الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th June,2005 العدد : 112

الأثنين 20 ,جمادى الاولى 1426

نص
غِياَبْ ..(الغُيَّاب يطرقون الأبواب)
سهام صالح العبودي
(نفضةٌ مؤثَّثة بشوق موسمي
تلك التي تُحدث رقعة مقعَّرة في أبوابها
وتُعلن عن مكاني
الذي لم يزل وراء الأبواب)
(وجه)
يحنق المقيمون، تضجُّ وجوههم الفارغة بضوئك الخافت.. الذي يمرُّ في المواسم ولا يمتلئون بالشفقة: أن تأتي بعد الغياب لتمسِّي على الجدران، لترقِّع الجسر الذي ينهدل من جهتهم، ولا يتألَّمون، أن لا تجد مجازاً يُفضي إليهم، إلى وجوههم التي يُهمُّك بشدّة أن تبتسم وإن بكذب...!
(جوار)
أيؤلمكَ أن تعود إلى أمكنة تُزيحك من وجهها، تحكُّ دماغها لحظات قبل أن تنبت رائحتك عابرة، غير مؤثرة في اتساعها، تحضنها وتسيل منك كحقيقة غير دامغة...!
في غيابك رسم الآخرون مدنهم، مدُّوا شوارع تصل إلا إليك، نحتوا زوايا مظلّلة بشجرة وحيدة يعلمون بعمق أنك تتحسس منها، طَلوا جدرانها ونسوا لونك المحبب، رسم الآخرون مدنهم ولم يفسحوا فيها مكاناً.. لخطوك المحتمل..!
في غيابك.. رتّب الآخرون الأدراج، أزاحوا أضابيرك، نتشوا الدبابيس المعلّقة أعلى حياتهم، حكُّوا بقاياك من الذاكرة، ورموك في العليّة.. تعرف كم هو متعب الدوران في العليّات بحثاً.. عنك..!!
في غيابك تدرّبوا على النسيان، جمعوا نقاطاً متقدّمة.. وأنت لا تزال تجمع النقاط ضدّه، تتدرّب على التذكّر، تحرز النقاط المتقدمة، ثمّ تصنع هرماً لخيبتك حين يصفقون درفة الباب الأولى، تهدُّه وتصنع قارباً ينتشلك حين يزفّك الدمع بعيداً عن درفتهم الثانية.. التي تصفق..!!
في غيابك تجمّعت في وجوههم ملامح غاضبة، إن راهنت على زوالها خسرت، ألف ملمح وملمح؟؟ كم في العمر من صباح حتى تحتمل.. انفراجها.. في وجهك.. الذي يبسُم!!
في غيابك نشطت عاهات التجاهل، والتسويف، وتمريغ اللهفة في بلادة طاحنة، في هدوء حالك، في صمت ممِضٍّ..!!
هل كنتَ تصدّق أن الناس العابرين الذين يؤلمونك، هم ذاتهم الذين ترتبوا في داخلك يوماً، هم الآن ينتزعون أنفسهم ويتركون الفراغات وحدها تشذُّب نتوءاتها، ينحسرون الآن، وأنت وحدك تقلق، وتلتقط الضحكات الساكنة فوق الشاطئ، تمرّر خلالها خيطاً من الأمنيات، وتتقلّدها... وحدك..!!
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved