الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th May,2003 العدد : 13

الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

عبده خال.. وهاجس الكاتب الفلتة
عواض شاهر العصيمي

في الحوار الذي أجراه الأستاذ عبدالله السمطي مع الروائي الصديق عبده محمد علي خال، تفضل علينا الروائي الصديق بتقسيم كتاب المشهد الروائي المحلي
إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول كتاب اكتفوا بالريادة ولكنهم لم يحققوا الشرط الفني للرواية بحسب كلامه، وذكر منهم الروائي الأستاذ ابراهيم الناصر
الحميدان، النوع الثاني كتاب تفضل عليهم صديقنا الروائي بوظيفة جديدة في عالم الأدب أسماها "الكتاب المتعاونين" وهي تسمية أحب أن يطلقها على "أي
كاتب لم يكتب سوى رواية واحدة" حسبما جاء في بعض شروحاته لمسمى الكاتب المتعاون، أما النوع الثالث والأخير فهو الروائي الحقيقي أو بمعنى آخر
"عبده خال" تحديداً كما كان يريد أن يوحي بكلامه وإن لم ينطق الاسم حرفياً "ع ب د ه خال" ولنأخذ المسألة ببساطة، لمن يسأل كيف
استنتجت أنه يقصد نفسه، ونقول إن التقسيم الذي تفضل به يضعه تلقائياً وبدون أن يذكر الاسم في خانة الكاتب الحقيقي للرواية السعودية، فالصديق
عبده خال "أمد الله في عمره" ليس من جيل الرواد، كما أنه من غير المعقول أن يضع نفسه في خانة الكتاب المتعاونين من أمثال "الشمري والعصيمي
وشحي وأبو حمراء" وإلا ما الفائدة من قبول اللقاء الصحفي أصلاً والانخراط في ابراز رأيه تجاه القصة والرواية والكتاب المحليين ومن يستحق ومن لا يستحق
منهم أن يطلق عليه روائي إذا لم يكن هو الشخص المطلوب والروائي الحقيقي لانقاذ الرواية المحلية ممن دخل عليها من غرباء وطلاب شهرة إعلامية
بزعمه؟!! فوجود أسماء روائية كثيرة في المشهد الأدبي السعودي يعزوه الصديق عبده خال إلى حب تلك الأسماء للوهج الإعلامي والتهافت على مواطن
الضوء الصحفي ليس أكثر، بمعنى أن كتابة الرواية ليست من صلاحياتها بل من حق عبده خال ومن يرشحه من الناس، ذلك يعني من وجهة نظري، أن تلك
الأسماء، وبحسب تفسير عبده خال لوجودها، إنما جاءت لمضايقة "الكبار" في فنونهم في الوقت الذي لا تملك فيه ما يشفع لها حق المحاولة لا من ناحية تقديم
أصواتها الأدبية بالطريقة التي تختارها والكيفية التي ترتضيها، ولا من ناحية المشاركة في بناء المشهد السعودي وتوسيع قاعدته وتعزيز زخمه، مشكلة صديقنا
عبده خال أنه يبحث عن مكانة كبيرة في الأدب السعودي وهذا من حقه بالتأكيد ولكن من خلال هواجس لا أظنها لكي تتحق لا يمكن أن تتحرك
إلا من خلال تركيز عبده خال عليها في كل لقاء إعلامي تقريباً وفي كل حوار، ومن ضمن تلك الهواجس هاجس "الكاتب الكبير والمختلف" في الرواية
المحلية حيث يحدوه أمل في أن يكون صاحب الريادة في "تحقيق الشرط الفني" في الحقل الروائي ليكون الرائد الفعلي بلا منازع، ألحظ عليه أنه مشغول بهذه
المسألة حد الوسوسة وإن لم يعلن بشكل صريح رغبته في الظفر بها، لا مشكلة في أن يكون هو الرائد أو رديفه إذا كان يستحق، فهذه المسائل يمكن أن
يتطلع إليها أي كاتب غيره، وهي أشياء لا تقدم ولا تؤخر في عطاء الكاتب الجاد والنوعي، لكن يفترض ألا تطغى مثل تلك الهواجس على نظرتنا للآخر
ولا على الحراك الأدبي المحلي بكافة توجهاته بحيث تستحيل العملية إلى وضع تقسيمات مضحكة وطرح مرئيات هشة وضيقة حول الآخرين، فالأدب ليس
وظيفة في جمعية تعاونية كل يريد أن يشغرها بشخص من حارته ولو تطلب ذلك محاربة الغير، بل يفترض ألا يكون الأدب وسيلة لابراز التمنيات الذاتية
والرغبات الشخصية الضحلة على حساب حقيقة الأدب وأدب الآخرين، كنت أتمنى على الكاتب أن يتطرق إلى شؤون أدبية أكثر أهمية من البحث عن
"الوهج الإعلامي" من خلال طرح بعض الأسماء وتقسيمها بسذاجة شديدة إلى رواد بلا رؤية فنية، ومتعاونين، وكتاب حقيقيين، وكأنه بذلك التقسيم
المضحك يريد سجالاً مجانياً يتمحور حول شخصه في "منفاخ" الرد والرد المضاد، لماذا لا نترك للقارئ وحكمة الزمن الرأي الفاصل في النتاج الأدبي لأي
كان؟.. إنني أستغرب حقيقة من الكاتب الذي ينفق الكثير من عمره في الكتابة الأدبية التي يفترض أن تعلم الناس التواضع واحترام الآخر وتقدير جهوده، ثم
نجد ذلك الكاتب يفعل العكس حيث يظهر الكثير من الغرور ويمعن في تحقير غيره، إن كاتباً من هذا النوع من السهل أن نكتشف معضلته الحقيقية ألا وهي
أنه مجرد "ناقل أفكار" يقولها ولا يحسن معانيها ولا يؤمن بها وهذا النوع هو أردأ أنواع الكتاب وهو النوع الذي لم يذكره الكاتب للأسف الشديد.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved