الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 26th December,2005 العدد : 135

الأثنين 24 ,ذو القعدة 1426

أسماء حميمة جداً
عبد السلام الحميد
غادة:
وُلِدَّت يوم احترقت غرفتي.
كلما رأيتها راكضة نحوي بسرعة، أتذكَّر رجال الدفاع المدني وهم يركضون لإطفاء الحريق.
نورة: التقطتني من الشوارع.. حممتني، وألبستني ثياباً نظيفة، وأدخلتني المدرسة.. ماتت بسرعة ولم تسمح لي برد جميلها.
هيا: كانت في المرحلة الثانوية عندما تعرفت إليها.. أحببتها فبادلتني الحب، وكنت أُحضر لها المراجع؛ بعدما صارت الآن معيدة تجاهلتني.. كلما مررت بجانب سور الجامعة أتخيّلها.
سلمى: ساحرة قريتنا الشريرة.. كنت صغيراً عندما رأيتها أول مرة.. حتى الآن بعدما صرت رجلاً، أسرع الخطى وأقرأ المعوذتين عند محاذاتي لبيتها.
وحش:
رفضتُ أن أنجز لها معاملتها ظناً مني بوجود خطأ في اسمها.. دَخَلَتْ مكتبي غاضبةً.. أنت وحش؟
أنا وحش؟
حاصرتني بجمالها، فأنهيتُ معاملتها دونما كبير تدقيق.
البخيل
توقف أمام محل التموينات المجاور لمنزله في الحي الراقي الذي يُسميه بعض الخبثاء حي
سوياً إلى المحاسب كي يدفع الحساب.. عند المحاسب لفت نظر نورة ذلك الرف المليء بأنواع الحلويات فصرخت: يبه.. يبه.. أبي حلاو.. واللي يخليك أبي حلاو.
تجاهلها وأكمل عدّ النقود، فعاودت الصراخ:
تكفى يبه لو حلاوة وحده.
دخلت في نوبة هستيرية مفاجئة من البكاء والصراخ حينما حاول تهدئتها، فتجمَّع الناس من حوله.. زبائن المحل والعاملون فيه.. بعض الفضوليين الجاهزين دوماً لمشاهدة التّجمهر.. كان بينهم أحد جيرانه الذي قال لرفيق معه:
شف.. على كثر ما ربي أعطاه بخل على بنته بحلاوة!
علَّق الآخر شامتاً:
سيارته بنص مليون وما يبي يشتري حلاوة بنص ريال!
الله لا يشحذنا إلا بطاعته.
قالها أحد كبار السن من الحاضرين، فرمى الأكياس من يديه، وحمل الطفلة وهو يضمها إلى صدره مغادراً المحل، وركب سيارته.
عندما صفق باب السيارة، وتأكد له أنه صار بعيداً عن الجمع، أغرقت عينيه الدموع، وهو يربت على طفلته الغاضبة، يهدئها في حنان جارف، وقلبه يكاد يقفز من بين ضلوعه.
كان يود لو صرخ فيهم قائلاً:
نورة فيها سُكر.
ولم يستطع.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved