Culture Magazine Monday  26/02/2007 G Issue 188
فضاءات
الأثنين 8 ,صفر 1428   العدد  188
 

الأندية الأدبية والمرحلة الجديدة
إبراهيم ناصر الحميدان

 

 

عانت الأندية الأدبية في المرحلة السابقة كثيراً من الجمود الذي ران عليها بسبب العقلية التي كانت تدير تلك الأندية عبر عقلية الخمول التي تولتها، والمشكلة التي كانت قائمة ونرجو أن تتخلص منها الإدارة الجديدة تلك المهادنة مع إشكاليات الواقع الذي يغمض عينيه عن أي تجديد يتلاءم مع العصر، وتبلغ خطوات التقدم الذي تنشده المجتمعات الواعية، فالتقدم يتواكب مع معطيات العصر الذي يتوخى التجديد من كل جانب، وليس وقفاً على ناحية دون أخرى. وأهم تلك الجوانب هي السيطرة التقليدية على هامش الحرية وعدم السماح بالتجديد، رغم أن وزارة الثقافة والإعلام عادت إلى استمزاج رأي بعض الجهات الحكومية في اختيار الشخصيات التي تشكل منها أعضاء الأندية مع معرفتها أن ثمة خلافاً حاداً بين تلك الجهات الشعبية والرعية التي ينطوي عليها رغبة الأكثرية، فيما ينطوي رأي الآخرين على أخذ المرأة لحقوقها من المسيطرين على الأسر. وطبعاً إن الخلاف القائم يحدث يومياً ويصعب تحديده من خلال العراك اليومي. والمفروض أن يميل الفكر المستنير نحو الجانب الطليعي وليس الجانب التقليدي الذي يقف حجر عثرة نحو استحداث ما يتفق مع التطلعات والمطالب اليومية، وهو على جانب كبير من الأهمية، حيث الخلاف بين التيارين قائم في أكثر من مجال مما يصعب تحديده.

لقد قرأت مؤخراً للصديق الأستاذ محمد زايد الألمعي - رئيس نادي أبها الثقافي تحدث فيه عن واجبات الأندية الأدبية في عصرها الحاضر، وما ينشده الجمهور من هذه الأندية في مرحلتها من إنجازات اجتماعية بجانب بعض الجهات التقليدية دون مرور هامش الحرية المطلوب؛ لأن الوقوف في مواجهتها يعني أن الأندية الأدبية لها دور في الانفتاح الاجتماعي لا يقف عند إلغاء المحاضرات وغيرها من الممارسات التقليدية، بل يتعداه إلى دور المجتمع نحو خطى واعية تسهم في ثقافة المجتمع ودفع خطواته إلى الأمام.

إن صحافتنا تتحدث يومياً عبر كتابة أصحاب الرأي فيها عن الممارسات التي تقف حائلاً دون الرأي التقدمي الذي تنشده الجماهير من عدة جهات محافظة يتجسم على عرقلتها للتيار الواعي والتفكير المتفتح بما في ذلك الحيلولة دون السماح للمرأة بأن تقوم بدورها لخدمة المجتمع وممارسة الأعمال المهيأة لها مثل السماح للفتاة بممارسة الرياضة في المدارس أسوة بالشباب؛ لأن ذلك يتيح لها بأن تكون على دراية بالنشاط الفكري الذي يسمح لها بفتح أندية اجتماعية لخدمة الوطن.

هذا مثل بسيط يؤدي إلى النهوض بالوعي الاجتماعي وتشكيله في محاربة الأمية المستحكمة بين الفئات النسائية والأجيال عامة لتغلغل التقليد وانتشار الأمية. إن التقدم يفرض على كل المجتمعات مواكبة التطور، حتى إننا نجد الأنظمة في الدول الغربية تواجه بانتقاد لكونها ما زالت لا تنسجم مع مكتسبات العصر الحديث بفتوحاته واختراعاته، وهذا دليل على أن المجتمعات كافة تواجه حركة مندفعة إلى الأمام في سبيل التقدم والارتقاء الحضاري تفرضه طبيعة العصر وانعكاسات الحداثة، معنى هذا أن الأندية الأدبية واجهة متفاعلة مع المطالب الشعبية في دفع الحراك الاجتماعي وليس الفكري فحسب، ولها دورها الطليعي المنتظر في هذا الحراك مع التأكيد على هامش الحرية في التعبير والفعل.


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة