Culture Magazine Monday  26/02/2007 G Issue 188
مداخلات
الأثنين 8 ,صفر 1428   العدد  188
 
تحية لـ(المجلة الثقافية ) منبر المثقفين

 

 

منذ أن صدرت المجلة الثقافية وهي تسعى جاهدة على طريق النهضة الفكرية في بلادنا، وأن تكون منارة فكرية تشارك في خلق الوعي الثقافي فكانت ميداناً فسيحاً، خاض فيه أقلام كثيرة، وسيسجل لها التاريخ الأدبي أنها ساهمت في نهضة أدبنا، وأنها كانت مصباحاً مضيئاً على الدرب وأصبحت بحق ملتقى للمثقفين ونادياً لأرباب القلم والفكر والإبداع الأدبي والحوار المتواصل وتأصل الفكر الأدبي السليم، فهي ينبوع آداب تمتعنا كل أسبوع بذخائر نفيسة مفيدة.

لقد تجسدت لي هذه المزايا وما تعكسه من فضائل واعتبارات وأنا أتابع أعداد المجلة منذ صدورها؛ حيث ألفيتها قد استقطبت عددا كبيرا من الأدباء والكتاب، والتزمت بموقف أدبي متميز ورسالة ذات هدف نبيل ومنهج موضوعي واحترام لحرية الفكر والتعبير. ولعلني لا أعدو الصواب إذا قلت إن هذا الموقف معلم بارز لرسالة الفكر تحمل المجلة لواءه وترفع مشاعله.

إن من يتصفح محتويات أعداد المجلة منذ ظهورها حتى اليوم لا يستطيع إلا ان يكبر فيها الدور الرائد والممارسة الأدبية والموقف الأدبي الموضوعي مع الحفاظ على الأصالة والصدق والذوق الأدبي السليم ومواكبة الأحداث، وتيارات العصر الفكرية والأدبية دون فقدان الهوية والشخصية ومسايرة الانبهار مسايرة عمياء.

إن الاهتمام بالأدب السعودي وتشجيع أصحاب الأقلام والمواهب كان محوراً هاماً تميزت به المجلة في المشهد الثقافي، فظلّت خير قوامة على أدبنا ولغتنا العربية الخالدة.

ولقد أسهمت المجلة الثقافية من جانب آخر في إثراء الحركة الأدبية ورعاية الأدب وتشجيع الحوار الإيجابي والنقد الأدبي، وإقامة الصلات والجسور الثقافية بين أدباء بلادنا وأشقائهم في العالم العربي. ولهذه السمات والاهتمامات بُعد وأثر في الازدهار الثقافي وقضايا الفكر، كما أن اهتمامها بالتراث والحرص على إبرازه بصورة مشرقة وجعله منطلقا للاستفادة منه والتعريف بجوانب الحضارة العربية الإسلامية ومواكبة العلم والمعرفة وتكريم نخبة من الأدباء تكريماً يليق بهم.

ونتطلع إلى المزيد من مواصلتها لمسيرتها الثقافية وتأديتها لرسالتها الفكرية وحرصها على الإسهام في تحقيق الثقافة والتواصل الفكري.. وأن يكون لها الدور الريادي إسهاما منها في التعريف بأدبنا وقضايا مجتمعنا وتطلعاته، ومرآة تنعكس عليها مختلف التيارات الأدبية والفكرية الأصيلة، وإبراز النهضة الأدبية والإنتاج الأدبي، فأدبنا جزء من واقعنا يساير ركب الحياة.

فالأدب كائن متفاعل، كما يقال، يحرك المشاعر ويصقل المواهب، بل هو نبض الأمة يحيا بحياتها ويزدهر بازدهارها. فالأدب في حقيقته هو الصورة الحية للأمة، يحدد ملامح شخصيتها وقوام وجودها وتاج نهضتها وصدى صوتها. فما أحوجنا اليوم إلى أعمال أدبية جيدة على المستوى الفكري والفني والموضوعي يتجلى فيها الواقع والرؤية الصادقة والإخلاص العميق، وما ذلك على همة القائمين على (الثقافية) ببعيد، والتعريف بالوجه الحضاري لحياتنا وأدبنا وما نتطلع إليه من مستقبل أدبي مجيد، ونسأل الله لها مزيداً من العطاء والتوفيق.

عبدالله بن حمد الحقيل


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

البحث

أرشيف الأعداد الأسبوعية

ابحث في هذا العدد

صفحات العدد

خدمات الجزيرة

اصدارات الجزيرة