رسالةإلى "جَدَّة"
شعر / أحمد المزّاح
|
يا عروسَ الشطآن أترعكِ الشر
قُ ضياءً، وشعَّ مِنكِ السَّلامُ
واستطارت اليك بالغرب ريا
ح الشوقِ، شراعُهُ ما يُلامُ
منذ كان الزَّمان وكنتِ سنا ال
شرقِ وكان الغرب كان الغرامُ
فارتمى البحرُ تحت عينيك مجهود القوى، فؤادهُ مُستهامُ
لم تشيحي بوجهكِ العذب عنه
فيميت الحنين فيه الخصامُ
أو تنيليه من رضابك كأساً
فيفلَّ الأشواقَ فيه الوئامُ
راح يترى إليكِ موكب توقٍ
يتردّاهُ من سُهاكِ غمامُ
إيهِ.. زيديهِ يا عروسُ جُنُوناً
مثلُهُ لا تزينه الأحلامُ
آه.. يا بحرُ إنّ مثلكَ مثلي
فيك ما فيَّ.. ما عليكَ ملامُ
مُذ عرفتُ الحسناء ما رقّ لنا
وجدٌ بها، وما أفاقَ سقامُ
مُذ عرفتُ الحسناء وذاتيَ مو
جاتٌ، حرّى، حنينُها ما ينامُ
تترامى على غدائرها شو
قاً، نديّاً، ينداح منه الهُيامُ
واستدارت في أفقِ "جَدَّةَ" أسرا
بٌ مِنِّي، وطافتِ الأحلامُ
وعلا عرشها الأنيقَ سحابٌ
عبقريُّ الجوى، وهَلَّ رِهامُ
آهُ.. يا غادة المدائن رفقاً
فحنيني على سواكِ حَرَامُ
لكِ فينا نُفُوسُنا ومُناها
ولنا فيكِ بهجةٌ، ومرامُ
لكِ فينا قلوبنا وشجاها
ولنا بين جانبيكِ غرامُ
لكِ منا عقولنا ورؤاها
وعليها من محجِرَيكِ زِمامُ
كيف لا نسلم النفوس ومنا
فيك للأنجم السواري مصامُ
فيكِ نصٌّ من الوجود سحيقٌ
غامِضُ الكنه، آسرٌ، ظلامُ
آهُ يا "جَدَّةُ" الحبيبةُ إنِّي
فيَّ بَحرٌ، وشاعرٌ، واضطرامُ
هَلْ لبحري على ثيابكِ شطٌّ..؟
هَلْ لشعري على رداكِ مَقامُ..؟
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
