الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th July,2005 العدد : 116

الأثنين 19 ,جمادى الثانية 1426

قراءة في (عيون قذرة) للأديبة قماشة العليان
في آخر رواية الأديبة قماشة العليان الصادرة عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، يلحظ المتابع لقصص وروايات الأديبة، تجديداً في النص والمضمون، وذلك نتيجة لاكتساب الكاتبة المزيد من الخبرة في الكتابة والممارسة الإبداعية إلى جانب التراكم المعرفي والتجربة، فقد تميزت الرواية بتعدد الصوت السردي، فمع التركيز على الشخصية الرئيسة في الرواية (سارة)، إلا أن الروائية أعطت المجال لبعض الشخصيات بالمشاركة في السرد مثل (فيصل) و(ليلى)، وكذلك (فيصل الصغير)، كما تميزت بتعدد المكان، ومع أن مكان الرواية الأساسي هو الرياض وشوارعها وأسواقها (الفيصلية)، وكذلك شوارعها الضيقة الخلفية حيث عيادة الطبيبة إيميلدا، فقد أعطت لندن مساحة رئيسية أيضاً في الأحداث...
لقد أجادت الكاتبة في الربط بين الأحداث والأشخاص بشكل سلس جميل، لا يشعر به القارئ، كما قدمت لبعض المواقف بمقدمات جميلة تشبه إلى حد ما انفراد الآلة بالتقسيم في وسط الأغنية لتعطي المغني فرصة لالتقاط أنفاسه، كما تعطي المستمع فرصة، للاستمتاع بالموسيقى العذبة وإظهار براعة وإبداع العازف.
وبالإمكان تقسيم الرواية إلى أربعة محاور أساسية:
طفولة سارة: وفي هذه الجانب تتطرق الكاتبة إلى طفولة سارة ووضعها العائلي، وما عانته في هذه المرحلة من مآسٍ بسبب أم لاهية وأب ضعيف، واللاعبات الرئيسيات في هذه المرحلة هم الأم والعمة وزوجة الأب، إلى جانب الأخ (فيصل) وابنة العمة (ليلى)، وقد جعلت الكاتبة على غير عادتها في قصصها الماضية، المرأة قوية وقاسية، تصل إلى حد الظلم، بينما جعلت الرجل ضعيفاً ومغلوباً على أمره.
السفر إلى لندن: أو مرحلة الحلم والخلاص، التي انتهت بلا شيء، فكلاهما (سارة وفيصل)، ذاقا الغربة والأمرين، فقد فقدت سارة أغلى ما لا تريد أن تفقده، وعانت من تبعات ما فقدته الكثير، كما استيقظ فيصل من حلمه، بعد أن تجرع الكثير، ثم عادا ليجدا الحل في التعامل والمواجهة مع الواقع وليس الهروب منه.
العودة إلى الوطن: أثقلت الكاتبة عاتق سارة بالهم والمعانات لتتخلص من همين، الأول نتائج خطيئتها، والثاني التخلص من حالتها المرضية التي كانت تسم حياتها بالضيق والسوداوية، كما أن فيصلاً وجد الاستقرار الروحي والعاطفي في الوطن، وقد أجادت الكاتبة في تصوير معاناة سارة تجاه نفسها وتجاه الآخرين.
فيصل الصغير: أرادت الكاتبة في روايتها أن تشرك القارئ في النهاية، وفتح باب الخيال له ليضع كافة الاحتمالات، وهذا أيضا من جديد الكاتبة في روايتها.
بقي السؤال: هل هنالك ما أرادت أن تشير إليه الكاتبة من خلال حبكة وشخوص الرواية؟ وإذا كانت الرواية ليست كتاباً أكاديمياً في علم السياسة أو الاجتماع، فهذه (الرواية) لا شك أنها انعكاس الواقع في عين كاتبها، هنالك فرق كبير في العادات والتقاليد بين الشرق والغرب، وفي السنوات الأخيرة، بدأ التمازج بين الاثنين، وبدأنا نقرأ ونسمع عن (العولمة) بشكل متواصل ويومي، بين معارض ومؤيد لها. هل رمزت الكاتبة إلى عائلة سارة بالشرق، والسفر إلى لندن بالاتصال بالغرب، وهل تنبأت (الكاتبة) بأن الخاسر من العولمة هو الشرق أو العالم الثالث، إذ إن العولمة ستكون بالنسبة للشرق طفلاً هجيناً أشقر بعيون عسلية، في شرق لفحت أهله الشمس وأكسبتهم سحنة سمراء، فأصبح ذلك الطفل غريباً عنهم.


عبد المحسن الشبل
Am shibil@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved