الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th November,2006 العدد : 178

الأثنين 6 ,ذو القعدة 1427

كيف تقرأ النخب المثقفة التحولات المجتمعية؟ «5-6»
طالبت بمنح المرأة فرصة للعمل والإنتاج
فوزية الجارالله: أنا مع المحافظة على القيم والمبادئ لا مع التشدد والانغلاق
* حوار - عبدالله السمطي:
تتكوكب التحولات التي يشهدها المجتمع السعودي اليوم حول جملة من الآفاق التي يتسنى لها تشكيل نوع من الوعي الجديد بالرؤى والأشياء والأفكار، هذا الوعي الذي يفضي إلى تكوين أنساق جديدة مغايرة على مستوى الإنسان، ومستوى الأفكار، وهو الأمر الذي يعيشه المجتمع السعودي الآن بكل صخبه، وسهوله، ومفازاته.
ثمة تحولات بادية للعيان تفجرت في السنوات الخمس الأخيرة، أسهمت في تحفيز الفكرة على التكوين والانبثاق وتحكيكها عبر الواقع بتنفيذ آلياتها.. لقد أصبح هناك حوار وطني، وهيئة لحقوق الإنسان، ودمج التعليم، وأصبحت قضايا المرأة محل بحث وتجديد، وأعطيت لها بطاقة هوية خاصة، ومساحة أكبر للمشاركة في مؤسسات المجتمع المدني، وجرت انتخابات بلدية، كل هذه التحولات التي جرت في فترة زمنية وجيزة أحدثت حراكا ملحوظا بالمجتمع السعودي.. ترى كيف يقرأ المثقفون هذه التحولات.. في هذه الحلقات آراء متعددة، وقراءات متآلفة ومتخالفة، لكنها تمثل نسيجا رؤيويا للحظة الثقافية والحضارية المتحولة التي يعبرها المجتمع السعودي.
ركزت الكاتبة الأديبة فوزية الجارالله في هذا الحوار على قضايا المرأة، وطالبت بمنحها الفرصة في الإنتاج والعمل، فيما عبّرت بتفاؤلها بمستقبل زاهٍ للمملكة، حيث ترى أن (هناك مؤشرات على تطورات واضحة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمعرفي)، وهي ترى أن التغيير: (من سنن الحياة الثابتة والدائمة) ودعت فوزية الجارالله إلى (إنشاء فرع نسائي من كافة الوزارات التي لايوجد فيها أقسام نسائية، وفرع من المحكمة خاص بالنظر في القضايا النسائية)، وهي تؤكد في هذا الحوار على أنه (لا بد لأي مجتمعٍ كان أن يساير التطورات العالمية الحديثة والمستجدات الطارئة كي لا يبقى جامداً متخلفاً في نهاية الطابور) وهذا نص الحوار:
- شهدت المملكة في السنوات الأخيرة جملة من التحولات والإصلاحات المدنية.. ( الحوار الوطني) (حقوق الإنسان) الانتخابات البلدية مثلاً - هل انعكست هذه التحولات على ثقافة المجتمع السعودي أم ما زالت في طور التمثل والاستيعاب؟
هذه الإصلاحات المدنية والتحولات التي ذكرت لاتزال في بدايتها ولايزال المجتمع يحاول استيعابها كأحد المتغيرات الجديدة التي تجد مقاومة من بعض الفئات، وهذه إحدى السمات الموجودة في المجتمع العربي عامة والسعودي على وجه الخصوص.. من الطبيعي أن نلمس هذا التغيير في ثقافة المجتمع في الأفكار والقضايا المطروحة في وسائل الإعلام وفي ذلك للانفتاح الذي نلمسه عبر قنوات الإعلام المختلفة.
- هذه التحولات نتجت بشكلٍ مباشر بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 وبشكلٍ سريع.. هل كانت هذه التحولات كامنة بالقوة لدى المجتمع السعودي وكانت تنتظر الفعل أو الحدث الكبير لخروجها؟ لاشك أن أحداث 11سبتمبر كانت سبباً في الكثير من التغيرات في مسار العالم بأكمله إلا أنها ليست هي السبب الوحيد في التغيير الطارئ على المجتمع هناك للتقدم التكنولوجي المستمر من خلال استخدام الإنترنت وانتشار القنوات الفضائية كل ذلك ساهم بشكلٍ كبير في هذا التغيير.
- كيف تؤثر هذه التحولات في المجال الثقافي والتعليمي والأكاديمي الذي تثري نشاطاتك خلاله؟
لابد لأي مجتمع كان أن يساير التطورات العالمية الحديثة والمستجدات الطارئة كي لا يبقى جامداً متخلفاً في نهاية الطابور، وبالنسبة لنا كمجتمع عربي مسلم ينبغي لنا أن نأخذ من هذه التغيرات بالقدر الذي يجعلنا في مقدمة الدول الحديثة مع الحفاظ على قيمنا ومبادئنا التي فرضها علينا ديننا الإسلامي والذي هو بحد ذاته قيمة كبرى نحمد الله عليها.
- على الرغم من أن المجتمع السعودي من أكثر المجتمعات العربية استخداماً لوسائل الاتصال، وأكثر المجتمعات العربية تطوراً في حركة المال والاقتصاد، ويمتلك آلة إعلامية ضخمة فضائية وصحفية، وأكثر المجتمعات العربية سفراً وترحالاً لدول العالم.. لماذا يراد له أن يوصف بأنه مجتمع (محافظ).. هل ترى أن كلمة (محافظ) تناسب مجتمعاً بهذه الصورة أم هي واجهة تراثية لابد منها؟
في اعتقادي أن كلمة محافظ هي كلمة فضفاضة تحتمل الكثير من المعاني وقد تحتمل معنيين متناقضين:- أولهما: انه محافظ على قيمه ومبادئه التي استمدها من الدين الإسلامي الذي يدين به.
ثانياً: انه محافظ متشدد منغلق على نفسه غير قابل للتغيير أنا مع المعنى الأول ولست مع الثاني إطلاقاً.
- ما زالت قضايا المرأة السعودية يتم تداولها بشكلٍ أو بآخر حتى انها تصبح بمثابة الموضة الإعلامية تظهر في وقتٍ وتختفي في وقتٍ آخر: ما هي بالضبط أبرز القضايا التي تهم المرأة السعودية من وجهة نظرك وأنت تعيشين في منطقة منفتحة نسبياً بالمقارنة مع مناطق المملكة الأخرى؟
أهم القضايا التي تهم المرأة السعودية في اعتقادي مايلي:-
- إعطاؤها حقوقها الكاملة التي أقرها الله سبحانه عبر الكتاب والسنة من خلال معاملتها كإنسان بالغ عاقل يتمتع بأهلية كاملة لا بد أن يجد الاحترام والتقدير والحرية في التصرف بالمال وبكافة شؤونه الحياتية المهمة والمصيرية.
- منحها الفرصة في العمل والإنتاج تماماً مثل الرجل بما يتوافق مع شريعتنا الإسلامية.
- إعطاؤها حقها في النفقة والحضانة لأطفالها في حالة الطلاق.
- عدم تهميشها في مجال العمل وإعطاؤها الفرصة في الترقية حسب الكفاءة والخبرة.
- فتح مجالات للدراسة في المؤسسات التعليمية مثل الإعلام وهندسة الديكور.
في رأيي هذه هي أهم القضايا التي تهم المرأة.
- ما المؤسسة المدنية التي تتمنين إنشاءها لتخدم توجهات المجتمع السعودي المستقبلية أو المملكة بوجه عام؟
- أتمنى بداية أن يتم إنشاء فرع نسائي من كافة الوزارات التي لا يوجد فيها أقسام نسائية.
- فرع من المحكمة خاص بالنظر في القضايا النسائية.
-المجتمع السعودي له هويته وثقافته المثالية المحافظة كما يبدو وكما يراد له أن يكون.. فلماذا توجد دائماً أزمة ثقة في انفتاحه واختلاطه؟
نعم، للمجتمع السعودي هويته وثقافته المثالية المحافظة، ولكن هذا لايعني عدم قابليته للتطور والانفتاح.. أنا لست معك في تسميتها أزمة ثقة، فمن الطبيعي أن توجد بعض المخاوف أو الشكوك حول انفتاح هذا المجتمع وهذه تزول بمرور الوقت.
- كيف يمكن تغيير الصورة النمطية (السلبية أحياناً) عن المملكة في الدول الغربية؟
من خلال التركيز على ترويج الصورة الحقيقية لها بكافة الوسائل والسبل المتاحة عبر وسائل الإعلام.
- بوصفك قاصة وكاتبة كيف ترين مستقبل الحياة السعودية والمجتمع السعودي في ظل التحولات المدنية الجارية حالياً المحلية والعربية والإقليمية؟ هل تؤثر هذه التحولات في تغيير النظرة إلى الشخصية السعودية على مستوى القصة والإبداع الأدبي؟
يعتبر التغيير واحداً من سنن الحياة الثابتة والدائمة.. أنا متفائلة بمستقبل المملكة بإذن الله.. هناك مؤشرات على تطورات واضحة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والمعرفي.. بالنسبة للشق الثاني من السؤال قد لا يكون هناك تغير في النظرة إلى الشخصية السعودية بشكلٍ مباشر حيث نعلم أن ثمة سمات فردية تخص كل شخصية إنسانية على حدة. أما بالنسبة للقصة والإبداع الأدبي فإذا ما توفر لنا قدر من حرية التعبير بحكم هذا الانفتاح الاجتماعي المحيط بنا على كافة المستويات فلا بد أن يكون لذلك أثر إيجابي على الإنتاج الأدبي بشكل عام وبالتالي إقبال أكثر واهتمام من قِبل المجتمعات الأخرى على إنتاجنا الأدبي وتقدير أكثر لشموليته وجرأته وعمقه.
الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
أوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved