الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th April,2005 العدد : 103

الأثنين 16 ,ربيع الاول 1426

مطالعات
حليمة مظفر في ديوانها (هذيان): نزعة نصوصية تكرس آهات الضمائر الهاذئة..
عبدالحفيظ الشمري

إيماءة
* (هذيان) (نصوص)
* حليمة مظفر
*جدة (ط1) 1425هـ2005م
****
في المقدمة الأولى للكتاب أو الديوان (هذيان) تذهب المبدعة حليمة مظفر إلى تجسيد وعيها الواضح فيما تكتب وإلى من تكتب، في ملمح رائع تستدرك فيه كنه التحول الجديد في منظومات كثيرة أهمها ما ظل يمارس وكأنه يقين.. فيما جاء المبتدأ عرض إيضاحي لحالة الحزن والشجن الذي يتلبس العالم، ولا سيما حينما يكون نابعاً من حنايا امرأة هدّها الألم، واعيتها السبل، وأثقلتها هواجس الزمن الذي أصبح مخاضاً للتحولات والتنازلات الكبيرة في الأمة، حتى إنها ترى (النصوص) وقد استحالت إلى بيان لإنسان يغرق في الأحلام هرباً من الحقيقة.
لفرط اللواعج الآنة تصوغ الأديبة حليمة مظفر من مفردات خطابها الإنساني وهج الألم الذي يخرج من الإنسان الواعي الذي يدرك جلّ الحقائق ولا يقوى على مجابهتها لتصبح النصوص حالة عصية من الهذيان الذي يأتي بالحقائق دون مواربة أو مجاملة، لتتجاور الذكريات مع معطيات الراهن الذي لا تقوى على مبارحته فتصبح القضية قديمة جديدة تنبض حياة وصهيلاً.
تتميز نصوص (هذيان) بأنها تأتي على هيئة مكاشفات حقيقية لمعاني الإنسان المتلاطمة:
(سيدي..
هاك سيفاً ورمحاً وفرساً
هاك جيشاً كالموج جاء
هاك فجراً ينبلج من الماوراء
هاك نبضاً قد اعتذر..)
(الديوان ص17)
وتذهب حليمة مظفر في نصوصها نحو مخاطبة علنية لشخوص ترى أن لديهم الإجابات شبه المكتملة على ما يحدث الآن من انتكاسات في المفاهيم، وتردي في القيم، وباتت تعرف وبفطرية رائعة أن زمن التحول هذا سيأخذ معه الإنسان البسيط، بل سيحطم أحلامه، ليجعله يرتدي لكل موقف قناعاً.
ترثي المبدعة (مظفر) حالات كثيرة.. (المدن) و(القرى) و(النقاء) و(الذكريات) و(الماضي) و(المرأة ممثلة بفاطمة) و(البدايات).. فجميع هذه الحالات تأخذ شكل التحول نحو حاضر متماوج، وقادم يخاطي مثل السراب يمنة ويسرة.
فليس أقوى وأعنف من أن تنكسر المرأة الشاعرة أمام هاجس الألم:
(عجباً..
تلك الطيور
تغني قبل موتها
أنشودة باهتة
وتلك ملامح
في وجه مارد يبتسم)
(الديوان ص39)
لتظل المرأة هي المحترقة دائماً في أتون الحقيقة التي لا تقبل التزييف والمراوغة حتى وإن حاول الآخر كسر إرادتها ستنهض مثل طائر خرافي من رماد خامد.
اشتمل ديوان (هذيان) على عدة قصائد راوحت بين التوسط والقصر، وبلغت صحافته نحو (116 صفحة) من القطع المتوسط، وجاء إخراجه بشكل متميز يعكس حرص الأديبة حليمة مظفر على تقديم (الشكل) و(المضمون) في أبناء واحد جعلت عنوانه (هذيان) تيمناً بشارعنا العربي الآن، إذ تعكس الواقع كمرآة صقيلة نحو القارئ الذي ينتظر بعض الحقيقة حتى وإن كانت أليمة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved