مهما نأيت فبالأشواق أقتربُ |
من الرياض فدتها العينُ والهُدُبُ |
أنت الرياض فما ليلى مؤرقتي |
لو تنهب القلبَ عيناها وتستلب |
دعتني النُجل للترحال فانصرفت |
روحي إليك وفي عينيك تغترب |
يا نغمة الحب تسري بين أوردتي |
إذا طربتُ فأنتِ الوجد والطرب |
يا غيمة الحب ها قد جاء بي ظمئي |
فأنهر العشق من عينيك تنسكب |
يا حبة القلب عنك الورد يسألني |
فيشعل الشوق في قلبي ويلتهب |
أما أتاك رسولي آهة ثقبت |
قلبي عليك وقلب الصبِّ ينثقب |
في كل قصة عشقٍ ينتهي بطلٌ |
فهل أموت ولمّا ينتهي الأرب |
رواية العشق للآتين يسردها |
الذاهبون ولولا العشق ما ذهبوا |
من طيبة الحب ها قد جئت يصحبني |
منها إليك شذى النعناع والرطب |
هنا أحطُّ رحالي غير مكترثٍ |
بما سواك فقد أزرى بي النَصَبُ |
أشيم برقك فاستمطرتُ قافيتي |
من يمنع الشعر إلا أنت أو يهب |
أتيت قبل قدوم الورد أخطبها |
ولست أول من جاءوا ومن خطبوا |
وجدت ألف محبّ عند شرفتها |
أغراهمُ الحسن والأخلاق والأدب |
فهي العروس التي أمهرتها كبدي |
فهل يُجاب لقلب المغرم الطلب |
كم تشعلين بقلب الشمس غيرتها |
بين الحسان يكون الكيد والغضب |
من يسكب الضوء إلا أنت في لغتي |
حتى تضيء بك الأشعار والخطب |
ما جئت أحمل إلا الشعر أمنحه |
عند الحسان تساوى الشعر والذهب |
ماذا سأكتب في غيداء غازلها |
قبلي السحاب فما لانتْ لمن كتبوا |
عفيفة الطرف ما هانت ولا صغرت |
بالعز تكتحل بالمجد تختضب |
يا أول الحب في قلبي وآخره |
قرأت عنك فما أغنتني الكتب |
الناس للناس تحكي عنك ملحمة |
أنباء مجدك ترويها لنا الشُهُبُ |
والورد للعطر يحكي وهو منبهرٌ |
فلا يصدق إلا حين يقترب |
أنا الدعيُّ فلا تغريك قافيتي |
من نهر حسنك أهل الشعر قد شربوا |
قلبي إليك مطايا الوجد تحمله |
فإن أتيتك زال الهمُّ والتعب |
هيا احملي دلة السمراء زاهية |
ليشرب الحب قبل القهوة العرب |
هاتي الربابة واستلقي على كتفي |
حتى يُزار لما غنيته الخشب |
تلك العباءات التي بالحكمة اتشحت |
لها الكرامة وبرٌ والعلا قصب |
غداً سأرحل والتوديع يقتلني |
واليأس فيه على آمالنا يثبُ |