صدى لون
ماذا يريد هؤلاء؟
محمد الخربوش
|
المكان مركز الملك فهد الثقافي بالرياض، هذا الصرح الحضاري العملاق. والمناسبة هي ندوة الفن التشكيلي التي أُقيمت ضمن فعاليات الملتقى الأول للمثقفين السعوديين الذي نظمته وزارة الثقافة والإعلام. وكنتُ ضمن النفر القليل الذي طوَّع ظروفه ليتسنَّى له البقاء لحضور هذه الندوة التي تأخرت إلى ساعة متأخرة من الليل قياساً بما يماثلها من الندوات المسائية في الملتقى المذكور. الندوة شارك فيها نخبة مختارة ممن يعنيهم المشهد التشكيلي السعودي، فأعضاؤها خليط من الأكاديميين التشكيليين والإعلاميين التشكيليين والتشكيليين التشكيليين أيضاً. تطرَّق الزملاء المشاركون من خلال أوراقهم إلى حال التشكيل السعودي ماضيه وحاضره ومستقبله، وأفاض بعضهم في الحديث عن الحركة التشكيلية بشكل سردي يصل أحياناً إلى الملل. إلا أن المجموعة بشكل عام وُفِّقت في طرح ما تودُّ إيصاله إلى مَن يعنيهم الأمر في الشأن الثقافي الجديد. فالمتابع للطرح يجد أن كلاًّ من المتحدثين أبدى في نهاية ورقته التي قدَّمها أهم الأماني والمتطلبات والمقترحات والتوصيات والحلول التي يرى أن الساحة التشكيلية لا تزال بحاجة ماسة لها. ولقد تكلمت هذه المجموعة باسم كافة التشكيليين؛ لأن ما تطرقوا إليه في طرحهم هو ما نسمعه ونقرؤه من خلال أحاديث التشكيليين أنفسهم. أيضاً لم يغفل كل من المتحدثين الدور الرائد والبناء الذي بذلته الجهات المختلفة للحركة التشكيلية، وبالذات الرئاسة العامة لرعاية الشباب عبر أكثر من ثلاثين عاماً مضت، فلقد ساهمت الرئاسة بالفعل في تبني هذه الحركة وإيصالها إلى كافة أصقاع الأرض من خلال معارضها المحلية والدولية المختلفة، أي أن المجموعة ومن وجهة نظر شخصية بذلوا جهداً يشكرون عليه من خلال هذه المشاركة، لكن كما يُقال (رضا الناس غاية لا تدرك)، فلقد سمعت وأسمعت بعض الآراء السلبية نحو هذه الندوة، وأنها مجرد كلام في كلام، وأن المجموعة المرشحة ليست هي الأنسب لتمثيل الفنانين التشكيليين، وأن عنصر المجاملة قد فرض حضوره القوي في عملية الاختيار، وأن الندوة لم تطرح الهم التشكيلي المعاصر.. إلخ. هذه العبارات التي تقلل من هذه الندوة وجهد فرسانها. لا أتفق مع هؤلاء في كل هذه المآخذ على هذه الندوة؛ لأن الزملاء كما أسلفت وبشهادة الحضور بذلوا كل جهد في سبيل إيضاح الصورة وطرح متطلباتهم ومرئياتهم وتصوراتهم المستقبلية، إلا أن ما يؤخذ عليهم بالفعل هو تكرار الطرح والسرد الذي لا داعي له.
لا أدري ماذا يريد هؤلاء القلة؟!
أرجو أن يكون هدفنا جميعاً واحداً، وهو خدمة هذا المسار الإبداعي الثقافي المهم، وأن نسعى إلى لمِّ شمل الأسرة التشكيلية بعيداً عن متاهات الأهواء الشخصية ومزالق الشللية وسلبياتها.. وكل عام وأنتم بخير.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
