عروس
سليامن بن عبد العزيز الشريف
|
بَكَرَتْ إليَّ معَ الشروقِ
تختالُ كالمهرِ العَتيقِ
ملكتْ زمامَ الحسنِ وال
إغراءِ في قَدّ رشيقِ
أرْدانُها ضوَّاعةٌ
بالوردِ والمسكِ الفتيقِ
فذُهلتُ حين رأيتُها
وشَرقْتُ مندهشاً بريقي
ودخلتُ في غيبوبة
وتوقف الدمُ في عروقي
فتبسمتْ وتحسستْ
خديَّ بالكفِّ الرقيقِ
فسرتْ بجسمي رعشةٌ
من لذة اللمسِ الرفيقِ
وصحوتُ وهي بجانبي
والخدٌّ سحريُّ البريقِ
فسألتُها: ماذا فعل
تي بمُدنَفٍ صبّ شفيقِ؟
قالتْ: مداعبةٌ ولمْ
أقصدْ إلى موتٍ حقيقي
لأرى بتجربتي أتَحْ
تَمِلُ الدعابة يا صديقي
ماذا سَتَفْعَلُ إن دفع
تُكَ في المزاحِ إلى العميقِ؟
قلتُ: ارحميني واستجيبي
للنداءِ من الغريقِ
وترفقي بي إنَّ هـ
ذا القلب مضطربُ الخُفُوقِ
ما عادَ يمسكهُ بصدْ
ري غيرُ شريانٍ دقيقِ
قالت: رُوَيدك لا تملْ
يا صاح عن سننِ الطريقِ
وتظنُّ أنَّ دعابةً
قد حولتكَ إلى عشيقِ
إني أتيتُ لكي تكو
ن برحلتي هذي رفيقي
لنزور من يلقاك بالت
رحيب والوجهِ الطليقِ
ترتاحُ نفسُكَ عندَ رؤ
يته بمظهرهِ الأنيقِ
يزهو بطولٍ فارعٍ
وبثابتِ الخطوِ الوثيقِ
تبدو عليه مهابةٌ
بلباسه الحسنِ العريقِ
ويزينُهُ ذقنٌ يهذَّبُ
ليسَ بالذقنِ الحليقِ
مرحٌ خفيفُ الظل لي
س بماجنٍ سمجٍ صفيقِ
وإذا تحدثَ سرَّ سا
معه بمنطقهِ الذليقِ
وإذا أثيرَ نقاشُ موْ
ضوعٍ بتوضيحٍ خليقِ
فتراهُ يلتزمُ الهدو
ءَ ولا يميلُ إلى الزعيقِ
فحديثهُ في مسمعي
أشهى إليَّ من الرحيقِ
رجُلٌ يخافُ الله لمْ
يسلكْ طريقاً للفسوقِ
وبوالديهِ وأهلهِ
برٌّ يفرُّ من العقوقِ
ما عاشَ في بذخٍ وإس
راف ولا ضنكٍ وضيقِ
من دوحةٍ كرُمتْ وزا
دتْ في التفرعِ والسموقِ
فلكلِّ هذا اخترتُهُ
من بين أفراد الفريقِ
وأريدُهُ زوجا بشر
ع الله يحفظ لي حقوقي
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
| 
