الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th September,2006 العدد : 172

الأثنين 3 ,رمضان 1427

بعد أن ودعت الشدي واستقبلت العثيمين
هل تبدأ جمعية الثقافة والفنون عهداً جديداً يعيد إلى وجهها إشراقه؟
إعداد: محمد المنيف
تكاثرت الظباء على خراش
فما يدري خراش ما يصيد
بهذا البيت يمكن أن أبدأ موضوعنا اليوم حول حال وأحوال الساحة الثقافية عامة والتشكيلية على وجه الخصوص.. والبيت هنا يخص التشكيليين الذين تكاثرت عليهم الضباء في الفترة الأخيرة فاحتاروا أيها يصيدون أو أيها يتحقق إذا صح التعبير. فقبل أشهر أعلنت وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام تأسيس جمعية للتشكيليين أوكلت وضع نظامها إلى نخبة مختارة من مختلف مناطق المملكة، وقريبا يعلن موعد انعقاد الجمعية العمومية لاختيار رئيس مجلس إدارة الجمعية.. هذا الخبر كان أبرز أحداث الساحة التشكيلية في وقته، وبعد فترة من تلقيه سعد التشكيليون بخبر تواجد نخبة من التشكيليين الخليجيين تمثل رؤساء الجمعيات التشكيلية في مختلف دول مجلس التعاون ليناقشوا فكرة إقامة اتحاد تشكيلي خليجي، فقوبلت الفكرة أيضا باستبشار التشكيليين بخطوة جديدة في مسيرة هذا الإبداع وعلى مستوى أكثر اتساعا في مساحة العطاء شملت الدول الست.
الخبر الأكثر إثارة
أما الخبر الأكثر إثارة والأكثر تأثيرا على الساحة الثقافية عامة والتشكيلية خاصة باعتبار الفن التشكيلي أحد روافد الجمعية فهو في إعلان تشكيل مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون الجديد برئاسة الدكتور يوسف العثيمين وعضوية عدد من الأسماء المعروفة في مختلف التخصصات التي تعنى بها الجمعية، ومنها الفنون التشكيلية التي حظيت بوجود ثلاثة من أبرز فناني المملكة وهم الفنان محمد الرصيص والفنان عبدالله الشيخ والفنان طه صبان، الذين أجمع كل الفنانين على حسن اختيارهم.
هنا يمكن العودة إلى بيت الشعر لنتساءل: أي ظبي سيصيده التشكيليون؟.
أول الغيث زيارة معالي الوزير
أعود قليلا إلى شهر شعبان من عام 1426هـ حينما قام معالي وزير الثقافة والإعلام بزيارة إلى المركز الرئيسي للجمعية، نشرنا حولها موضوعا بعنوان (الأمل يعود إلى عشاق ومحبي جمعية الثقافة والفنون) مع ما شعرنا به خلال متابعتنا للزيارة من الخوف ألا يحدث جديد في تطوير الجمعية لإعادة النهوض بها مما هي عليه من تردي في التفاعل مع الحراك الثقافي والفني الجديد لعدم قدرتها على فَهْم متطلباته.. ومرت سنة كاملة والجميع ينتظر ما يمكن حدوثه خصوصا ما صرح به رئيس مجلس إدارتها في وقته بأن عام 1426هـ سيشهد نقلة متميزة في نشاطات الجمعية تتضمن الكثير من البرامج ومنها موضوع إقامة مركز مكة المكرمة للتراث وإنشاء أكاديمية للفنون، كما تم في الاجتماع مناقشة فكرة تنظيم (بينالي) عربي إسلامي للفنون التشكيلية.
تلك الزيارة ومع أن بينها وبين قرار التغيير عام كامل إلا أن ظن كل محب للجمعية ومن بينهم الفنانون التشكيليون في معالي الوزير وفي وكالة الوزارة للشؤون الثقافية كان في محلة بأن يروا جمعيتهم تزدان عطاء وتؤدي دورها الذي أسست من أجله بمرونة وسباق مع الزمن للحاق بالأعداد الكبيرة من المبدعين في كل مجالات الإبداع، فكان لها مجلسها الجديد.
صفحة جديدة تعيد الأمل
نعود إلى الحدث الجديد ونحتفظ بما نعرفه ويعرفه الكثير عن الجمعية على مدى ثلاثين عاما، مرت بها بمراحل بين هبوط يكاد يفقدنا الأمل وصعود لا يحقق النجاة، تراجعت فيها الطموحات وابتعد بسببها المبدعون عن الجمعية لنعيش الآمال والطموحات الجديدة التي نتفاءل بقدومها وتحقيقها من المجلس الجديد.. كما نستشف بعضا منه من أحاديث الدكتور يوسف العثيمين التي أشار فيها إلى اعتزام الجمعية التحرك نحو التطوير وفق متطلبات المرحلة القادمة التي بدأ فيها تشكل جسد الثقافة والفنون من خلال تأسيس الجمعيات المتخصصة بدءا من الجمعية السعودية للفنون التشكيلية مرورا بجمعية المسرحيين التي انطلقت وبدأ المعنيون بها مباشرة تنفيذ نظامها، يليها جمعيات أخرى تختص بفنون الفوتوغرافيا والفنون الحرفية.. إلى آخر المنظومة.
التذكير بمحاسن السابقين
مع أن اختلاف الرأي لا يفسد الود بين الأحبة، ومع ما كنا عليه من اختلاف وجهات نظر مع الجمعية حول بعض الجوانب في مجال العمل وهو مبدأ حضاري لإيجاد سبل الحوار فإن علينا ألا نتجاهل الخطوات التي قامت بها مجالس الإدارات السابقة ابتداء من رئاسة الأمير بدر بن عبدالمحسن وما حظيت به الجمعية رغم قصر المدة من اهتمام والتفاف المبدعين على الجمعية وما تحقق من تأكيد مكانة ودور الجمعية وبناء قاعدتها الصلبة والمؤثرة في ذلك الوقت بالتعريف بالفنون والثقافة، أو بما مرت به الجمعية في الفترة الثانية برئاسة الأستاذ الأديب محمد الشدي من مراحل أو ما يمكن تسميتها حالات تغيير وتبديل وصعود وهبوط قد تكون ناتجة ممن أوكلت لهم مهام العمل.. وعلاقتنا بالأستاذ محمد مهما شابها من شد وجذب تصب في مصلحة الجمعية، ولو أن ما كنا نقوم به من طرح وجهات نظر عبر هذه الصفحة فُهِم بهدوء لوجدت الجمعية فيه الكثير من الدعم لها وليس ضدها ومنها على سبيل المثال إمكانية تبني الجمعية فكرة إنشاء جمعية للتشكيليين التي طرحناها وشاركنا في طرحها الكثير من الزملاء في الساحة.. وقد جوبهت بهجوم كاسح وعقاب قاس توقعا من العلاقات العامة بالجمعية أنها تعني المنافسة، فأصبحت اليوم جزءا من الجمعية، إضافة إلى الكثير من التلميحات التي قدمت في المقالات تعود بالكثير من الدعم لأي توجه نحو التطوير وجدت رد فعل غاضب وغير راض أيضا من الجمعية، ومع هذا وذاك نقول إن الجمعية وفي مرحلتها الثانية التي دامت ثلاثين عاما لا يمكن أن تمر دون وجود ما يمكن ذكره.
المجلس الجديد وقبول النقد
لا يمكن لأي عمل أن يستقيم إلا بوجود الرأي الآخر، وبين هذا وذاك تبقى الحاجة إلى التوازن بين الجانبين الناقد الصادق والمؤدى المرن المتقبل للحوار.. ومع أن قضية النقد وطرح وجهات النظر سابقة لأوانها، فإن علينا اليوم أن نبدأ بالوقوف الداعم للتحرك الجديد مع ما سيتسم به المجلس الجديد من تحرك هادئ لتحقيق الأهداف بدقة وتروٍ عودا إلى ما سيتم من خطط تحتاج إلى دراسة مستفيضة لتعدو بها الجمعية إلى مهمتها كمرجع حقيقي للأدباء والمثقفين والفنانين.
الجمعية مظلة الجمعيات
يأتي تشكيل مجلس إدارة جمعية الثقافة والفنون في وقته المناسب بعد أن أخذ الواقع الإبداعي في التشكل والتبلور والتخصص الذي تمثله الجمعيات خلاف ما كانت عليه الفنون البصرية التشكيلية والفوتوغرافية والمسرحية من تذبذب أو إذابة لها في بعضها البعض، إضافة إلى عدم وجود مرجعيات أو إدارات تعنى بكل فن منها على حدة يمنح من خلال آلياتها المتبعة لتنفيذ البرامج والخطط وحفظ حقوق الفنانين ومنحهم ما يؤكد انتماءهم والاعتراف بهم أعضاء مؤسسين أو مستفيدين من جمعياتهم.. ولهذا فإن من الأمور التي ينتظرها أو يطمح إليها المنتسبون لتلك الجمعيات أن تكون جمعية الثقافة والفنون مظلتهم الآمنة والجسر الذي يربطهم بوزارة الثقافة والإعلام ممثلة في وكالة الشؤون الثقافية، ولتبقى الجمعية كما أشار معالي وزير الثقافة والإعلام انطلاقا من إيمانه بدور الجمعية الثقافي والفني في بناء وخدمة المجتمع والارتقاء بوعيه الفكري والأدبي؛ فالجمعية كيان لها تاريخه، واسمه له وقعه على الأذن والوجدان، ولكن.. يبقى تثبيت هذا الإحساس بالعمل، فهل تشهد الأيام القادمة جديدا يتوازى مع ما نعيشه من توجه نحو مستقبل مشرق في ظل عهد جديد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله وولي عهده الأمين استكمالا لما خطط له لبناء الوطن وبمتابعة جادة من قبل وزير الثقافة والإعلام بوجود الدكتور عبدالعزيز السبيل بطموحه الذي يعرفه الجميع وينتظرون الكثير منه؟.
إطلالة للتذكير فقط
أعود بمناسبة التشكيل الجديد للجمعية إلى التذكير بمسيرة الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، وهو الاسم الرسمي لها، ونستعرض فتراتها الثلاث على النحو التالي:
الفترة الأولى عام 1393وهي السنة التي تأسست فيها بقرار صادر من الرئاسة العامة لرعاية الشباب على أن يكون مركزها الرياض، ويتم إنشاء فروع لها في بقية مناطق المملكة، وتم لها تشكيل مجلس إدارة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن وبمشاركة خمسة أعضاء وهم طارق عبدالحكيم نائبا للرئيس والأستاذ عبدالعزيز الحماد سكرتيرا والأستاذ محمد الشعلان أمينا للصندوق والأستاذ ناصر بن جريد مسؤولا عن العلاقات العامة، واستمرت إلى عام 1397هـ وبعضوية عدد من الأسماء القريبة والواعية بحجم المسؤولية والأهداف التي أنيطت بالجمعية.. شهدت فيها الجمعية حركة فنية وثقافية استقطبت مختلف المبدعين من مختلف فروع الإبداع، فكانت الجمعية بمثابة أكاديمية للفنون الجميلة بروح تنافسية لم تشهد لها الساحة الثقافية والفنية مثيلا نتيجة تفرد الجمعية وقدرتها على احتواء تلك المجالات في أجمل فترات عمرها ونشاطها، وكانت تلك الفترة بمثابة تأسيس القاعدة الحقيقية للثقافة والفنون في المملكة.
الفترة الثانية بدأت في عام 97هـ نتيجة لاعتذار الأمير بدر بن عبدالمحسن عن عدم مواصلة رئاسة المجلس فأوكلت مهمة رئاسة الجمعية إلى الأستاذ محمد الشدي، وضم مجلس الإدارة الجديد يوسف الحميدان، عبدالله الجار الله، سعود زبيدي، سراج عمر، أحمد السعد، عمر العبيدي، إبراهيم الحمدان، حمزة بشير، محمد السليم، وانتهت عام 1427هـ.
الفترة الثالثة الحالية بدأت عام 1427هـ بقرار من وزير الثقافة والإعلام وتشكل مجلس إدارتها على النحو التالي: الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين رئيسا لمجلس الإدارة ورئيسا للجمعية. الدكتور محمد بن صالح الرصيص عضوا وأمينا للمجلس. الدكتور محمد بن سعد الشويعر عضوا. محمد بن عمر العقيل عضوا. حمزة محمد بشير عضوا. الدكتور سعد بن عبدالله الصويان عضوا. الدكتور صالح بن حسن الزاير عضوا. الدكتور معجب سعيد الزهراني عضوا. محمد عبدالله العثيم عضوا. الدكتور راشد بن أحمد الشمراني عضوا. طه محمد صالح الصبان عضوا. عبدالله بن عبدالكريم الشيخ عضوا. الدكتور محمد بن ناهض القويز عضوا.
الوظائف الرئيسة داخل الجمعية
سعى مجلس الإدارة في الفترة الثانية السابقة إلى إيجاد إدارات وتحديد مسؤوليات أطلق عليها مسمى الوظائف الرئيسة كالآتي: إضافة إلى منصب رئيس مجلس إدارة، ونائب رئيس مجلس الإدارة، هناك مساعد رئيس مجلس الإدارة للشؤون الثقافية، مساعد رئيس مجلس الإدارة للشؤون الفنية، مدير الشؤون الإدارية، مدير الشؤون المالية، مدير شؤون الموظفين، المحاسبة، أمانة الصندوق، إدارة الفروع، إدارة المراكز الثقافية والمكتبات.
لجان الجمعية
بعد تشكيل مجلس الإدارة بدأ العمل في تشكيل اللجان بناء على حاجة الواقع الإبداعي المتنوع المشارب على النحو الآتي: نادي القصة السعودي، لجنة الفنون المسرحية، لجنة الفنون التشكيلية، لجنة التراث والفنون الشعبية، لجنة الإنشاد، لجنة الإعلام والنشر، لجنة التوجيه الفني والنشاطات، لجنة التصوير الفوتوغرافي.
تنوع اللجان وتدني التنفيذ
هذا الحجم والكثافة العددية في المناصب والمسؤوليات تجعل المتابع يعيد النظر في المنجز مقارنة بالجهود الكبيرة من تلك اللجان، خصوصا أن للجمعية فروعاً كثيرة في مختلف مناطق المملكة، ولكل منها كادر إداري ولجان، ويدفع هذا المتابع الفضول إلى زيارة الجمعية للتعرف على الواقع اليومي والحضور وممارسة الأنشطة خصوصا ممن لهم حق في الجمعية من مثقفين وفنانين أو من يعشق الإبداع ويسعد بالاقتراب من منابعه، فمن المؤكد أن الجمعية في وقت العمل فيها ستكون خلية نحل ينهل منها الزائر الكثير من الفوائد بلقاء أديب أو فنان أو مشاهدة نشاط أدبي أو فني (مسرحي بكل فروعه) أو تشكيلي أو حضور ندوة أو محاضرة بشكل دائم عودا إلى مستوى وحجم منسوبي الجمعية وكوادرها، ولكن الأمر كما أعرفه لا يظهر من الواقع إلا الأسماء والمناصب، أما الإنجاز فالتاريخ يشهده ويكفل توثيقه وإشهاد الآخرين عليه.
ممثلو الفن التشكيلي في مجلس الإدارة
تبودلت التهاني والتبريكات من قبل التشكيليين من مختلف مناطق المملكة مع زملائهم المرشحين لعضوية مجلس الإدارة الذين جاء اختيارهم موفقا من قبل وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام.. فهناك الدكتور محمد الرصيص أحد رواد الفن والمساهمين فيه أكاديميا من خلال عمله في جامعة الملك سعود رئيسا لقسم التربية الفنية ومحاضرا فيه قبل تقاعده الذي تم مؤخرا إضافة إلى ما عرف عنه من رصد وتوثيق للساحة التشكيلية السعودية ومشاركته في تأسيس الحركة التشكيلية من خلال معارضه الفنية ومشاركاته الدولية بها.
أما الفنان عبدالله الشيخ فيعد من رواد الساحة ومؤسسيها وصاحب تجارب فنية عالمية وحضور محلي ودولي، إضافة إلى ما يتمتع به من ثقافة عاليه في هذا المجال.
الفنان طه صبان أيضا من الأسماء المساهمة بالعمل الفني وبالدعم من خلال معارضه التشكيلية محليا ودوليا ومن خلال دعمه للساحة من خلال قاعة العرض التي قدمها للساحة وقدم من خلالها الكثير من المعارض لفنانين عالميين وعرب أثرى بها النشاط التشكيلي المحلي وأضاف له بعدا ثقافيا متميزا.


monif@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved