الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th February,2005 العدد : 95

الأثنين 19 ,محرم 1426

الثقافة التلفزيونية ونصاعة الألوان
محمد المنصور الشقحاء
قناة تلفزيونية للثقافة.. هل أصبحت ضرورة مقال متميز ومركز للدكتور عبدالله محمد الفوزان (جريدة عكاظ العدد 13988 الاثنين 1 11 1425هـ) نعم نحن بحاجة إلى قناة ثقافية تضاف للرياضية والإخبارية وتدار بسياسة تتفق مع المنشط الأدبي والفكري القائم وليس من خلال خطاب أحادي كما هو قائم في قناتنا العتيدة القناة الأولى التي نشعر رغم جزالة ما تقدم إنها غائبة عن الواقع وبالتالي لا يجد فيها المشاهد ما يدفعه للثقة فيما يقوله منسوبوها وضيوفها.
وحتى لا نكون شرهين نطالب في الوقت الحالي بمناصفة الرياضة ومتابعة الشأن الثقافي ميدانياً من خلال كوكبة من المذيعين المتخصصين في المجال الإعلامي ذوي الميول الأدبية في تولي إعداد البرامج المسجلة والمباشرة.
نحن نترقب المهرجان الوطني للتراث والثقافة بعد أيام فلمَ لا تكون انطلاقة أيامه مع انطلاقة قناة الثقافة السعودية الشاملة لحياتنا الأدبية والفنية والفكرية ترصد تجاربنا وتبث حواراتنا وترصد تاريخ مبدعينا وتسرد حياتهم العامة من خلال نتاجهم الإبداعي وحياتهم الأسرية ورأي الناس فيهم وعلاقتهم بمجتمعهم. لا نريدها ثقافة خاصة موجهة فهي تتعامل مع فكر الأمة والموروث الشعبي للوطن وبالتالي عليها أن تئد سطوة التوجه الأحادي القائم في برامجنا الإذاعية والتلفزيونية الذي زرع الشك في إعلامنا المسموع والمرئي فهاجر المشاهد بكل أطيافه للأطباق الفضائية محللاً ومتمنياً ذات الفضاء الحر والجاد.
نعم، نحن بحاجة لقناة ثقافية تعيد لنا حميمة علاقتنا مفكرين وأدباء بالمجتمع الذي يحترمنا ولكن يجهل معاناتنا وجهادنا حتى ننشر مقالا وقصة وقصيدة وطبع كتاب ومحاورة الآخرين في الشأن العام والخاص الذي معه فقدنا إحساسنا بمعنى المواطنة التي هي زاد المثقف في رفد التنمية.
ونحن بحاجة إلى عقلية إعلامية تحترم الثوابت وتنمي روح الخلق وزيادة مساحة المجاز في البث يصل إلى تغطية مساء شاعري في نادٍ للأدب ومعرض تشكيلي لفنان وفنانة في صالة من الهنقر ومعرض للكتاب من خلال بث مباشر في ساعة محددة لتغطية حركة المعرض بلقاء مع المتسوقين والمتسوقات واستبيان انطباعات المتخصصين.
لن نأتي بالجديد فهذا قائم اليوم في عالمنا العربي أي أننا سوف نأتي وكما هي عادتنا متأخرين، إنما يكون التميز في الإبداع وهذا يكون من منح المخرج والمذيع والمشرف البرامجي والعام الحصانة من الدس الرخيص الذي اعتدناه وبالتالي تجاوز الهنات ومطبات التشكيك في الدين والولاء للوطن المصطنعة بالتشجيع وفرص المحاولة للتطوير والركض في الشوارع داخل المدن والانتقال إلى المناطق الأثرية ومواطن الجمال في بلادنا والمعالم الدينية بما لا يفوت فرصة الحدث وتلمس دلائله.
يقول الدكتور عبدالله الفوزان: (إن العلاقة الوثيقة بين الثقافة والإعلام هي التي قادت المسؤولين لدينا إلى دمج الثقافة بالإعلام ومن ثم إعادة تسمية وزارة الإعلام وإطلاق مسمى وزارة الثقافة والإعلام عليها ومن هنا تبرز الحاجة إلى تبني هذه الوزارة لفكرة إقامة قناة تلفزيونية تعنى بالثقافة في ميادينها وفروعها ومجالاتها المختلفة وتبرز الثقافات الفرعية في مجتمعنا) وهذا مخالف لواقع اليوم فلم تعد هناك علاقة وثيقة بين الثقافة والإعلام فالإعلام إخباري والثقافة قيم ومنهج وفي السياسة الإعلام وسيئة الحكومات في بناء منظومتها في التعامل مع المجتمع لتبرير الإجراء بينما الثقافة تسجيل واقع مجتمع ورفض للسائد بحثاً عن المدينة الفاضلة ولن يلتقيا سلوك التبرير ووهم الفضيلة.
حقاً (التلفزيون تحديداً يملك الجاذبية الأكبر من بين وسائل الإعلام الأخرى في الوصول إلى شريحة أكبر من الجمهور والتأثر فيه) ولكن أي كادر وظيفي يمكنه سرقة الأضواء والمنافسة هنا مربط الفرس فالبرامج الحوارية والبث المباشر عندنا، ومتابعة الحدث يتم بحذر وسذاجة مقززة ولنا في المناشط الرياضية مثال حي لموت الإبداع والتواصل بين المخرج والموقع وبين المذيع والحدث.
القنوات المتخصصة يأتي نجاحها من حركة العاملين بها وحوافز العمل ومهنية الموظفين بدءاً من عامل الإضاءة إلى موهبة المخرج ومهندس الديكور وفني الصوت ومعد المؤثرات الموسيقية وهذه كلها في التلفزيون السعودي بكل قنواته لا تشجع على المنافسة، يؤكده حضورنا الشرفي لتكريم الأعمال الجيدة في التلفزيونات العربية، واعتمادنا على الشركات والمؤسسات التجارية في تنفيذ برامج التلفزيون بعد إلغاء قسم الإنتاج والتنفيذ وبالتالي أصبح المشاهد محاصراً بفكر لا يثق فيه.
أتمنى انطلاق قناة الثقافة مع انطلاق أيام المهرجان الوطني للتراث والثقافة وسوف تكون ملاحقتها لفعاليات المهرجان المتنوعة دليلاً حياً على نجاحها فالجنادرية بكل فعالياتها مشروع وطني نحترمه لأنه أعاد لنا الاعتبار ثقافياً في تنافس محموم بين العواصم العربية لكسب ود المثقفين العرب واحترام الجماهير.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved