قصيدة زيارة شعر: محمد الحمد
|
زُوَّارُنا ذاتَ صباحٍ مظلمٍ يهود
دَقُّوا علينا بابنا بالنارِ والبارود
صَحَّوا كوابيسَ الدماءِ في عروقِنا
وشَتَّتُوا النعاسَ من أجفانِنا
لم أبكِ من نباحِهم
في وجهِ جدَّتي العجوز
وهيَ تتلو سورة الأنفال
وعندما رأيتُ كَفَّ والدي الصغرى تقاد
كي تُغَلَّ في مكانِ اللاَّزَمَان
وكفَّهُ الكبرى تطير
خلفَ عالمي الصغير
ما بكيت
فَمَزَّقُوا سجادتي الخضراء
بحثتُ عن بُقعةِ طُهْرٍ لم تُدَنَّس
بقذى أقدامِهِم
فما وجدتُ غيرَ شرفةٍ شرقَّيةٍ
تَلْتَحفُ السماء
لكنني
من دَمهم عَْبرَ دُعائي اليوميَّ
ما ارتوَيْت
بَثُّوا شظَايا الرُّعب
في أركان بَيتِنا
وحَطَّمُوا ثُلثَيه
بكى أبي وأجْهشَت أُمي
وما بكيت
هم حطَّموا ابتسامة الإيمان في ثغورنا
وجففوا الإحساس في شعورنا
وما بكيت
صَمَدْتُ باحثاً بين بقايا جُدُر مثلَّمة
عن أسْقُفٍ تجودُ بالظلالِ
وليسَ غير مُروَحيَّة مُرَقَّمة
تلوح في أركانِها
قذائفٌ منضودةٌ مُنَجَّمة
وخلفَ أسوار الزجاجِ
حمم مُلَثَّمة
وعندما تَنَاوَلَت أكُفّهُم
حجابَ أمِّي المقاوِمة
وأبصرتْ عينايَ شعرَها
ولمعةَ الطُّهرِ المُصان فوقَ نحرِها
هنا بكيت.
وحين مزَّقُوا أجسادنا
وأَزهَقُوا أرْوَاحَنا
وبَعْثروا الإسلامَ من خِلالِنا
من الذي بكى؟
غيرُ شتاتِ أَلسُنٍ تَعُجُّ بالقنوت
وبعضُ أَعْيُنٍ تموت
وأمَّتي تَموجُ في الجِدالِ والهرج
وترتجي ذليلةً
من عدلِ أعداءِ العدالةِ الفرَج
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|