الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 27th November,2006 العدد : 178

الأثنين 6 ,ذو القعدة 1427

وميض
الثقافة السعودية في مصر
عبد الرحمن السليمان

شهدت العاصمة المصرية وبعض أقاليمها أنشطة وفعاليات ثقافية سعودية وضعت لها وزارة الثقافة والإعلام السعودية الكثير من الامكانات والرجال من اجل حراك ثقافي جماعي في احد أهم العواصم العربية ومن اجل تقديم الثقافة السعودية (متنوعة) تعبر عن الراهن الإبداعي في المملكة، ولا شك أن مثل هذا مع ما يمكن أن يشوبه من معوقات إلا انه جدير بخلق مزيد من العلاقة التي هي في الأصل موجودة ومن عشرات السنين فالاتصال الثقافي بين مبدعي المملكة ومصر ليس جديدا.
في مجال الفنون التشكيلية وهو ما يعنينا في هذا المقام تشهد الساحتان السعودية والمصرية تبادلا من خلال المعارض أو من خلال المشاركة في مناسبات دولية تنظمها مصر على المستوى المنبري أو العروض التشكيلية. يحرص بعض فناني المملكة التشكيليين على العرض في القاهرة كعاصمة فيها أكاديميات الفنون والمراكز والحركة الفنية والإعلامية المستمرة.
لا نستطيع تحديد بدء تواجدنا في مصر لكني أشير إلى دراسة الفنانة التشكيلية منيرة موصلي في كلية الفنون الجميلة بالقاهرة أواخر الستينات وكذلك الفنانان د. محمد الرصيص ود. فؤاد مغربل وقبلهما عدد ممن درسوا التربية الفنية بداية الستينات الميلادية.
هناك بالتالي علاقة واتصال خلق نوعا من الاستفادة المبكرة مع نشأة تعليم التربية الفنية أو حتى بداية الفن في المملكة ومن هنا فمن الطبيعي أن تستمر هذه العلاقة وتنمو. في أواسط الثمانينات كانت مصر بدأت في تنظيم بينالي القاهرة وكان الفنان الراحل محمد السليم من أوائل السعوديين الذين شاركوا في البينالي، وأقام بعد ذلك معرضا لأعماله في القاهرة بالمثل الفنان الراحل عبدالحليم رضوي الذي سعى لإنشاء قاعة عرض خاصة بأعماله بل انه شارك بعض الفنانين المصريين في معارض أقيمت في أكثر من قاعة. عندما حط معرض المملكة بين الأمس واليوم رحاله في العاصمة المصرية كان الفن التشكيلي حاضرا وبقوة وكانت ردة الفعل المصرية تجاهه ايجابية مثلما هو معرض الفن التشكيلي السعودي الذي نظمته الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون أواخر الثمانينات واختارت لمرافقته مجموعة من الفنانين التشكيليين ممن يرأسون أقسامها التشكيلية وكان حدثا هاما حينها قدم وعرف بنماذج من الفن التشكيلي السعودي.
كانت قاعة الأوبرا الصغيرة اكتظت بالأعمال المقدمة للعرض في دوريها من العديد من الفنانين واعتبر تلك التجربة ناجحة لما لاقته من أصداء ايجابية وطدت للعلاقة بل وساهمت في ترسيخها لتبدأ توجه نحو حضور الفنان التشكيلي السعودي في مناسبات عربية ذات طابع دولي كبينالي القاهرة الذي لم تزل المملكة تشارك فيه وبمستويات تصاعدت حتى منح احد الفنانين التشكيليين السعوديين في إحدى الدورات الأخيرة جائزة، أما المشاركات المنبرية فكان لكاتب السطور حضورا منذ 1994 في الندوة الدولية الموازية للبينالي وقبل ذلك في ندوة موازية لترينالي الكرافيك 1993 لتتواصل المشاركات والحضور السعودي في القاهرة فقد تحرك بعض الفنانين والجماعات للعرض في القاهرة وبالمقابل كانت المملكة استضافت العديد من الأنشطة التشكيلية لفنانين مصريين وفي جدة على وجه الخصوص والرياض وقد مثل الفنان التشكيلي المصري حضورا في بعض المناسبات للتحكيم مثل مسابقة ملون السعودية التي استضافت عدة فنانين ونقاد من مصر ومسابقة السفير في دورتها الأولى وغيرهما.
الفنان التشكيلي والأكاديمي المصري يشكل حضوره المبكر في التربية الفنية في المملكة من خلال العديد من الأسماء بينها الراحل د. محمود بسيوني ود.يوسف سيده ود.عبدالحميد الدواخلي ود.عبدالغني الشال ود.احمد عبدالكريم وغيرهم كثير من المبدعين المصريين الذين عملوا وما زال بعضهم يعمل هنا في المملكة.
لاشك ان هذه الأيام الثقافية السعودية ستحقق المزيد من العلاقة الموجودة أصلا ولاشك أنها حلقة نتمنى تواصلها لنرى هنا -في المملكة- وعلى غرار الأيام السعودية إبداعا مصريا حديثا يتنقل بين مدننا شرقا وغربا وشمالا وجنوبا إضافة إلى المركز، تبادلا ثقافيا وإبداعيا آمل أن تسهل له وتدعمه ماديا ومعنويا القنوات الرسمية في البلدين.


aalsoliman@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
كتب
ذاكرة
مداخلات
الثالثة
مراجعات
أوراق
سرد
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved