الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th April,2005 العدد : 103

الأثنين 16 ,ربيع الاول 1426

صدى لون
الهرولة بوعي!!
محمد الخربوش
تطالعنا المعارض التشكيلية والمشاهد البصرية المحلية سواء المعارض التي تقام بشكل جماعي او المعارض الشخصية لفنان ما أو فنانة تشكيلية ما ايضا والتي من خلال متابعة ورصد تمر بحالة من الحضور والتعدد المدهش هذه الأيام خاصة في مدينة جدة والتي لا يكاد يمر يوم إلا ونجد معرضاً يقام في هذه القاعة او في غيرها من قاعات العرض التي تتميز بها هذه المدينة التي تعشق الجمال او الجمال يعشقها وفق معادلة أزلية لا تقبل الجدل.. أعود للمشاهد البصرية والتي جاءت الفرصة مواتية لي لمتابعتها ومعايشتها عن قرب والابحار مع ما تحتويه من أعمال ونصوص بصرية تنوعت أساليبها ومدارسها وتقنياتها ووسائطها والتي جاء معظمها مسايراً للتحول الكبير الذي يشهده هذا العصر المليء بالمعطيات الجديدة المتسارعة والتي شملت كل مناحي الحياة بما في ذلك الفن التشكيلي ومن هنا فقد سار معظم الفنانين التشكيليين في نتاجهم الجديد مع هذه الموجة المندفعة بل ان قسماً كبيراً منهم مارس الهرولة ان جازت التسمية مع الركب وسار مع هذا التحول ولذا فقد جاءت اطروحاته امتداداً لتجارب آخرين سبقوه في هذا التحول الجديد ممن استلطف هذا المسار بتقنياته ورموزه وعناصره وغموضه أيضاً.. هذا الطرح الاستعجالي وصل في بعض مراحله الى حد التشابه وبالتالي قد يندرج تحت عباءة التقليد لتقنيات وتحولات جديدة ثم اصطيادها عبر مواقع الإنترنت ليس إلا وتم طرحها وفق هذا التحول الجديد ولهذا فإن بعضاً منها جاء على استحياء وبطرح تنقصه الخبرة والجرأة والوعي والإلمام بالتجربة نفسها والتعمق والتجذر فيها وبأسرارها وتقنياتها مما يؤكد ايضا ميل البعض من الفنانين الى تقليد الآخر ونقل التقنيات الجديدة وفق طرح تنقصه الخبرة والوعي..
وعندما أتطرق لمثل هذا النوع من المشاهد التشكيلية وهذه النصوص البصرية الجديدة والتي جاء معظمها مواكباً لاندفاع العصر وسرعته الهائلة وتحولاته المختلفة ليس معناها انني ضد كل جديد وضد مسايرة النقلة العالمية والتفاعل مع العصر وفق معطياته الحاضرة لكنني ادعو الى ان يكون المنتج قد مر بحالة من البحث والتجربة والدراية التامة حتى يأتي الطرح ناضجاً ومقبولاً وثرياً بكل مقومات الإبداع بدلاً من هذه الأطروحات التي تشابهت في كل شيء سواء في الوسائط او المعالجة التقنية او اللونية او خلافه لكنني في الوقت نفسه سعدت جداً كمتابع لما شاهدته من تحولات ونقلات جديدة واعية لفنانين جاءت أعمالهم هذه المرة متمكنة مما يؤكد نضوج التجربة لديهم وتنامي الخبرة وفق هذا التحول الجديد..
خلاصة القول ان الفنان اليوم بحاجة ماسة جداً الى متابعة الجديد في الساحة والى مزيد من الثقافة البصرية وتحولاتها ومستجداتها المتلاحقة لتوظيف هذه المستجدات بما يخدم العمل نفسه وليقدمه للمتلقي بصورة جمالية جديدة تؤكد مسايرة التحول الجديد وتؤكد أيضاً الانتماء للهوية والأصالة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved