الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th August,2003 العدد : 26

الأثنين 27 ,جمادى الثانية 1424

الجزائر محنة الدولة ومحنة الإسلام السياسي

تأليف: ناظم عبدالواحد الجاسور
عمان (الأردن) دار المسيرة، 2002م
أثار الصراع الدائر في الجزائر ومن أكثر من سبع سنوات الذي راح ضحيته الآلاف من الأرواح البريئة الكثير من التساؤلات المحيرة عن تلك المحنة التي غاصت فيها دولة المليون شهيد والنفق الذي انحشرت فيه كل الاطراف المتصارعة، وبدأت تحصد بعضها البعض بدون تمييز، وتلاشت في السنوات الماضية كل الأصوات الخيرة أمام زحمة العنف الدامي، وغلبت لغة القتل والتدمير على لغة الحوار والتفاهم بين شعب واحد يستند إلى الموروث العربي الإسلامي الثري بقيمه وتقاليده.
إنها محنة الدولة بكل مؤسساتها المدنية والعسكرية وإنها أيضاً محنة الجماعات الإسلامية بتياراتها وأحزابها وأجنحتها المسلحة التي عجزت عن أن تقول كلمتها الفصل في تغليب لغة الحوار على العنف وتجنيب الإسلام والمسلمين التشويه والانحراف واختلط الحابل بالنابل، حتى وصل الأمر إلى تشويه الإسلام وقيمه من خلال جماعات لا تمت إلى الإسلام والعروبة بأي صلة، ناهيك عن تلك الأصابع الخفية الداخلية والخارجية التي ما فتئت تغذي هذه النار المشتعلة، وبشتى السبل، ومن خلال مختلف القنوات، وبالتالي فإن مهمة الجميع هو التصدي لهذا الخطر الأخضر الزاحف بعد أن اختفى «الخطر الأحمر» وحربه الباردة. إنها فعلاً محنة الدولة ومحنة الإسلام السياسي في الجزائر التي كانت انموذجاً للتنمية والأمن الاجتماعي في القارة الأفريقية، ونسيجاً اجتماعياً أصيلاً في مكوناته السياسية والثقافية. كانت هذه مقدمة دلف عبرها المؤلف إلى تناول الأزمة الجزائرية بمختلف جوانبها الاقتصادية ،الاجتماعية، الثقافية والسياسية الدستورية، إضافة إلى ابعادها الخارجية، وما أفرزته من متغيرات جديدة لم تعهدها الجزائر من قبل لا سيما فيما يتعلق بالخارطة السياسية والوطنية حيث الأحزاب والتنظيمات المهنية والنقابية والتيارات السياسية الأخرى السرية أيضا، ومعادلات اللعبة الانتخابية التي جاءت نتيجة للمسار الديمقراطي الذي أرسى تعددية حزبية أقرها الرئيس الشاذلي بن جديد تحت ضغط الأحداث ومنعطفاتها الحادة، لتأخذ أبعاداً أخرى في السنوات اللاحقة، مرورا بمحمد بوضياف واليامين زروال، وانتهاء بالرئيس عبدالعزيز بوتفليقة الذي حاول منذ وصوله إلى السلطة أن يبني سياجاً آمناً يحمي الجميع، ولكنه يواجه الكثير من التحديات. وإذا كانت هذه الازمة يقول المؤلف قد كشفت منذ أسابيعها الأولى عن عدم قدرة الأنظمة السياسية على تقنين الحركات الإسلامية وإدخالها ضمن المسيرة الديموقراطية ورفض التعايش معها فإنها بالمقابل أدت إلى انزلاق بعض القيادات والحركات الإسلامية في لعبة سياسية معقدة ومتشابكة هدفها تقديم نماذج سيئة وإدخال تلك التنظيمات السياسية في نفق مظلم من العنف الذي عزلها عن محيطها الاجتماعي وجعلها بالتالي هدفاً للمساومات وتنافس المصالح وعقد الصفقات التي لم تهدف في نواياها الخفية، إلا إلى تشويه هذه الحركات ومرجعيتها الإسلامية المرتكزة على القرآن الكريم والسنة النبوية وتقديم صورة مغايرة عن الحقيقة الجوهرية أمام الرأي العالمي. يقع الكتاب في (213) صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
المحررون
الملف
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved