الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 26th July,2004 العدد : 69

الأثنين 9 ,جمادى الثانية 1425

التحول إلى مجتمع معلوماتي.. نظرة عامة

* تأليف: أبو بكر سلطان محمد
* أبو ظبي: مركز الإمارات للدراسات والبحوث الإستراتيجية
هذه دراسة قام بها الباحث السعودي أبو بكر سلطان محمد تحدثت عن قفزات أعلى منتظرة في تقنية المعلومات وانتشار أوسع خلال السنوات القادمة، حيث ستصبح اللبنة الرئيسية في التجارة العالمية، وستقوي من شأن اللامركزية في الحكومات.
واعتبرت الدراسة أن المعلومات وحدها ليست القوة، بل القوة هي التمكن من الحصول على أجزائها ومعالجتها واسترجاعها، وذلك بإجادة استعمال أدوات تقنية المعلومات مثل: الحاسوب والبرمجيات والإنترنت وأجهزة الاتصالات الحديثة والتقنيات وحدها لا تكفي، بل كذلك الاهتمام بالعلم وبالعنصر البشري متمثلاً في العلماء والمهندسين والتقنيين، ووعي المجتمع بأهمية التحول إلى مجتمع معلوماتي، ووعي صانعي القرار بضرورة وضع السياسات والتشريعات اللازمة وتبني عملية التحول.
الدراسة وبهدف تكوين تصور عام للمجتمع المعلوماتي وفهم للظاهرة المعلوماتية والوعي بها حاولت إلقاء نظرة عامة على التحول الكبير للمجتمع الإنساني في شتى بقاع الأرض إلى (مجتمع معلوماتي) وتحليل هذه الظاهرة الحديثة، وتبيان مغزاها وآثارها، بالاعتماد على توثيق الأرقام والمؤشرات الإحصائية. وتقدم الدراسة تعريفاً لتقنيات المعلومات والاتصالات وآثارها الاقتصادية، وتحرير محاورها الثلاثة وبزوغ ما يسمى ب(المواطن الشبكي).
كما عملت على استشراف الشكل المستقبلي للمجتمع المعلوماتي والأجيال الجديدة من تقنيات المعلومات، وآثار الثورة المعلوماتية الإيجابية في الصناعة والأعمال التجارية والأبحاث العلمية وفي المكاتب والمنازل وقطاعات التعليم والصحة والخدمات العامة، ثم تعرج إلى اتجاه الدول المتقدمة الغنية مثل الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا واليابان المتسارع إلى المجتمع المعلوماتي، وكذلك تجربة ماليزيا بوصفها إحدى الدول النامية، وموقع الدول العربية إزاء هذا التحول الخطير.
وناقشت الدراسة سلبيات الثورة المعلوماتية مثل: ضعف الأمن، وانتهاك الخصوصية، وقضية الهوة المعلوماتية بين الفقراء والأغنياء (سواء أكانوا دولاً أم أفراداً) وهل هي في ازدياد أم في تناقص؟
واقترحت الدراسة استراتيجية للمساهمة في التقليل من انهيار وتخلف المجتمعات التي تزداد الهوة المعلوماتية لديها والتي ستنال آثارها السلبية ليس هذه المجتمعات الاقل نموا فقط، بل أيضا جميع من على وجه الأرض، ما يجعل التحول إلى مجتمع معلوماتي ضرورة ملحة.
وتوصلت الدراسة إلى جملة من الاستنتاجات والتوصيات أبرزها ما يلي:
* تمر الحضارة الإنسانية بعصر ما بعد الثورة الصناعية وهو عصر الثورة المعلوماتية والتحول إلى مجتمع معلوماتي. وكان ذلك منطقية للتطور الهائل في تقنيات الإلكترونيات والحواسب والاتصالات والنظم الرقمية وانخفاض أسعارها.
* ساعد هذه الثورة النمو المطرد في الإنترنت إقليمياً ودولياً، وإمكاناتها اللامحدودة إضافة إلى طبيعتها غير المركزية، ونشاطها الفعال في التطور إلى أجيال جديدة ذات إمكانات أقوى تتيح للتطبيقات غير المحدودة أن ترى النور.
* للثورة المعلوماتية الأثر البالغ في تغير نمط حياة الإنسان والشعوب والحكومات وأصبح من يملك ناصية المعلوماتية هو الأقوى اجتماعياً واقتصادياً وعسكرياً. وسيعيش الإنسان حياة إلكترونية في جميع النواحي.
* تأتي الولايات المتحدة على رأس المجتمعات التي اتخذت خطوات بعيدة في التحول إلى مجتمع معلوماتي، ويحذو حذوها اليابان والاتحاد الأوروبي وبعض دول جنوب شرق آسيا. وازداد هناك الطلب على العاملين المهرة في تقنية المعلومات والاتصالات.
* تساهم تقنية المعلومات في النمو الاقتصادي للمجتمعات والدول.
* تنمو التجارة الإلكترونية عبر الإنترنت نمواً حاداً، وحققت نجاحاً ملحوظا لجميع الأطراف. إلا أن مقاييس الأمن ما زالت هاجس الخوف للمتعاملين في التجارة الإلكترونية من عرقلة هذا النمو. وتعمل الشركات والمؤسسات الدولية لتطوير مقاييس وتشريعات قانونية موحدة ومتماسكة لزيادة أمن الشبكات ولتناسب الشكل الجديد للتجارة الإلكترونية.
* يزداد النشر الإلكتروني للدوريات العلمية بحدة. وأثبتت (الويب) كفاءة عالية في الاتصال بين الجامعات ومعاهد البحوث والتطوير وفي التعليم والصحة، وأصبحت تقنية المعلومات أداة مهمة في البحوث والتطوير.
* تحولت معظم حكومات الدول الصناعية إلى استعمال (الويب) والإنترنت لزيادة كفاءة الاتصال بين مواطنيها ومؤسساتها ولإعطائهم حقوقهم في الحصول على المعلومات الحكومية (الحكومة الإلكترونية).
* إلا أن هناك المحرومين معلوماتياً وهم كثر، حيث إن نحو نصف سكان العالم فقراء، وذلك لارتباط الفجوة المعلوماتية بالفقر الاقتصادي والاجتماعي، ناهيك عن الفقراء علمياً والأميين.
* ومثل منتجات الحضارة السابقة، ستنشأ نتيجة للثورة المعلوماتية بعض الآثار السلبية الاجتماعية والاقتصادية داخل المجتمع المنقسم اقتصاديا نفسه من ناحية، وبين الدول الغنية والفقيرة من ناحية أخرى.
* من أهم سلبيات الثورة المعلوماتية قضايا الأمن والخصوصية والفجوة المعلوماتية بين الذين يملكون المعلومات والذين لا يملكونها.
* قضية الخصوصية هي مشكلة معقدة لارتباطها بالنواحي الإنسانية والاجتماعية وتحتاج أيضا إلى تشريعات توازن بين الخصوصية والعولمة الإنترنتية. ولكن على الأقل يمكن للأمم أن تتمسك بهويتها وثقافتها ولغتها، وكسبيل للتقدم العلمي والتقني أن تهتم بترجمة البرمجيات وعلوم الحاسب والشبكات إلى لغتها الوطنية.
* أما الفجوة المعلوماتية فهي تزداد يوماً بعد يوم بين الفقراء والأغنياء، أفراداً كانوا أو دولاً وتثير القلق. فلا يعاني الفقراء فقط نقصاً في رأس المال وتدنياً في مستوى المعيشة، بل يعانون الامية والنقص في تقنيات المعلومات والمعرفة.
* دون التحول إلى مجتمع معلوماتي، فإنه من الصعوبة الارتفاع بالمستوى الصحي ورفع مستوى المعيشة والتعليم والحصول على إنتاج زراعي أو صناعي كاف. ويمكن استعمال المعلوماتية لمحاربة الفقر.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved