الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th May,2003 العدد : 13

الأثنين 25 ,ربيع الاول 1424

الغربال
قال ابن دراج القسطلي في رائيته في المنصور بن أبي عامر: "يصف وداعه لزوجه، ويذكر ابنه الصغير الذي خلفه وراءه":
ولما تدانت للوداع وقد هفا
بصبري منها أنّةٌ وزفير
تناشدني عهد المودة والهوى
وفي المهد مبغوم النداء صغير
عييٌّ بمرجوع الخطاب ولفظه
بموقع أهواء النفوس خبير
تبوَّأ ممنوع القلوب ومُهّدت
له أذرعٌ محفوفةٌ ونحور
عصيت شفيع النفس فيه وقادني
رواح بتدآب السُّرى وبكور
وطار جناح البَيْن بي وهفت بها
جوانح من ذعر الفراق تطير
قلت: يدور معنى هذه الأبيات حول عناصر اجتماعية مألوفة: قائل هذه الأبيات، وهو الشاعر نفسه، وزوجه، وطفلهما الصغير، وما يحوطهما عندئذ من
مظاهر الوداع وما يتصل به حيث تتحقق عندئذٍ الصورة الشعرية التي رسمها الشاعر ليحسن في تكوينها والحديث عنها، ألا تشهد: بكور الشاعر وقد طلب
الرحلة: للجهاد أو التجارة أو نحوهما، أو الضرب في الآفاق. ومهما يكن الأمر فقد اعترضته زوجه لتثنيه، ولكنها لم تكن وحدها في هذا المشهد على
الرغم من معرفتها بحظوتها عنده بل كان معها طفلها الصغير المبغوم تحمله بين ذراعيها، حيث حملته بتلك الصورة لتعترض خروج زوجها، لتناشده البقاء
وتثنيه عن السفر، فلعله بهذا المشهد يستجيب لداعي العاطفة. وعلى الرغم من احساسه بتلك الشجون لم يخضع لتلك الدواعي، بل مضى نحو غايته ليترك في
عرصات داره أنين الوحشة، وآلام الفراق، صورة انسانية لنماذج بشرية مألوفة، لم تمت، وإنما تظل حية لحياتها في مجتمعات الناس حتى اليوم، وبخاصة ما هو
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مسرح
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved