشاطئ لك
عبدالعزيز حمد الجطيلي *
أنا وأنت كنا معاً
في الليل نضيء الشمعة معاً
نقرأ قصصاً للإنسان وروايات
ونتأمل في دواوين الشعر قافية المحب عندما يفجعه الفراق
وتقسو عليه أيام البعد.. وقافية المحب عندما تسعده أيام اللقاء والتواصل
كنا نقرأ معاً ما نكتبه.. وكل بيت شعر كتبتيه شاعرتي
غنيته أنا.. وكل خاطرة كتبتها أنا.. همست بها أنت!!!.
كان ليلنا مشرقاً وجميلاً.. نتعاتب فيه وفي آخره يولد من رحم غمامة خواطرنا
فجر تسامحنا كبراءة الأطفال.
أنا وأنت كنا معاً!!
وكان ليل الأمس لنا.. حتى أحلامنا البسيطة مثل أحزاننا.. هذه نخاف أن تهجرنا.. وتلك
نخاف أن تبقى معنا
وكان الليل عالمنا..
أنا أحببت الليل لأن ضوءك فيه
وأنت أحببت الليل لأن صوتي فيه
كنا نتحدث عن الهدايا التي نتبادلها.. عن قوارير العطر.. والأساور..
عن المسبحة وقلم الحبر.. بل حتى غلاف الهدية وعبارات الإهداء الرائعة بصدقها
كان ليلنا وحدنا.. نشرب القهوة معاً ليعطش النعاس في أعيننا..
وفي ارتعاش أهدابنا رقصة للحلم
رغيف منتصف الليل بيننا كان واقع حلمنا بألا نجوع.
***
أنا وأنت كنا معاً
أتذكرين ليلا فيه قررنا أن نرسم لوحة البحر معاً!؟
بيدي ويدك أمسكنا ريشة الرسم..
كل ألوان الدنيا كانت في مرسمنا.. نرسم في اللوحة
زرقة الماء.. وزرقة السماء.. واختلفنا على زمن اللوحة
أنا أريد البحر في الليل.. وأنت تريدين البحر في النهار..
واتفقنا ان ارسم البحر في الليل وأنت ترسمين البحر في النهار!!!.
بدأت أنا أرسم في لوحتنا.. رسمت القارب الصغير في وسط البحر..
وكتبت على شراعه رحلة الوصول إلى الحلم!!!
وأنا في وحدتي أرسم لوحتنا أتخيل الكوخ الذي يظلنا..
وحديقته الصغيرة التي نسقيها كل صباح وأصيل..
وقفصا للعصافير نهمس لها فتغني لنا بعد عناء البحر.. ومخاوف البحر وأمواجه.
كانت العواصف قوية، حاولت أن أرسمها فارتعشت أناملي وتلون القلب بنزفي.
في اللوحة.. كان البحر واسعاً.. والفضاء واسعاً.. والأحلام تضيق
المسافات بعيدة إلى شاطئ من نهار.. وليل البحر ليل عميق!!
وأنا في اللوحة بقية تائها.. نظرات الحيرة تملأ عيناي كالدمع..
إحساس بالضياع تلون بالحرمان والخوف والضجر!!
كلما كادت الريشة أن تحلم جفف اليأس كل لون!!
حاولت أن ارسم على المجداف وجهك وأنت نائمة
حاولت أن ارسم خيمة بيضاء تظلنا لكن الموج كسمك القرش خطفك ومسح الخيمة
من صحراء مجدافي الخشبي.. حتى أبكاني الفقد ومازلت أبكي!!!.
***
أنا وأنت كنا معاً!!
وأنت هناك.. رسمت النهار من حبر دمع ليلي.. رسمت الشاطئ الجميل من محيط ضياعي
في لوحتك.. الناس واقفون.. وأنت في اللوحة وقفت أمام البحر..
ثوبك الثلجي الجديد.. أساورك وعقد اللؤلؤ في عنقك.. والضفاف الكحيلة لعينيك..
ورسمت داخل الإطار صهيل الفرس معك.. وكنز الوصول ذليلا تحت قدميك..
سيدة الشاطئ!!!
لم ترسمي يا سيدة الفن السعيد إبداع المحبين في ذاكرتك..
صورا أودعناها في ليلنا ذاكرة الأيام..
آمالنا وعهودنا والورد الذي أسقيناه من رحيق قلوبنا كي لا يذبل مع عطش الأيام!
وأنت واقفة أمام البحر تبتسمين له.. ولأمواجه.. وللمدى البعيد فيه
أما سألتي البحر عن حبيبك الذي غاب فيه
الذي تغرب وتشرد وتوحد في الغابة المبللة الكبيرة!!!؟
سيدة الشاطئ!!
يا سيدة النهار..!!
يدك المنقوشة بالحناء.. والتي تبللت برائحة العود..
ليتها اغتسلت بماء البحر.. حتى يأنس حبيبك بسراب منك يشعر به عندما يستشم الجرح
ليت دمعة واحدة من عينك غرقت في ملوحة البحر حتى يأنس أسير البحر ببقايا من وفاء بعيد
قدرنا.. أن يكون الشاطئ لك والبحر لي
أن يكون النهار زمانك وحدك والليل لي!!
رحم الله ليلا طويلا حلمت في نهاره معك وقد مات
ليتك سيدتي.. ترخين هامتك وترفعين كفيك وتقرئي على الحلم الذي مات (الفاتحة).
قطرة الوداع:
في كتاب الأيام.. البداية أنا وأنت..
وفي النهاية أنا وبقايا منك!!!


* عنيزة
ayamcan@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved