الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 27th September,2004 العدد : 78

الأثنين 13 ,شعبان 1425

مطالعات
رواية (النساء قادمات): (نايف الصحن) يصف حكايات الواقع بهجس عفوي
عبدالحفيظ الشمري

إشارة:
* النساء قادمات ..(رواية)
* نايف الصحن
* دار الحوار دمشق سوريا 2003م
* تقع الرواية في نحو (272 صفحة)
***
(النساء قادمات) رواية حديثة صدرت عن دار الحوار للكاتب نايف الصحن، حاول فيها فتح أفق جديد لفن الحكاية العربية، التي تعتمد على الاسترسال والنظرة البعيدة
للأشياء لاسيما ما له علاقة في الماضي حيث تنجذب إليه تداخلات أحداث هذا العمل، ليصوغ الكاتب منها هذا العالم المترامي لحكايات الواقع الممكنة الحدوث.
رواية (النساء قادمات) هجس عفوي يبذل فيه الكاتب جهداً كبيراً، لنراه وقد استهله بحكاية (قسم الطوارىء) في المستشفى الذي أسماه (شعبياً) حيث تدور أحداث هذه الحكاية حول إصابة (سالمين) ودخوله المستشفى مصاباً إصابات خطيرة، لتتوالى الأحداث على نحو مستفيض يعكس حجم العفوية في سرد الأحداث التي لا تتنامى بشكل تصاعدي، وإنما ظلت تسير وفق اتجاهات الحكاية التي تضع المرأة وقضاياها قاعدة رئيسة تنطلق منها.
فنيات السرد واللغة
يخرج القارىء للرواية بتصور واضح يتمثل في نزوع الشخوص نحو البوح الوجداني المتمثل في أحاديث النساء اللائي يصارعن كما يقول الكاتب الرجل الأوحد وهو الشخصية التي يبث فيها تعليمات الواقع الذي ينال من المرأة ليحجم دورها ويلغي وجودها في وقت تظل فيه المرأة تثرثر وتتحدث في كل شيء وعن كل شيء حتى تصبح هذه الاشكالية ظاهرة قوية تلغي الكثير من فنيات العمل الروائي وتُحيّد فكرته الأصلية لتظل هذه المحاولة من قِبَل الكاتب ترسيخاً لمفهوم السرد العام الذي يتكىء على الحكاية العادية في وقت تُغيّب فيه فنيات السرد الروائي.
فالكاتب الصحن ومن خلال روايته ظل يُحيّد اللغة ويخرجها عن سياقها الجمالي إذ لم نره يثير
في المتلقي غريزة التلقي الاستنطاقي، فالرواية انحازت إلى لغة البوح العفوي ولم يجرّب الشخوص أي تمرد يخرجهم من ربقة الراوي الذي سجنهم داخل ايقونة الحكاية الخالصة.
راوي حكاية النساء سيطر كثيراً على فضاء الرواية، فلم يمنح شخوصها أي فرصة للبوح أو الافصاح عما يجول بدواخلهم، لنراه وقد استلم زمام (القول) دون أن يتعرف القارىء على قدرات هؤلاء الشخوص رجالاً ونساء فالقارىء لرواية (النساء قادمات) يتعرف عن بعد على ملامح هؤلاء ويتتبع مشاهد رحلتهم من خلال رؤية (الراوي) فقط.
يكثر الكاتب استخدام العبارات العامية الدارجة لنرى الصفحة الواحدة وقد كثرت فيها مسلسلات الحروف في وقت تغيب فيه علامات الترقيم، والفواصل وعلامات التوقف والوصل، ويغلب على الرواية فضاؤها الواسع، كما اسلفنا إلا أن هذا الفضاء لم يخلق مناخاً رحباً تتوازن فيه عناصر الرواية وفنياتها الضرورية..تلك التي تعتمد على الخيال الفني وعنصر التشويق والمفاجأة فلو أخذنا على سبيل المثال حكاية المقهى التي دارت بين (رولا) و(سالمين) (الرواية 69) نظل امام سر (حمدي) الذي يخبيه الرجل لكن هذ السر لا يمكن أن يكون مفاجأة يمكن أن يعوّل
عليها، لتظل هذه الحكاية عالماً آخر ينتهي دون ارتباط فني بما سواه، لتتشكل حكاية أخرى تمثلت في القبض على (سالمين) برفقة الفتاة (رولا) في وقت يظل فيه القارىء يبحث عن إطار واضح يربط هذه الحكايات بعضها ببعض لتسجل وحدة عضوية متكاملة نقول عنها رواية فنية.
فالرواية يمكن أن نقول عنها حكاية ممكنة الوقوع، صاغ منها الكاتب عالمه السردي ليجعل من حادث (حمدي) بوابة لسلسلة من الحكايات الطويلة.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved