الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السياراتالجزيرة
Monday 27th March,2006 العدد : 146

الأثنين 27 ,صفر 1427

الموجة الثالثة وقضايا البقاء

*تأليف: علي حبيش - بيروت: مؤسسة الأهرام 2005م
ينبِّه المؤلف إلى أن العالم يواجه على جبهة اللغة موقفاً مصيرياً في مجتمع المعلومات أكثر من ذي قبل، فإما أن يتمسك بتعدُّد لغاته وما ينطوي عليه ذلك من صعوبة التواصل وإعاقة تبادل المعلومات والمعارف، وإما أن تتوحد لغات العالم في لغة قياسية واحدة، الإنجليزية في أغلب الظن، وساعتها تكون قد حلَّت بالبشرية الطامة الكبرى التي تتمثل في: انقراض اللغات، والعنصرية اللغوية، والحروب اللغوية، وإدراج اللغة ضمن قائمة موتى عصر المعلومات، واندثار الخصوصية الثقافية والقيم المحلية والسيادة الوطنية، وخصوصاً في عصر العولمة. وما يهم عشاق اللغة العربية في هذا الأمر أنها - بالفعل - تواجه موقفاً مصيرياً خاصاً بها، نتج عن وجود ما يُعرف باسم (الفجوة اللغوية) التي باتت واضحة المعالم في مجتمع المعلومات. فهذه اللغة إما أن تصبح أداة البلدان العربية للحاق بالركب المعلوماتي، وإما أن تتسع الفجوة التي تصل بينها وبين لغات الدول المتقدمة، وبخاصة الإنجليزية. (لذا - يقول المؤلف - ناشدتُ زملائي الأفاضل في اتحاد كتَّاب الإنترنت العرب إلى إدراج هدف حماية اللغة العربية على شبكة الإنترنت ضمن أهداف الاتحاد الوليد، ومن ثم نستطيع التواصل معاً من خلال لغتنا القومية، وليس من خلال لغة أو لغات دول أخرى غيرنا، وإلا سنضطر بعد عقود قليلة من عصر المعلومات أن نعلن انضمام اللغة العربية إلى قائمة موتى هذا العصر!!).
ناقش الكتاب أيضاً، بالإضافة إلى مسألة الفجوة اللغوية، قضايا التعليم في القرن الحادي والعشرين، واقتراح مفهوم الشجرة التعليمية بدلاً من السلم التعليمي؛ حيث يكون التركيز على تعليم التلميذ كيف يعلِّم نفسه بنفسه، وهو المفهوم الذي يتَّسق مع مفهوم التعليم مدى الحياة بعد ذلك. (وفي مجال التنمية والتقدم العلمي والتكنولوجي لُوحظ - خلال القرنين الأخيرين، وخصوصاً خلال الثلاثين سنة الأخيرة - حدوث تراكم معرفي رهيب، وواكبت الدول المتقدمة نموها الاقتصادي بدعم البحث العلمي؛ مما جعل التراكم الرأسمالي في هذه الدول مرتبطاً بالتراكم المعرفي والتنمية المستمرة للبشر).
وقد ناقش الكتاب - في هذا الفصل - ما يعرف باسم (الفجوة الرقمية)، وحتمية المشاركة، والدور المحوري للعلم والتكنولوجيا، حيث أدت الثورة العلمية والتكنولوجية إلى ظاهرة العولمة التي تشير إلى أن العالم بأسره على مشارف عصر جديد لاحت بوادره في الأفق، ويتأهب المجتمع الإنساني لنقلة نوعية جادة نحو مجتمع جديد لم تتضح معالمه بعد، لكنه بلا شك مجتمع دينامي سريع التغير.
كما تناول الكتاب ثقافة التنمية، ودور الإعلام، والمقومات التي تغرسها الثقافة العلمية والتكنولوجية في المواطن، وأيضاً أهمية التثقيف العلمي والتكنولوجي، وضرورة التفكير العلمي، وطريقته التي تعني طريقة التربية السليمة، مع ملاحظة أن التفكير العلمي يعد المدخل الأساسي للتثقيف العلمي والتكنولوجي الذي يقودنا إلى الحديث عن علوم الصدارة؛ مثل: التكنولوجيا الحيوية، والهندسة الوراثية، وتكنولوجيا صناعة الدواء، وتكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات، وتكنولوجيا الفضاء، وتكنولوجيا الليزر، وتكنولوجيا النانو.. وغيرها من التكنولوجيات. ثم يتناول المؤلف البحث العلمي، فيضع يديه على نقاط القوة ونقاط الضعف في منظومة البحث العلمي، والملامح الرئيسة الاستراتيجية له، وكيفية الارتقاء بمنظومة البحث العلمي، مع عرض للتجارب العالمية المقارنة في التطور التكنولوجي والاقتصادي في دول مثل: الولايات المتحدة، واليابان، والاتحاد السوفيتي السابق، والصين، وكوريا الجنوبية، وتايوان، والهند، وهونج كونج، وسنغافورة، وماليزيا، وإندونيسيا، والمغرب، وتونس، ثم الحديث عن الدروس المستفادة من تجارب هذه الدول. يتوقف المؤلف بعد ذلك عند المكوِّن التكنولوجي في النمو الاقتصادي الذي يتجسد في الآلات والمعدات والأجهزة التي تستخدم في الإنتاج السلعي والخدمي والعلمي، وكيفية تعظيم هذا الدور من خلال التخطيط، والفرص المتاحة لمصر للارتقاء بهذا المكوِّن.
وفي الفصل الرابع يتحدث المؤلف عن الاهتمام بقضايا البيئة، والتلوث البيئي، وعلاقة الإنسان بالبيئة، والنظم البيئية، والإنتاج الأنظف، والتسويق البيئي، والبطاقات البيئية، والحركة الخضراء. أما الفصل الخامس فأفرده المؤلف للحديث عن وقع الموجة الثالثة على الإنسان المصري تحديداً، حيث تناول محصلة نتاج الثورة العلمية والتكنولوجية المعاصرة، وتأثير التكنولوجيات الجديدة والمستحدثة على المجتمع المصري، وأخلاقيات العلم والتكنولوجيا، والموجة الثالثة وثقافة الفقر في المجتمعات النامية. كما تحدث عن المؤتمر الدولي الأول للعلم والتكنولوجيا الذي عقد في كيوتو باليابان في نوفمبر 2004م. أما الفصل السادس والأخير من الكتاب فجاء بعنوان: (نحو مجتمع المعرفة)، وفيه تحدث عن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والفجوة الرقمية، وأشار إلى أن نصيب العرب من إجمالي مستخدمي شبكة الإنترنت 0.5% (نصف بالمائة)، في حين تبلغ نسبة العرب إلى إجمالي السكان العالمي 5% تقريباً. لذا كان لا بدَّ من دعوة إلى توظيف تكنولوجيا الشبكات والتعايش مع عصر المعلومات، وتوجيه الاستثمارات نحو التكنولوجيا.
يقع الكتاب في (256) صفحة من القطع العادي.
الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved