قلت: يدور معنى هذه الأبيات حول عناصر اجتماعية مألوفة: قائل هذه الأبيات، وهو الشاعر نفسه، وزوجه، وطفلهما الصغير، وما يحوطهما عندئذ من |
مظاهر الوداع وما يتصل به حيث تتحقق عندئذٍ الصورة الشعرية التي رسمها الشاعر ليحسن في تكوينها والحديث عنها، ألا تشهد: بكور الشاعر وقد طلب |
الرحلة: للجهاد أو التجارة أو نحوهما، أو الضرب في الآفاق. ومهما يكن الأمر فقد اعترضته زوجه لتثنيه، ولكنها لم تكن وحدها في هذا المشهد على |
الرغم من معرفتها بحظوتها عنده بل كان معها طفلها الصغير المبغوم تحمله بين ذراعيها، حيث حملته بتلك الصورة لتعترض خروج زوجها، لتناشده البقاء |
وتثنيه عن السفر، فلعله بهذا المشهد يستجيب لداعي العاطفة. وعلى الرغم من احساسه بتلك الشجون لم يخضع لتلك الدواعي، بل مضى نحو غايته ليترك في |
عرصات داره أنين الوحشة، وآلام الفراق، صورة انسانية لنماذج بشرية مألوفة، لم تمت، وإنما تظل حية لحياتها في مجتمعات الناس حتى اليوم، وبخاصة ما هو |