أم القرى تبكي وجدة تدمع |
والشعر أمسى بائساً يتقطعُ |
هان الخيال فما يحلقُ بعده |
سحر البيان ولا دنا يترفعُ |
تتقازم الفصحى وكانت قامةً |
تمضي ويمضي الراحلون وتفجعُ |
حاطت بها النكبات وهي منيعةٌ |
والحصن تلو الحصن باتَ يزعزعُ |
يا شاعر البيت الحرام مودعٌ |
مهج القلوب وكل حيٍ يسمعُ |
الحبُ فينا شدتهُ و بينته |
فأتاك في يوم الرحيل يودعُ |
يا باني الحكم الكبار تليدةً |
تبقى على الأزمان شمساً تسطعُ |
سطرتها سحراً يفيضُ فرائداً |
تسمو على الشعر الذي لا ينفعُ |
قد كنت أزهد في الورى ومنارةً |
شماءَ للأهواء لا تتصنعُ |
تاريخك الحلو الجميل مرصعٌ |
دررٌ من الأمجاد باتت تلمعُ |
والأوفياءُ سيذكرونك دائماً |
والأوفياءُ هم الذين ترفعوا |
تبقى ويبقى الذكرُ نفحٌ عاطرُ |
والشعر في عليائه يتربعُ |
يا شاعر البيت الحرام مشاعري |
ثكلى وليلي بالأسى يتجرعُ |
إني غريبٌ بين أهلي مفرداً |
يتجاهلون كأنني لا أسمعُ |
حسداً وقد قل الوفاء بأرضهم |
والأرضُ تشكو والعقوق يقطعُ |