الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الجزيرة
Monday 27th December,2004 العدد : 89

الأثنين 15 ,ذو القعدة 1425

قصة قصيرة
ماسنجر
أمل الفاران
(تم تسجيل دخول نور الشمس الآن) من زاوية الشاشة نبتت العبارة أمام عينيه، فأغلق الموقع الذي كان يتصفحه وتوجه إليها.
أبوللو : (هلا نور.. كيفك؟)
نور الشمس: الحمد لله يا سعود أنا بخير.
أبوللو : تأخرت علي.
نور الشمس: اعتذر، فقد كان لدي ضيوف وللتو خرجوا.. فكر (لو أنها تريحنا من اللغة العربية كان أحسن) ثم فكر انه أيضا حمار حين اختار هذا الاسم (أبوللو) فأوحى لها بأنه مثقف مثلها.
أبوللو : ما أخبار نفسيتك الآن؟
نور الشمس: أفضل.. بالمناسبة شكراً على البطاقات الحلوة.
نور الشمس: أتدري فكرت بكلامك عن بدر، ربما معك حق، قد يكون من متصيدي البنات على النت، ولما لم يجد بغيته عندي انصرف..
أبوللو : حسنا انك اقتنعت، والمهم الآن أن تنسيه تماما.
أبوللو : بعض (الشباب) لا هم لهم إلا التلاعب ببنات خلق الله.
نور الشمس: ولكنك متخلف يا سعود..
فكر في رد مناسب فلم يجد سوى أن يرسل لها وجها خجولا.
نور الشمس: أنت خلوق، ومثقف، وطيب، ورمانسي.
فيما كان يبتهج بكلمة رومانسي ويراها مؤشراً طيباً، بادرته: آه تذكرت.. أقرأت قصيدة درويش التي بعثتها لك؟
كانت تلك ضربة مؤلمة رغم أنها متوقعة، قرأ القصيدة اللعينة أكثر من مرة لأنه يعرف أنها ستسأله عنها، لكنها حساسيته من الشعر الفصيح من أيام الثانوية، ثم هذا الدرويش الذي يصفصف الكلام بطريقة عجيبة جعله لا يخرج من تكرار القراءة إلا بالصداع.
أبوللو : قرأتها، جميلة جدا، وهي..
هنا سجل (خروج) ثم تنفس عميقاً، حالفا ألا يستمر مع أي مثقفة إن فشل مع هذه.
عاد لتصفح موقع أغاني خالد عبدالرحمن، وفيما هو يستمع لآخرها دخل غرفة الشات المعتادة فوجد صاحبه (حميِّد) يردد لازمته الغبية (مطلوب مغربية على الخاصة).
فكر لو عندي وقت لدخلت ب(جميلة بن سعيد) لأرى هل تحسنت مهارات العربجي أم لا.
بعد دقيقة سجل الدخول مرة أخرى.
أبوللو : عذراً يا نور فقد انقطع الخط.
نور الشمس: لا بأس.
أبوللو : عزيزتي، أنا مضطر الآن للمغادرة، فعندي اجتماع مهم في الشركة صباحاً، لذا يجب أن أنام، وسنلتقي غداً.
فيما كانت تكتب له (الله معك) كان يؤشر على اسمها (حظر).
كانت (سندريلا) قد دخلت منذ دقائق، فلبس اسمه الثاني ورفع الحظر عنها، لاحظ أنها تسمي نفسها اليوم مقرودة، فكر أن الثور (أخوها) ربما ضايقها.
وخر شوي( سلخير يا بت يا نبوية.
مقرودة : يخيبك راجل، سهران لحد دلوقت ليه؟! هو أنت عندك (مزاكرة)؟!
كتب :( مزاكرة ايه)؟
ثم عاد ليمسحها حين فكر انه قد ربما قال لها: إنه طالب.
وخر شوي : آه، بس بكرة ما عنديش محاضرات، إلا أنت كت فين؟
آني م الصبح مستنيكي، ما جيتيش ليه؟
كتبها وفتح مفكرته، تحت اسم سنديلا كان قد دون بياناته: طالب جامعي، قسم إعلام (ايحاء بأني مملوح وصوتي يجنن) غير مرتبط.
مقرودة : واد يا برعي، ما تسوأش العوج معاي، أنا أروح وقت ما أنا عايزه، وأرجع وقت ما أحب.. أرسل لها وجهاً باكياً، فيما كان يود لو يصفعها.
مقرودة : عبادي، أنا أبي أتكلم معك في موضوع وأبيك تسمعني زين.. علاقتنا مع بعض عمرها أربعة أشهر حتى الآن، وأنا عرفتك زين، وأثق فيك.
تساءل: هل ستطلب يده؟! وفيما هو يرتب لسانه ليوحي لها قبل أن تكمل بأنه متزوج وعنده أربعة أولاد كتبت هي: فيه واحد متقدم لي من قرايبنا.. إنسان طيب ودخله المادي جيد، لكني خائفة من التجربة ما رأيك؟
في هذه اللحظة وصلته رسالة من (رومانسية) فكتب لسندريلا بسرعة: لا تتردي، لو كنت مكانك تزوجته. ههههه.
فتح رسالة الأخرى وقرأ فيها:
(شاعر الألم .. صباح الخير
فقط أحببت أن أطمئن عليك..
منذ البارحة وأنا مشغولة بحكايتك مع زوجة أخيك المتوفى، كان الله في عونك، الواجب أحياناً صعب، لكن من يدري قد تحبها بعد الزواج، الله سبحانه لن يتخلى عنك، وسيجزيك أحسن الجزاء..
أما عني فأعتقد أنه صار يجب أن أنسحب من حياتك، لأن علاقتنا قد تزيد الفجوة بينكما.
دعواتي بالتوفيق.
(ملحوظة: لا تحاول مراسلتي فقد عملت (بلوك) لاسمك لأقطع الطريق علينا معا)
دمدم وهو يتناول جواله، ارسل لوليد قائلا: الله يأخذك! البنت بعد أن اشتغلت عليها شهرين طارت، والفضل لنصيحتك المسكتة.
كانت الساعة الرابعة تماما ومربع الحوار مع سندريلا يزعجه بتنبيهاته كلما وضعت إضافة جديدة.
عاد لها ليجد وجها غاضبا قبله علامات استفهام، وبينهما علامات تعجب كثيرة.
وخر شوي: آسف حبيبتي على التأخير، كان معي اتصال مهم.
مقرودة : واحدة من حبيباتك؟
وخر شوي : مالي إلا حبيبة واحدة.
أرسلت مقرودة وجها غاضبا مرة أخرى، وقرر أن لا فائدة من هذه البنت فكل أنواع الغزل تلميحا وتصريحا ما تؤثر فيها، ورغم ذلك لا تقاطعني..
وخر شوي: ودخلك من شو خايفي إنتي؟
مقرودة : خايفة يكون من النوع اللي ما يحترم المرأة، ولازم أتأكد من ها الشيء قبل أتورط.
وخر شوي: أفكر لك في طريقة نعرفه بها، وأرد عليك غداً، لأني الآن يجب أن أنام.
مقرودة : طيب، فتك بعافية. وضع قبلة ثم تراجع وأرسل لها وردة، وخرج من النت.
في الصباح لم يستيقظ إلا بعد أن نام منبهه وبُح صوت أمه، كان أوضح ما سمعه منها: كله من ذا المأخوذ، تقابله طول الليل، وتوجع قلبي في الصبح.
كنت أدور عن وظيفة أحسن يايمه.
دعواتها لاتزال تصله وهو يتهندم، حين سكتت تابط حاسوبة وخرج للعمل.
مع كأس الشاي الثاني كان يقرأ رسالة من دلال.
دلال المشاكسة التي لم يفهمها، تأتي ساعات بكل جنونها ومرحها، ومرات تكون عاقلة جداً، أحيانا دمها ثقيل، لكنها ذكية دائماً، والشغل معها صعب، كلما ناورها عرته أمام نفسه، وعادت تجرجر لسانه ل(يبربر) أكثر..
(ماجد .. صباحك طاهر.. لا أدري لم أكتب لك مع أني حظرتك على الماسنجر وعلى البريد؟!
ربما لأمارس لعبتي الأثيرة التي أسميتها أنت الصراحة الجارحة.. فقط أردت أن أعتذر منك لأنك (استخدمتك) في الفترة السابقة، كنت أريد التغلغل في عالم الذكورة السعودي، ورمتك الأقدار الانترنتية أمامي..
بالمناسبة سأفضحك لآخر مرة، ولكن ليس أمامك وحدك، في الأيام القادمة تابع المنتدى الأدبي الذي أنا مشتركة به وستفهم قصدي..
دلال .. مع كأس الشاي الرابع كان بهدوء يتتبع رسالته الملغومة المغادرة من بريده الآخر صوبها، ويردد لنفسه، سأتابع منتداك بالتأكيد، لكنك (على الأقل بحاسبوك الحالي) لن تستطيعي متابعته.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
تشكيل
كتب
مسرح
مداخلات
الثالثة
مراجعات
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved