إطلالة عبر التراث
أحمد بن صالح الصالح
|
نصّان مشرقان بالوفاء كتبهما شاعرنا الكبير (مسافر) ووجههما لمعالي الدكتور عبد العزيز الخويطر عقب صدور كتابيه «إطلالة على التراث» و«أي بني».
لغة تلفتت القلوب لسحرها
وتملك الأدبَ الرفيع أديبُها
سفر تضمَّخ بالتراث فلم يزل
يصغي إليك صفيُّها ولبيبها
مَحَّصْتَ حكمة عالم ومعلم
فإذا النهى تصغي وأنت نجيبُها
وإذا البيان يردُّ زيف مضلل
ودعيَّ قومٍ لا يكف نعيبها
«إطلالة عبر التراث» نظمْتَها
عِقداً وما خطل الرواة يشوبها
تلك اللآلئُ في بيانك أشرقت
فإذا المسامع والقلوب تصيبها
مُلَحُ التراث نشرت عَرْفَ نديِّها
فاهتز للغيث الهتون جديبها
وجلوت عنها الشك حتى أسفرت
ومضى بخُسْر المبطلين مريبها
لتصونها لغةُ الاديب وفكره
وتعيدها حسناء يعبق طيبها
فإذا أحاديث الذين مشت بهم
أمجادهم يُغري الزمانَ نسيبُها
مشت الحضارة في ركاب فتوحهم
وتضوَّعَتْ بالفاتحين دروبها
وتطاولت هاماتهم وفعالهم
فإذا المنابرُ لا يضِلُّ خطيبُها
طلعوا على ليل الحياة مشاعلاً
دالوا طواغيتاً تُذَلُّ شعوبُها
ملكوا العقول بعلمهم.. وبهديهم
وبعدلهم ملك القلوبَ أريبُها
هم زينة الدنيا وصدر شبابها
من بعدهم شاب الشبابَ مشيبُها
يا أمة هَرِمَتْ بعزِّ شبابها
وشبابها أودى بهم تغريبُها
المجد سوَّدها فكانت دولةً
والآن تكسوها الصَّغَارَ ذنوبُها
لفحت مواجعها مآسي جَمّةً
في كل شبرٍ يستجيش نحيبُها
تقتات من حزن النفوس عليلة
والذكريات يُمِضُّها تأنيبُها
يا سيِّدي.. للمسلمين حكايةٌ
حار الحليم بها وعَزَّ طبيبُها
وهنت عزائمنا فهان تراثنا
والآن ناعينا دهته كروبُها
دولٌ.. ويا بئس الشتات لأمةٍ
الخُلف أذهبَ ريحَها وخُطُوبُها
سَنّت لهم سنن الضلال غواتهم
فإذا الزعيم غويُّها وكذوبها
يا أمة لبست ثياب حدادها
أيعود فارسها ويُمحى حوبها
عذراً إليك أبا محمد إنها
إطلالةٌ أحيا التليدَ عجيبُها
سفرا «التراث» و«أيْ بني» أفاضتا
طِيبَ الحديث وقد كساهُ قشيبُها
لامَسْتَ جرح الكبرياء لأمةٍ
فتَفَجّرَتْ بالمبكيات ندوبُها
عذراً إذا لغة المحبة قَصَّرَتْ
فلقد أحلَّتْكَ القلوبَ قلوبُها
بالشكر تُثمر أحرفي وخواطري
يفضي إليك بعيدُها وقريبُها
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
