الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th May,2003 العدد : 13

الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

معادلة أدبيةبين "الحميدان" و"علوان"
يقع التاريخ

الثقافية عبدالحفيظ الشمري
المعادلة هذا الاسبوع سردية خالصة.. يتجاذبها قطبان من اقطاب السرد الروائي.. "بما ان" و"اذن" هما شكل البحث دائما في هذه المعادلة، لنحدد منطلق
البحث عن رحلة المعنى الذي يقع بين هاتين العبارتين.
فارسا هذه المعادلة وطرفاها الروائي الاستاذ ابراهيم الناصر الحميدان بما لديه من خبرة وموهبة وجدارة.. والروائي الشاب محمد حسن علوان بموهبته
واصراره، فها نحن في هذا السباق التأملي نحاول ايجاد مقاربة بين جيل "الحميدان" كاملا، وجيل علوان الذي لا يزال يتخلق بوعي جديد ويتشكل وفق
معطيات نابهة.. لنر ما يتم في هذه المقاربة الاستطلاعية التي تم لنا صياغتها على هذا النحو:
"بما ان" الكاتب والروائي ابراهيم الناصر الحميدان عني بكتابة الرواية والقصة القصيرة وأخلص كثيرا لفن كتابة المقالة عبر المجلات والصحف حتى صنع هذا
المبدع عالمه الادبي المترامي، ليسنده في هذا السياق تراكم زمني كبير جعله يبحر في عالم الكتابة ليصوغ هذه الابداعات بشكل واقعي لا يخرج عن سياق
مدرسة ذلك الجيل الا ان "الحميدان" استطاع ان يطرق باب الواقعية السحرية في بناء النص القصصي والروائي.
وبما ان الروائي الحميدان من جيل حمل على عاتقه مهمة التنوير والتضحيات الجسام في سبيل تقديم الادب المحلي رغم جملة من المثبطات والمعوقات التي
عرفت في تلك الاجيال السابقة، فلم تكن الامكانات متوفرة من طباعة واجازة وتقنية واتصالات بالآخر.. ذلك الذي يسبق تجربتنا المحلية دون شك
بمسافات شاسعة.
اضف الى ما سبق حول تجربة جيل الرواد، مجايلي الاستاذ ابراهيم الناصر الحميدان ندرك ان تحولات الفكر لم تكن أكثر حظا من الامكانات المادية..
فكانت المدارس محصورة بما ذكرنا آنفا.. "الواقعية" و"الواقعية السحرية" ربما هناك مفاهيم او نظريات اخرى لكنها لا تخرج حسب اعتقادنا عن هذا الامر.
"اذن" الكاتب والروائي الشاب محمد حسن علوان قطف ثمار هذه المراحل.. بل استفاد من مدارس هؤلاء الرواد، وتجاربهم، واقتفى اثر تلك الخطابات
الانسانية التي كانت تتركها قراءات هذه الاعمال التي لا تزال عالقة في الذهن حتى اليوم.
اذن "محمد حسن علوان" وبرواية واحدة جاءت بعنوان "سقف الكفاية" حصد سنابل الابداع، وغنى في الحقول بطريقة مدهشة تنم عن "تطابق الحسابات"
بين الحقول والبيادر.. منطق استرشد فيه الروائي علوان حالة الابداع واستطاع ان يجزم بواقعية تشبه واقعية استاذه "ابراهيم الناصر الحميدان" لكن الواقعية
التي اتبعها اليوم هي اقل تكلفة، واسهل تعاملا وايسر في التناول.
اذن.. محمد علوان ومجايلوه لن يلتفتوا الى تلك القائمة الطويلة من المثبطات والمعوقات التي مر بها جيل الرواد "الحميدان تحديدا"، فمتى كانت لديهم الموهبة
والاصرار ستكون علاقتهم بالنص الروائي صحية وفاعلة يستطيعون من خلالها كتابة تاريخ الابداع المحلي من جديد.. هذا التاريخ الذي لن يكون في
حدودنا انما سيرتحل في كل مكان لنر ان رواية "سقف الكفاية" ستكون مفتاحا مهما من مفاتيح التجربة التي تخطو نحو الآخر بكل اقتدار وقوة.
في وقت تتحد فيه هذه التجارب السردية قديمها وحديثها لتشكل لنا تاريخ ادبنا كاملا.. تماما مثلما نرى اليوم قامة التاريخ شامخة في هذه المعادلة بين قطبين
من اقطاب ادبنا المحلي وابداعنا الذي بدأ يطرق ابواب العالمية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved