الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th June,2005 العدد : 112

الأثنين 20 ,جمادى الاولى 1426

أمسيات صيفية.. شعر أم قصة؟!
* الثقافية عبدالحفيظ الشمري:
الإبداع، والأدب والثقافة في هذا التنامي الخالد لا يمكن أن يكون مقننا أو مؤدلجاً، أو مدجنًا.. لكنها سنة الحياة.. ولا يمكن أن يرتبط (الابداع) بفصل أو وقت أو زمن، إلا أن ما نلحظه الآن هو أن الابداع يتبع نفسية المبدع، وينصهر مع تجربته صعوداً ونزولاً، صحة وسقماً، بل موت وحياة..
فالإبداع لدينا يرتبط ومنذ عقود بفكرة أن المبدع غير متفرغ، لنراه وقد تعرج خط إبداعه، وتفاوتت رؤاه، فتراه في لحظات الانكسار العام يهرب، وفي تزاحم اليأس يقنط، شأنه في ذلك شأن البسطاء الرائعين الذين لا يلونون حياتهم وفق معطيات واهية. حتى ترى أن الإبداع يهبط ويعلو لديه بحجم ما يواجهه من مثبطات وإخفاقات.
فصل الصيف هو المثال الحي على هذه الظاهرة التي تغزو الأدب، وتستوطن بين أعطافه، فرغم أهمية أن تنتفي لونه هذه الفكرة التي تطيح به ليكون في بياته الصيفي جدير أن تخرج هذه الأمسيات من خانة تحصيل الحاصل وتوليف الذاهب بالعائد من أجل تقديم أعمال لا تبتعد كثيراً عن غرس مفهوم الانكماش والتلاشي في ظل هجمة (الرحلات) في كل مكان وإلى كل مكان.
فمن تحصيل الحاصل أن تكون هنا أو هناك أمسية شعرية أو قصصية، إلا أن الضرورة الملحة تقتضي أن ندرك حجم الاشكالية التي ترينا أن عدم التفرغ للأدب لا يولد إلا مثل هذه الممارسات التي تأتي بعفوية وبتناول بسيط قد لا يجعل هذه الطريقة مجدية.
قد يذكرنا هذا الأمر أن شاعرة كالدكتورة ثريا العريض تتألم لفرط معاناة الأطفال بالعراق في ظل هجمة الطغيان والأديب يوسف الذكير يعاني بصدق من قحط المشاعر الانسانية العربية، وشريفة الشملان تعاني تمزق الأمة وتخاذلها في هذا الصيف، فقد لا يكون مرد البيات الصيفي كسل أو رحلات إنما قد يكون ألماً وتبرماً من مآل هذه الأحلام البسيطة إلى الهاوية.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved