الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 25th September,2006 العدد : 172

الأثنين 3 ,رمضان 1427

اليهود في الأدب الإنجليزي
تأليف: رمسيس عوض، القاهرة: الهيئة العامة للكتاب، 2006
عرض ألفت عبدالله:
يبدأ الدكتور رمسيس تناوله موضوع كتابه بتقديم لمحة تاريخية عن الوجود اليهودي في انجلترا فيبدأ من فترة ما قبل عام 1290م تاريخ طرد اليهود من إنجلترا ويصف الأوضاع والظروف التي كان اليهود يعيشون فيها سواء من الناحية الاجتماعية أو السياسية أو الاقتصادية حيث كان اليهود قبل عام 1290م يعيشون في إنجلترا تحت حماية العرش البريطاني، وبطبيعة الحال كانت هذه التبعية تضعهم تحت رحمة هذا العرش وأهوائه في الوقت الذي لم يكن مسموح لهم أن يعملوا بأي حرفة من تلك التي يعمل بها المواطنون الإنجليز.
وعلى هذه الخلفية يشير المؤلف إلى أن اليهود لم يجدوا سوى الأعمال المصرفية التي كانوا يجنون من ورائها الأموال الضخمة والتي سرعان ما كان يتم الاستيلاء عليها من قبل العرش عن طريق اقتراضها أولاً ثم مصادرتها أو عن طريق فرض المكوس والضرائب الباهظة.
فضلا عما سبق فقد كان اليهود مجموعات غير محبوبة بين المواطنين الإنجليز في هذا الوقت نظراً للمعاملة الخاصة والحماية المباشرة التي يتلقونها من العرش، وبسبب ما كانت تروج له الكنيسة في ذلك الوقت من قيام اليهود بالاعتماد على سفك دماء الصبية المسيحيين والاستيلاء على أعضاء ذكورتهم لاستخدامها في طقوسهم الدينية، الأمر الذي وصل إلى حد أن قام الملك هنري الثاني ذات مرة بالإشراف على إعدام اليهودي المتهم بإحدى هذه الجرائم.
لقد كان محصلة هذه الأوضاع، وفق ما يشير الكتاب، أنه مع حلول عام 1290 تم طرد اليهود على يد الملك إدوارد الأول وهو ما أدى إلى أن ظلت إنجلترا خالية من اليهود تماماً لمدة 374 عاما امتدت من 1290 إلى 1656م.
وفي معرض التفصيل يشير إلى أنه كان يتم في ذلك الوقت جلب بعض اليهود العاملين بالطب ليقوموا بمداواة أحد أفراد العائلة المالكة وكانت الطريقة التي يتم بها معاملتهم خلال هذه الفترة هي الصور اللاحقة لليهودي في العديد من الكتابات الأدبية الإنجليزية فقد كان الأطباء اليهود يتعرضون للاضطهاد وإذا فشلوا في علاج الملوك والملكات اعتبرهم الناس سحرة مشعوذين.
غير أنه في عام 1735هـ تقدم البرلمان الإنجليزي بمشروع قانوني لمنح الجنسية الإنجليزية لليهود المقيمين في إنجلترا وبالسماح لهم أيضا بتملك الأراضي، الأمر الذي قوبل بالرفض الشديد من جانب جموع الشعب الإنجليزي حتى اضطرت الحكومة إلى سحب مشروع القانون، واكتفى اليهود حينها بلعب دورهم في إنعاش الاقتصاد الإنجليزي من وراء الستار دون أن يكون لهم أي كيان مستقل ودون المطالبة بأية حقوق مدنية.
وفي أواخر القرن التاسع عشر بدأت الهجرة اليهودية تزيد إلى بريطانيا بشكل ملحوظ وخاصة تلك القادمة من روسيا كنتيجة مباشرة للمجازر الروسية ضد اليهود في ذلك الوقت. ومن جهة أخرى كانت المشاحنات والخلافات تزيد بين اليهود والإنجليز.
ومن جهة أخرى لعبت بروتوكولات حكماء صهيون (1903) دوراً كبيراً في الترويج لفكرة التآمر اليهودي على العالم بأسره على الرغم من انه حسبما يذكر الكتاب، من ثبوت قيام قيصر روسيا بتزوير هذه البروتوكولات حتى أن أحد الساسة البريطانيين عبر صراحة عن إيمانه بفكرة التآمر اليهودي عام 1938م قبل نشوب الحرب العالمية الثانية قائلاً (إن اليهود قد يدفعوننا إلى الحرب... فنفوذهم السياسي يحركنا في اتجاهها) وهنا ترسخت فكرة المؤامرة اليهودية على العالم في أذهان الإنجليز بشتى طوائفهم، كما ترسخت في أذهان غيرهم من الشعوب.
وعن أول دراسة أجريت حول صورة اليهود في الأدب الإنجليزي والتي قام بها (ديفيد فليبسون عام 1951) يحدثنا الدكتور رمسيس قائلا إن الدراسة تناقش شرعية معالجة موضوع اليهود، وتشكك في هذه الشرعية لأنه يرى أنه طالما أن اليهودي الانجليزي قد ترك الحي اليهودي والعادات اليهودية وأصبح يتصرف كأي مواطن إنجليزي وتحركه نفس المشاعر الوطنية فليس هناك معنى لتناول الأدباء الإنجليز موضوع اليهودي في أدبياتهم إلا إذا كان هدفهم من وراء ذلك تصويره كمعتنق للدين اليهودي.
ويعرض الدكتور رمسيس في هذا السياق للعديد من الدراسات التي تناولت موضوع اليهود في الأدب الإنجليزي سواء من الإنجليز اليهود أو من غير اليهود أو من غير الإنجليز، فنرى كاتبا ألمانيا يهوديا مثل (هيرمان سينشماير) والذي ألف كتاب (شيلوك) وعاود نشره في بريطانيا عام 1947 وتناول المؤلف شخصية شيلوك (باعتبارها تجسيدا) لليهودي الجائل ويهوذا الخائن والمرابي الجشع.
يقع الكتاب في (239) صفحة من القطع العادي
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مسرح
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved