الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th October,2003 العدد : 34

الأثنين 1 ,رمضان 1424

فقرات من حوار سبق أن أجراه مدير التحرير مع معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر
معالي الدكتور عبدالعزيز الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء:
أنا لا أعمل في صحراء بلا رقيب أو حسيب
حوار: ابراهيم عبدالرحمن التركي:
(1)
** أما الواجهة
* فوزراء في وزير
* وكبراء في كبير
** وأما المواجهة
* فحكايات مفتتحها استفهامات
* ومنتهاها بدايات
* وأسئلة تولد أسئلة
** ومحورهما:
* أول دكتور يوشك ان يكون أقدم وزير
* وقع بامضاءات الوكيل، والمدير، والرئيس، والوزير..
* أصالة تارة، وبالإنابة تارات.
(2)
** اختلفوا فيه كما لم يختلفوا في سواه
** وأشاعوا حوله ما لم يسعد به غيره
** ووقف الناس من أعماله بين نقيضين:
* محب يرى بعين الرضا
* ومنتقد يفهم لغة التجامل
* وندر الوسطيون..!!
** أما هو
* فوصل الصمت بالصمت
وأجاب بالفعل عن الصوت..
** وكان لنا معه لقاء مكاشفة
* شاءه بوزرة ورداء
* لم يكتف مسؤول العلاقات، أو سكرتير الخصوصيات
* ولم يستخدم أوراق الوزارة والرسميات
** وقرأنا كما تقرأون
* الخويطر بخط يده، متحدثا عن نفسه بنفسه
* راضيا بما دار في الهمس..
* مقتنعا بما تحقق في الأمس
* مبرزاً التوجه..
* ومؤمنا بحكم التاريخ
سبق أن استضافت الجزيرة في صفحتي واجهة ومواجهة معالي الدكتور عبدالعزيز عبدالله الخويطر وزير الدولة عضو مجلس الوزراء وذلك يوم الأحد 10/10/1420هـ الموافق 16/1/2000م نجتزئ منه بعض الفقرات في هذا الملف:
** معالي الاستاذ الدكتور الوزير عبدالعزيز بن عبدالله الخويطر
أخذ
** ما الذي أخذته الوزارة من الباحث، المؤرخ، الأكاديمي: عبدالعزيز الخويطر؟
أملي أن تكون الوزارة أخذت حقها مني وافيا غير منقوص، لأن النقص في حقها، إثم فمعيشتي من الله ثم من يدها، فإذا لم أعطها حقها فقد أكلت حراما، ولهذا أحاول أن أعطيها أكثر من حقها خوفا من أن أكون بخستها حقها، بعلم أو بدون علم، وما بقي من الجهد والوقت هو لمن عداها للمؤرخ وللأكاديمي، وللأهل والأقرباء والأصدقاء، والعرس والعزاء، وهلم جرا.
أين أنت؟
** بين الجامعة، ديوان المراقبة، المعارف، الصحة، اللجنة العامة، الكتابة... أين تجد نفسك؟
أنا في ديوان المراقبة عندما أكون في ديوان المراقبة، وأنا في وزارة الصحة عندما أكون فيها، وأنا في المعارف عندما أكون فيها، وأنا في اللجنة العامة عندما أكون فيها، وما بقي للحياة الاجتماعية والقراءة والكتابة.
والوزير، أينما كان، ليس كل شيء، بل ان عمله على أهميته محدود، والعبء الأكبر، والأكثر تعبا على الجند المجهولين في الوظائف المختلفة، لنا أن نتصور أولئك الذين في أسفل السلم الوظيفي.
ظهور
** أنت قليل الظهور، قليل الكلام والتصريحات، وأحياناً نسمع من يرى في الخويطر ما ليس فيه ومن يلومه على ما لم يصنعه، ولا تعليق من جانبكم ما رأيك أولاً؟
الظهور في نظري ليس هدفا في الحياة، إلا لمن يشعر أنه لايتم عمله إلا بالظهور، ما دمت راضيا عن أدائي لعملي، فهذا هو المهم، والأهم من هذا أن يكون الله سبحانه وتعالى راضيا عن عملي، وكذلك رؤسائي، ومن أخدمهم من الناس، وأنا لست قليل الكلام إلا عند مقارنتي بكثيري الكلام، وإلا فإني أعطي ما يستحق القول حقه، ولكني ابتعد عن الاعتداء على حق من يعملون معي، وأترك لهم الكلام فيما يخصهم، وفيما يجيدونه أكثر مني، لأنهم تعاملوا مع التفاصيل أكثر مني، والتصريحات لا أتخذها منهجا يجب أن أوالي ملء خاناته، ولكني أصرح عندما يكون التصريح مطلوبا، أما أن يرى أحد في ما ليس في، فهذا (وبَخْتُه) فلي الأجر وعليه الاثم، إن كان متجنيا، وان لم يكن متجنيا فحديثي معه عن طريق مقابلة، وشرح الأمر له، أو عن طريق التليفون، فإن اقتنع وأراد تصحيح ما كتب فالحمدلله، وان لم يفعل بقيت الكرة في مرماه إلى يوم الدين، وهناك المحاكمة العادلة.
الطفرة
* قيل إنك لم تستفد من فترة الطفرة أو الوفرة في تعزيز وزارة المعارف وكان من ذلك أن ظلت الوزارة في مبناها القديم المتداعي..؟
سألني الأخ محمد بن فهد الحارثي، رئيس تحرير مجلة الرجل، وأعطيته جوابا بقدر سؤاله، وذكرت بعض الأسباب ومنها أن المقاولات التي طرحتها الجهات الرسمية، والجهات الأهلية، كانت فوق طاقة شركات البناء، وجاءت شركات من الخارج، واتجهت للمقاولات الكبرى، خاصة تلك التي في حدود مئة المليون أو أكثر، وإذا التفتت إلى المشاريع الصغرى، مثل وزارة المعارف ومشاريعها، غالت في الأسعار، فإن لم يرس عليها شيء فلم تخسر شيئا، وإن رسا عليها، فقد ربحت ربحا لم تحلم به، وقد نزّلنا مشروعات، ولكن الأسعار جاءت خيالية، مع نقص في العروض، وأذكر أن أحد المشاريع طرح خمس مرات، وفي كل مرة يتضح عدم جدية المتقدمين على قلتهم.
مقارنة
ومع هذا لو قارنت المشروعات التي أنجزتها وزارة المعارف بتجزئة مقاولاتها، مما أقدر المقاولين السعوديين على القيام بها، لم تجدها أقل في المدى الطويل من غيرها من الوزارات والجهات الحكومية، إلا تلك التي طبيعتها التميز والسعة، ولكن لا أحد يتحدث على أساس إحصاء، وإنما على طريقة: لقط اللحمة من رأس القدر!
لا.. للإنشاء
سؤالك امتاز عن سؤال الأخ محمد بن فهد الحارثي بأنه أعطى مثلا، وهذا ما كنت أطالب به كل ناقد، لأن عبارات الإنشاء العامة لا تظهر الحقيقة، ولا تفيد القارئ، بل لعلها تساهم في إبهامه، ثم في تضليله، المثل الذي جئت به من أوضح الأمثلة عن الطريقة التي كنت أنتهجها، نعم، ظلت الوزارة في مبناها القديم، والذي سميته متداعيا، دون إثبات منك، بل إني في مكتبي بقيت أكثر من عشرين عاما لم أغير المكتب أو أثاث المكتب، أو ستائر المكتب، بل لم أغير أي مكتب في أي وزارة عملت فيها، أو أي أثاث، اللهم إلا مكيف الوحدة الجدارية إذا عطب، ولم يعد تصليحه يجدي.
أسباب..
والأسباب كثيرة، أحدها: أن المال الذي سوف أصرفه على تزيين المكتب أفضل منه أن أزين به أثاث مدرسة، أو مكتب مدير مدرسة، أو ان أؤثث به مكتبة في إحدى المدارس النائية، أو أجهز به وحدة صحية، أو أصون به مدرسة.
ثم لماذا أزين مكتبي، هل احتاج إلى جذب الناس إليّ أنا أجاهد لأجد للمراجعين وقتا أقابلهم فيه، لم ينفرهم مكتبي من المجيء، ولم يكن أحد الأبواب فاسداً لايسمح بالدخول أو الخروج منه، ولم يشك من أحد الكراسي المعدة للجلوس، ولعلمك فالسجادة التي في مكتبي هدية من معالي الدكتور غازي القصيبي عندما كان وزيراً للصناعة، وكذلك الكنب، لأنها صناعة وطنية، ووضعتهما لأكمل مفاخرته بهذا الإنجاز، وكان فعلاً إنجازاً خارقاً في تلك الأيام.
هذا عن السعوديين، أما الأجانب، فلا أظن أن أحدا جاءنا ليرى مكاتبنا، ولكنه جاء لعمل، ولا أشك في أن العاقل منهم يقدر عدم الإسراف، أما غير العاقل فلا يهمنا، والعرب قديما تقول: لا سرف إلا ومعه حق مضاع وقد صدقوا، كنت أشعر أن ميزانية وزارة المعارف، مهما كبرت، في ضوء التوسع والحاجة، لا تكفي بنودها لما خصصت له، فكان علي أن أختار من الثياب ما يستر، وما يدفئ الجسد، لا ما يسر عين الرائي.
المباني المدرسية
* كذلك المباني المدرسية لم تتوسع أو تتطور، وتركت الوزارة ونسبة المستأجر أو القديم هي الأغلب؟
المباني المدرسية توسعت وتطورت خلافا لما يقال، وهذا قول أمام قول، ولكن الإحصاء هو الحكم، فعليك أن تبحث وتستقصي، وستجد أن وزارة المعارف أفضل من وزارات أخرى لم يكن لها من النتائج ما كان لوزارة المعارف، والفضل لله ثم للمسؤولين في القمة الذين كانوا يولون وزارة المعارف والتعليم العالي عناية خاصة، يساعدونها على التغلب على أمورها المالية وغير المالية.
نماذج
ونماذج المدارس المطورة شاهد عيان، وما عليك إلا أن تدخل واحدة منها، وسترى أن ما يقال غير صحيح، والذين يقولون هذا القول ينسون أنهم بقولهم هذا يتكلمون وكأن الخويطر يعمل في صحراء لا رقيب عليه ولا حسيب، عيون الدولة على العمل عن طريق أجهزة قادرة أن تقوم وتتابع ولها تقارير سنوية، الحقائق يجب ان تستقي منها، حتى إذا كان هناك قصور عن الهدف، فهم يسألون ويُجابون، ويبرر الأمر، فإن أقنع، وإلا هناك جهات عليا تفصل في الأمر، إن الأمر محكوم باتقان، وإلا لما سارت البلاد هذه الخطوات الحثيثة ووصلت إلى ما وصلت إليه، مما يستمطر الفخر والاعتزاز.
المعارف.. الأقل..
أما المستأجر فله أسبابه. وليست وزارة المعارف هي الوحيدة التي تستأجر، بل إنها أقل الجهات في هذا، لأن المبنيَّ أكثر، ولكن يحكم الأمر عوامل قاهرة فهناك حي ليس فيه أرض، فإلى ان توجد الأرض يستأجر مبنى، قرية يكفي فيها في أول مراحل فتح المدرسة مبنى مستأجر، ويعطى غيرها الأولوية، المبالغ التي في الميزانية كبيرة، ولكنه مرتبط عليه والصرف حسب الانجاز..
هناك أسباب لا الخويطر ولا غيره يستطيع التغلب عليها، والحق يوجب معرفة المباني المستأجرة في الجهات الحكومية الأخرى، بل وفي الشركات.
فائض
* قيل إنك ترد الفائض في ميزانية الوزارة إلى وزارة المالية مع احتياج مشروعات الوزارة إليها؟
أرد الفائض لوزارة المالية هذه دعوى باطلة من أساسها، فالمالية لا تعطي مبالغ بل ترصدها عندها وتعطي حسب الانجاز، فما دام أنه لا عطاء فلا رد، الذين يقولون ان المعارف ردت الفائض والمشاريع تحتاجها، عليهم إثبات هذه الجملة الانشائية.
الحسن.. القبيح
** أيضاً ليس للوزارة مطابع خاصة مع أنها أحق من جهات أقل منها ورغم ان طباعة المقررات المدرسية تكلف الكثير..!!
ليس للوزارة مطابع: حتى الحسن يبديه المنتقد قبيحا لو أنشأت الوزارة مطابع لاحتاجت إلى جيش من الموظفين فنيين وغير فنيين في ضوء ما سوف تطبعه من كتب الوزارة وسوف تكون المطبعة حكومية موظفوها مثل غيرهم مسؤوليتهم غير محددة، وهذه كتب يجب أن تكون في أيدي الطلاب في وقت محدد ولن تكون القيمة أقل من طبعها في مطابع تجارية، بل سوف تكون مضاعفة هذا جانب والجانب الآخر ان هذه المطابع بعد سنوات قليلة سوف تكون قديمة ولن تطور لأن الثمن سوف يكون غالبا والتدريب طويلاً.
والمنافسة التي تسببت فيها المعارف ورئاسة تعليم البنات أوجدت ازدهارا في بلادنا وقامت مطابع حديثة يباهى بها، استفاد منها الخاص والعام، وهذه مساهمة من الدولة في دفع مرفق من المرافق المهمة للفكر، ولم تسر على نهج بعض الدول الاشتراكية التي تنافس القطاع الخاص في كل ما يشم فيه رائحة ازدهار أو مردود مال، والدليل على ان هذا هو الاتجاه الصحيح إقدام الدولة على التوسع في مجال نقل كثير من الأمور التي تقوم بها الدولة إلى القطاع الخاص لأنه أصبح أهلا للمسؤولية فآن الأوان ان يتحمل عبء الواجب الوطني، ويحصل على دَرِّه وفائدته، وبهذا ترى ان ما عملته وزارة المعارف أمر محمود يجب ان يشاد بها لا أن تملأ صفحة بدره بالكلف.
الوكيل.. غير الأصيل
** قيل أو بالأصح قال: غازي القصيبي في كتابه (حياة في الإدارة) ان الوزير الذي يأخذ إجازة ويود ان يعود دون ان تتخذ أي قرارات في غيابه يطلب تنويب معاليكم.
أبا محمد.. هل هذا صحيح؟
فيما قاله الدكتور غازي عن نيابتي عن بعض الاخوان الوزراء عندما يقومون بإجازة صحة، فالإنابة لها أصول، والوكيل غير الأصيل، والوكالة أمانة، وليس من حق الوزير أن يصدر قرارات تخالف نهج الوزير الأصيل، والدكتور غازي نفسه يروي صدقا أو تجنيا، أن أحد الوزراء ناب عن آخر فعدل قرار الصلاحيات في الوزارة فهذا ان صح لا يحدث مني.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
تشكيل
مسرح
وراقيات
مداخلات
المحررون
الملف
الثالثة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved