الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 25th October,2004 العدد : 82

الأثنين 11 ,رمضان 1425

وجه الرماد يشبهني
سلوى أبو مدين
انسكب الخوف دفعة واحدة على وجهي، وأنا أجاهد جسدي المثقل ويديّ المرتعشتين، والشهقة تعلو صدري.
ألقيت بجسدي على مقعد خال، والصمت اختار المكان.
إلا من آهات تصدر بحرقة من بعض المرضى المتعبين.!
وجه لا أذكره يطل من خلف النتوءات بابتسامة تحاول التخفيف عنيّ..
شخصت ببصري.. كادت الحروف أن تخرج وتراجعت في اللحظة الأخيرة.!
الهدوء يعصف بالحجرة إلا من صوت تمزيق البلاستيك الذي غلف غبر المحاليل.
عاودت تلقي بنظرات اللامبالاة إلى ساعة معصمها. وتلقي تنهيدة طويلة اطبقت على صدرها.!
خطوات بطيئة.. عادت على غير العادة.. بيدها حامل علقت عليه أنبوب طويل.
صوت نفسي مزق الصمت.
لا.. أحد هنا.
سوى آهاتي المتعبة.!
قناع ملون سقط.. أمامي مسافة طويلة أقطعها.. سحابة سوداء تغطي وجهي. أسافر خلف شطآن الخوف..!!!
انتظار ممل ضاق.. بي المكان..!
في لحظات تغيرات معالم الأشياء، وأغرق في رحلة الألم الممض.!
لا أحمل فوق سريري الأبيض سوى لون وجهي الذي اختبأ خلف صدى الخوف..
تعابير مشطورة تظهر. احتسى مرارة الوجع.!
وتركت لجرحي العنان.
وخز يقطع وريدي.. يسري في ماء لونه أسود
أسود من الليل.. تكاد الآهة تشق صدري
ابتلعها..
ما بين الخوف والفرح.. أبقى وحيدة على قارعة الوجع..
احترق.. الإعلان عن النسيان بات محالا..
لم يعد هناك ما يحتفى به سوى
لحظات مخنوقة تحتضر.
سكنت الليلة في قاع نفسي..
بحجم الوخز.. الذي حفر أنيابه في وريدي..!
أما القوارير المحاليل فأستلقت مثل جسدي فوق رف..
مع وجوه كانت هناك.. ونسيها الطريق.!
كل الألوان مسحت إلا لون الألم. يقبع في ذاكرة الزمان.!
لم أعد أرى سوى.. وجهه الرمادي.. الذي يشبهني..
من بقايا الظمأ.. يبحث عني..
أرثي نفسي.. من خلف فصول الألم.
ارتشف آخر مشهد للسواد.
وأبحر في مدن العطش الثكلى..
ليلي تأخر.. وأوردتي تنتظر الإفراج.
أحمل حقيبة المفردات.. وأغدو بين شوارع خرساء..
ولا ارى سوى وجه واحد يعصف بي.. وجه الرماد..
يطل من خلف الكهوف.. ليعلن
آخر فصول الوجع.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
منابر
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved