الوجه الآخر للحياة.. «7»!
تهاني بنت عبد الكريم المنقور
|
ما أقسى حرقة الجرح.. بعد محاولات فاشلة للثم أنينه بالملح.. كضماد له..!!
وما أشد ألمه حين تلفحه بين الحين والآخر نفحات من عطرك لتزيد حرقته..!!
(1)
(بنان) أتذكرين تلك الفراشة التي كانت ترفرف بجناحيها حول تلك الشمعة.. رغبة منها للبحث عن الضوء.. عن الحياة..!!
أتذكرينها..؟!؟!
لقد ماتت.. وحملتها بين يدي.. وحاولت محاولات فاشلة لأدفئها بأنفاسي.. لكن.. كان الموت أقرب إليها من حد الحياة.. والشمعة سبقتها ذوباناً لتضيء.. ولتفقد هي الأخرى الحياة؟!؟!
الآن..
أصبحنا أشبه بتلك الشمعة والفراشة..!! نهرول كثيراً.. ونلتقط الأنفاس لنجدد عهد الولاء لتلك الهرولة مع تلك المدعوة ب(الحياة)!!
ونعود للهرولة.. ولاستنزاف العديد من الأنفاس.. وكأن الحد الذي نريد الوصول له حد واحد فقط.. هو حد الحياة.. الحياة فقط.. وكأننا نسينا أن هناك حداً آخر يدعى (الموت)!!
(2)
نعيش يا (بنان) في بدايات كثيرة.. هي حد الحياة نفسها وتنتهي بنا هذه الحياة إلى حد آخر محتوم هو علينا.. حد (الموت) هو نهاية لتلك
البدايات.. وبداية أخرى لحد جديد.. وبالتأكيد يختلف عن الأول (حد الحياة) بأبدية استمراره لكن.. كلاهما (حياة)!!
لكن الأول موقوت.. والآخر دائم.. والفاصل بينهما حد (الموت) صبر جميل والله المستعان.. من يعي ذلك ليحسب حساب كل هرولته.. ويقنن تلك الأنفاس المستهلكة.. ويعي ماهية ركضه خلف تلك الفقاعة!!
بالعكس.. يزداد ركضه خلف تلك الفقاعة وتبهره انعكاسات الشمس الملونة فيزيد من أنفاسه ليستهلك الحبر قدراً من الإرهاق.. التعب.. الطمع.. دون وعي وإدراك!!
(3)
وأشباه البشر المهرولون الآن كثر.. وربما أكثر من الكثير..!!
فنراهم في هرولتهم وسعيهم المستميت في هذه الحياة وكأن لا حد في نهاية المطاف!!
ولا نجرد ذواتنا من ذلك.. فنحن في جري حياتنا ندخل في مارثونات معهم.. من أجل هذه الحياة..!!
فصبر جميل والله المستعان!!
(4)
يقول سبحانه وتعالى في محكم التنزيل..{وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ وَمَا هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ أَن يُعَمَّرَ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ} (سورة البقرة الآية 96).
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
