وميض
جمعيتا التشكيل والثقافة
عبد الرحمن السليمان
|
الساحة الثقافية في المملكة تشهد متغيرات هامة تمثلت في أكثر من وجه ابتداء من تغيير مجالس إدارات الأندية الأدبية ثم الاعلان عن انشاء الجمعيات المتخصصة، وليس أخيرا التشكيل الجديد للجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون، هي متغيرات نأمل أن تعود لصالح الساحة الثقافية التي لم يستسلم أبناؤها إلى الإدارات السابقة.
تحركوا بجهودهم الشخصية نحو آفاق الاداب والفنون إلى اكثر من وجهة، ففي مجال التشكيل على سبيل المثال كانت القاعات الخاصة تقوم الواحدة تلو الأخرى في بعض المدن كجدة والرياض والمنطقة الشرقية وتواصل مع ذلك جهود الكل مما أسهم في اثراء الساحة وتنوعها، وبعيدا عن أي تقييمات برزت اسماء عديدة من خلال جهدها وطموحها ودعم بعض المؤسسات لها.
لا نقف عند هذا الحد فالفنانون التشكيليون أوجدوا حلقة اتصال مع بعض المؤسسات العربية فكان حضور عدد منهم واضحا بل وجليا. الساحة التشكيلية في الآونة الأخيرة تعيش حالة من الضبابية، تمثل في بعض الأمور التنظيمية فالأسئلة مطروحة عن علاقة الجمعية التشكيلية بالجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون.. وهل بقاء الجمعية يعني أن هناك عملا تنظيميا يخضع الجمعية التشكيلية للجمعية الاولى ومعها تتحول اقسام الفنون إلى جمعيات؟. ومصير فروع الجمعية المنتشرة في انحاء المملكة هل ستبقى لتمثل الجمعية ويتأسس للجمعيات المتخصصة مراكزها الخاصة؟.
هل ستبقى تلك الفروع أو لنقل مبانيها وبعض موظفيها لتحل فيها الجمعيات المتخصصة كمقار؟ وهل هذا لا يتعارض عن امر واقع هو أن المراكز ستحل في الفروع وتتوارى معها فكرة افتتاح المراكز بناء على اعداد الفنانين ومستوى القناعة بهم؟، ربما في ذلك محاولة لاستباق ما يمكن أن يكون إلا أن الاسئلة تبقى ملحة فالنشاط التشكيلي شهد الفترة الأخيرة انحسارا من قبل المؤسسة الرسمية وان لمسنا بعض النشاطات المحدودة هنا أو هناك. جانب اخر هام يتمثل في الفصل بين نشاط الداخل ونشاط الخارج فقد أصبح الفنانون التشكيليون يتعاملون مع جهتين هما وكالة الشئون الخارجية ووكالة الشئون الداخلية، ومع أن انشطة الخارج بدت اكثر تحركا وديناميكية إلا أن حالة الضبط لم تزل تخلق شيئا من الاعتماد الذي اوقعنا في بعض الحرج احيانا وليس اقل من خسارة مشاركة المملكة في مهرجان الفن العربي في الصين الذي تم التهيئة له بشكل متكامل!! الكل ينتظر جمعية التشكيليين ومع بعض التساؤل: ماهي مهام هذه الجمعية؟ هل ستحتوي كل الأنشطة في الداخل والخارج؟ وهل اكتملت جوانب التنظيم فيها بحيث أصبح المناخ مهيئا للإعلان عن عقد الجمعية التأسيسية؟ مع الاخذ في الاعتبار ان توقيت التسجيل والانضمام للجمعية لم يكن مناسبا مع مصادفته الإجازة الصيفية المدرسية وعدم معرفة كثيرين بالتسجيل في الجمعية مع ما بذل من جهد لذلك ومرونة القبول إلى فترة قريبة للانضمام للعضوية التأسيسية.
اعتقد أن الأنشطة التشكيلية الرسمية لم تزل مؤجلة لأن آلية العمل التشكيلية غير واضحة حتى الآن. فالمقار هل ستكون فروع الجمعية ام مقار مستقلة وانطلاق العمل ينتظر الانتخابات الأولية فانتخابات المراكز وذلك متى سيتم؟ ثم رسم خطط النشاط التشكيلي الداخلي والخارجي.
وفي ظل هذا البطء سيتأخر العمل. ومع الآمال الكبيرة التي ينتظرها أبناء الساحة التشكيلية إلا انه يخشى أن تصطدم بآليات تقلل من الفرح الذي لمسته في كثيرين والعكس عند قلة تتساءل عن العمل القادم، هل سيكون اكثر أم اقل تعقيدا؟ وهل ستتاح الفرص على نحو اوسع واكبر داخليا وخارجيا؟ ثم ما يمكن أن توفره الجمعية من تسهيلات للفنانين على مستوى الداخل والخارج ايضا. لمست أن كثيرا من منتسبي الساحة التشكيلية يعيشون حلم الاستقلال والعمل وفق مبدأ الاختصاص وهو حلمٌ.. الفنان التشكيلي عبدالله الشيخ لا يريد أن يفيق منه، لكننا الآن في الواقع نرجوه عمليا وثريا.
aalsoliman@hotmail.com
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
