الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th August,2003 العدد : 26

الأثنين 27 ,جمادى الثانية 1424

إحسان عباس..
العلم الذي فقدناه
أ. د: عبدالله بن ثقفان *

كُنَّا نتواصل معه في أيام صحته..
ثم مرض .. فلم نسأل عنه!!
وهرم، فلم نتواصل معه !!
نقرأ كتبه، ونتعلم منه وعنه ..
ومع ذلك:
انقطعنا عنه . جفاء ما بعده جفاء .
توفي «إحسان عباس» ، فأخذنا نردِّد قولة الحق:(إنا لله وإنا إليه راجعون)
وهنا ... شعرنا بهول المصيبة.
فهو عالم ..
وموت العلماء خسارة وحسرة.
إننا افتقدنا عالماً صامتاً يعمل بصدق وإخلاص.
لقد داوم في حياته قراءة المكتبة العربية، خاصة الأندلسية منها، وأخرج لنا الدرر التي ستبقى ما بقي الاهتمام بالتراث الفكري العربي الإسلامي على مدى الأيام.
بوفاته فقدت الأمة عالماً صادقاً مع ذاته ومع علمه..
وبفقده فقد التراث الأندلسي خاصة طالباً جاداً وأستاذاً فاضلاً وعالماً بارعاً أنتج العديد من الدراسات والبحوث، غير ما حققه من الكتب التي تحوي العديد من المجلدات مثل: ذخيرة «ابن الشنترني»، ونفح «المقري التلمساني».
إنني هنا وأنا أشعر بعظم الفقد أشعر بعصيان القلم، وبكل الاقتدار عن التعبير، الأمر الذي جعلني أُحَرِّف البيت الشعري الذي قيل في هشام بن المغيرة عند وفاته:
فأصبح بطن مكة مقشعراً
كأنّ الأرض ليس بها هشام
فقلت :
فأصبح بطن الشام مقشعراً
كأن الأرض ليس بها إحسان
وهو تحريف فيه علل عدة لا تخفى على الذواقة
إن الدكتور إحسان عباس رحمه الله ومن معه من العلماء الفضلاء الحيّ فيهم والميت يعدّون منائر إشعاع لطلاب العلم، ولذا فإن فقدنا لأي منهم يعد خسارة، ولكن إلى الله المشتكى لأننا نشعر فعلاً إن الزمان الذي نعيشه ونحيا لن يأتي بمثلهم، أو كما قال الشاعر:
هيهات لا يأتي الزمان بمثله
إن الزمان بمثله لبخيل

++
* أستاذ الدراسات الأندلسية بكلية اللغة العربية /جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الرياض

++
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
المحررون
الملف
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved