في الوقت الضائع.. التنبؤ ب(سقوط الحداثة) في زمن ما بعد الحداثة
|
* الثقافية ع.ق:
صبَّ المؤلف محمد عبدالشافي القوصي جام غضبه على (موجة الحداثة)، وذلك من خلال كتابه (سقوط الحداثة) الصادر عن دار المريخ للنشر بجمهورية مصر العربية. ومن العجب أن هذا الكتاب لم يأتِ بإضافة جديدة، فشأنه شأن الكتب الأخرى التي تهاجم (الحداثة)، وتتزيَّد على المبدعين في عقائدهم وسلوكياتهم، وتقوم بالتشكيك في نواياهم وانتماءاتهم الدينية والاجتماعية والوطنية، وتكيل لهم الصاع عشرةً، وتحاول أن تضخم عوراتهم وتحشد الرأي العام ضدهم، وتحاول إضعافهم والقضاء عليهم. فمن خلال قراءتنا لتلك المقدمة ندرك أن صاحبها يفتقر إلى المنهجية والنقل والدراسة الموضوعية.. فالمقدمة أقرب ما تكون إلى لهجة في شوارع المدينة؛ حيث يقول: انطلق الحداثيون والمرجفون والأدعياء تحت ظلال الزخم الإعلامي الوافد والواقع العربي المعقَّد في سباق محموم وفي لهاث مسعور.. فتسلطوا على مؤسسات الثقافة والإعلام، ومنافذ الصحافة والنشر؛ ليحشدوا الرأي العام لصالحهم، فتظاهروا بالاجتهاد، وادعوا الإبداع وحرية الرأي والفكر، وأخذوا يشوهون ويهدمون الأدب العربي والإسلامي تحت دعاوي التطوير والحداثة (الموديرنزم)، وعزفوا على أكثر من نغمة، وركبوا موجة مقاومة التطرف والتخلص من القديم، بهدف عزل الأدب والثقافة العربية والإسلامية عن الحياة عامة، وفصل الأدب عن الدين والأخلاق، حتى تخلو الساحة لنظريات ومذاهب وأيديولوجيات (عفنة) ونفايات الفلسفات (الشاذة) التي قذفت بها (مراحيض) الشارع الغربي.
وقد جاء كتابه في أسفار خمسة، تحدث في السفر الأول عن نشأة الحداثة وفقه الحداثيين العرب، وصيحة تحذير من أدعياء التجديد، وحصاد التبعية والتغريب والتقليد، وطوفان الزندقة والإلحاد في الشعر العربي الحديث.
السفر الثاني احتوى على مختارات شعرية من عصر ما قبل الإسلام. وفي السفر الثالث عرض لمصطلح (رابطة الأدب الإسلامي)، كما عمل المؤلف من خلال السفر الرابع على جمع حوارات ومناقشات كانت قد تمَّت حول هذا المصطلح. وختم سفره الخامس بجولة في عالم الجمال.
| | |
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|