الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th October,2003 العدد : 34

الأثنين 1 ,رمضان 1424

هكذا عرفت أبا محمد
عبدالله العلي النعيم*

أن أتحدث عن أخ أكبر وصديق عزيز وأستاذ قدير مثل معالي الأخ الكبير والمعلم، الدكتور عبدالعزيز العبدالله الخويطر، أن أتحدث عن واحد عملاق في أدبه وعلمه وأخلاقه، فلا أعتقد أنني أستطيع أن أوفيه حقه أو بعض حقه، ولكني مع ذلك سوف أساهم بجهد متواضع في هذا الموضوع.
أبو محمد بالنسبة لي أخ أكبر تربطني به علاقة القرابة والتلمذة فأنا أعتبره أستاذي في الحياة، تعلمت على يديه، معاني الوفاء والإخلاص والتفاني في العمل، بالإضافة إلى ذلك فإنني فعلا تلميذ له في جامعة الملك سعود، حيث كنت أدرس في قسم التاريخ، وهو يدرس مادة تاريخ الجزيرة العربية الحديث.
معرفتي بالدكتور عبدالعزيز تعود إلى أيام الطفولة حيث كان يدرس في كتّاب المرحوم عبدالعزيز الدامغ، وحفظ القرآن الكريم آنذاك وأقام له والده حفلا دعي إليه عدد من الطلاب والأصدقاء وذهبت مع أخوي صالح وعبدالعزيز لحضور ذلك الحفل، ثم سافر الى مكة المكرمة حيث يعمل والده مسؤولا كبيراً في وزارة المالية، وانقطعت صلة التواصل بيننا إلى أن عاد يحمل شهادة الدكتوراه، ومنذ ذلك الوقت كنا على تواصل دائم، ودائما أتعلم منه كل ما يهمني من شؤون الحياة، وكان نعم المعلم.
كنت أعمل مديراً عاماً للتعليم في منطقة الرياض (اسمها ذلك الوقت منطقة نجد) وكان يعمل وكيلاً لجامعة الملك سعود (وقتها كان المدير لأنه لا مدير لها) وطلب أن أنتقل إلى الجامعة كمساعد له (أمين عام مساعد، ثم مدير عام الإدارة) ووافقت وخلال عملي معه تعلمت منه الكثير، وكان يدلني باستمرار على طرق الخير ويمنحني الصلاحية والثقة والتشجيع، وكان دقيقا جداً في الأعمال حريصا على أداء الواجب، وأذكر من شدة حرصه على أن يكون العمل دقيقا ومرتبا، أن وجد عليّ غلطة نحوية في أحد الخطابات الرسمية التي أقوم باعدادها فقال لي يا سيبويه، هذه كذا وكان الحق معه، أقول ذلك لأدلل على دقته وحرصه على أن يكون العمل متكاملاً وواضحاً.
معالي الدكتور عبدالعزيز يتصف بحسن الخلق والتواضع وحب الناس ورغبة شديدة في قضاء حاجات الآخرين، وحل مشاكلهم، والتوسط لدى من يملك اتخاذ القرار لمساعدة شخص ما أو قضاء حاجة محتاج، لا يبخل بجاهه، ولا يتبرم بالرغم من كثرة ما يطلب منه التدخل لمصلحة ما، خاصة إذا كانت تلك الوساطة تخدم غرضا شريفا أو تساعد إنسانا محتاجا لخدمة معينة.
خدماته لبلاده وأهلها كثيرة ومتنوعة وشاملة سواء تلك التي قدمها عندما كان مسؤولا مسؤولية مباشرة عن أحد أجهزة الدولة: الجامعة، ديوان المراقبة، الصحة، وزارة المعارف، وزارة التعليم العالي، أو تلك التي ينوب فيها عن الوزارة في وزارتهم، وحتى الآن كوزير للدولة وعضو في مجلس الوزراء ورئيس للجنة العامة بالمجلس، ولعل أحد أهم انجازاته وهي كثيرة، نجاحه في وضع كادر خاص بالمدرسين ذلك الكادر الذي يجعل علاوة المدرس تستمر ولا تتوقف عند عدد من سنوات الخدمة، مما حبب الناس لمهنة التدريس وجعل الكثيرين يتركون الاعمال الإدارية ويلتحقون بسلك التعليم وهذه خدمة جليلة، سوف يحفظها مئات الآلاف من المدرسين والمدرسات لمعالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر الذي بذل جهداً جهيداً وعملا متواصلا حتى تم له ما أراد لصالح أعضاء هيئة التدريس جزاه الله عن المدرسين والمدرسات، خير الجزاء وجعل ذلك في ميزان حسناته. ومع أعماله الرسمية الكثيرة والمتشعبة فقد بارك الله عزّ وجل في وقته فهو يقرأ كثيراً ويكتب كثيراً وقد أصدر عدداً من الكتب ذات الأسلوب السهل الممتع الجذاب فأنت تبدأ قراءة أحد إصداراته ولا تترك الكتاب حتى تنهي قراءته وكأنك تعيش موضوع الكتاب.
لن أستطيع مهما كتبت أو قلت أن أوفيه حقه.
باختصار شديد إن أبا محمد رجل فاضل كريم الأخلاق عفّ اللسان، عفيف اليد، كثير الحسنات، دمث التعامل، مثقف واسع الثقافة، عالم واسع المعرفة.
متعه الله بالصحة والعافية وأطال عمره ووفقه دائماً لعمل الخير.


* رئيس مجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved