الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th April,2005 العدد : 103

الأثنين 16 ,ربيع الاول 1426

قصص قصيرة جداًّ
محمد المنصور الشقحاء
1
الشخير
بين تصفيق الحضور ووقوف راعي الحفل ملوحاً بيده، جاء صمتي الذي شاركني ألم الفقد منذ وعيت الحياة، هذه اللحظة بالنسبة لي تاريخية، فأنا ضمن زمرة المدعوين وسوف أتشرف حسب فقرات الحفل بمصافحة الرجل.
في الحافلة جلس صمتي بجواري، فقد تهت عن رفاقي وهذه الحافلة الأخيرة في الموكب نصف مقاعدها فارغ، بعد انطلاق الحافلة بدقائق ارتفع شخير نائم، تجاوز تحاور المتناثرين على المقاعد، رمقني بعضهم بنظرة فتبادلنا ابتسامة صغيرة.
تسرب الملل إلى أعماقي قلبت الدليل الإعلامي للحفل وكتاب عن الثروة الحيوانية أصدرته الشركة لأحد باحثيها، تمطيت وأنا أراقب أعمدة النور والسيارات التي نتجاوزها في مدخل المدينة، استقرت كفي اليمنى على المقعد المجاور توقف الشخير.
2
أطلال
لفت نظري طوله وصوته الرخيم، أمي تحثني على إنهاء الحوار خوفاً من التأخر قال: سوف أوصلكم وطلب من خادمه صرف سيارة الأجرة التي جئنا بها، وأنا أترجل من العربة عرفت أنه اكتشف كذبي وهو يقرأ اسم والدي بمحاذاة باب الدار.
3
التعب
وأنا أنتظر عودتهم أنساني التعب بدر ابن الثالثة الذي اعتاد النوم في حضني قبل حمله لغرفته، ركضت أبحث عنه في أرجاء المنزل الكبير ووجدته يرقد في فراشي تمددت بجواره.
4
الردف
يجلس على مقعد خشبي تجاوزته وطفلها الذي أركبته لعبة السلالم المزروعة مع ألعاب أخرى في المكان ولما اندمج مع الآخرين، جاءت وجلست بجواره بادرته الحديث سألته عن ابنه أجاب انه هناك وهو يرمق السماء، أمسكت بكفه مشى بجوارها وعند محاذاته للعبة انفلت الطفل من رفاقة وتعلق به.
5
فقر
أين تكمن الحقيقة، وقد سرى العفن في جذوع الأشجار فيبس ورقها وتقصفت أغصانها وأنا أعيد النظر في الأيام السابقة، جاء كتابي فارغاً لاشيء فيه.
تنفست دخان الشيشة فتلوى كما حية ازدردت التراب، تكرر المشهد الذي انتشلني منه نادل المقهى بحديثه عن المطر المنهمر.
6
صفاء
جاء اسمي من الصفاء مع أن لون بشرتي أسود، في ليلة غفي عنها الزمان لمحته يجلس وحيداً ويسطع بياضاً في فضاء المكان أخذ يتحلل في جسدي، مع شقشقة الصباح سألتني أختي بفزع عن تغير لون بشرتي.
7
جيرة
عرفته ونحن في عامنا الثاني، يأخذ أشيائي ويعترض طريقي وتخرجنا من المرحلة الابتدائية ودرسنا فصلاً واحداً في المرحلة المتوسطة.
وبعد أربعين عاماً وجدته أمامي تبسم وهو يحدق في سبحة بين أصابعي اقتنيتها منذ أيام، بهدوء سلمتها له وخرجت من المكان.


M7med2000@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved