الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th February,2005 العدد : 95

الأثنين 19 ,محرم 1426

تكوين
خالص جلبي.. وقضايا أخرى..؟؟
محمد الدبيسي
الفكر لا (وطن) له.. بذلك المعنى السياسي المباشر
لهذه الكلمة.. المتخمة أمومة وانتماءً..
ولأن الفكر لا وطن له.. إلا (عقل الإنسان)..
فقد كان الفكر الفاعلية الإنسانية المشتركة التي
تتخطى حواجز السياسة، وأطر لإقليميات..!
** ليظل مكون هوية.. ومعطى حضارة.. ورمز وجود..!
وبما أن واقعنا العربي.. قد رسخ فينا
بنية (التجزئة).. وكل تصاريف هذا المصدر..
واستحقاقاته.. بدءاً من أحلامنا القومية
بوطن من البحر إلى النهر..!
فقد تسربت إلينا تبعات تلك (التجزئة)..
حتى صارت حقيقة حتمية.. وصار تجاوزها
بطولة.. لا يحرزها إلا القادرون..؟
وشئنا أم أبينا.. فقد تقاطعت ثقافتنا صروف
التعبير والتغيير.. من مزدوجة (المركز والأطراف)
والمتن والهوامش.. إلى (منقبة) النفط
و(البترو إسلام).. على حد تعبير (فؤاد زكريا)..
وصار لنا (خصوصية) تنبع من عادتنا وتقاليدنا..؟!
** ولأننا نعشق البطولة.. بوصفها في السياق أعلاه.. فقد استوعبنا (الكل) هكذا. بلا نظام أو تحقيق أو تقييم..!
صار الفعل العمومي.. فضيلة إذا ما كان علانياً
يستوعب ويحتوي.. ملغياً وعيه المحتمل.. في
ذوبان رسخته (عقدة) الأطراف إياها..؟
فكل ما ليس منا.. (مميز).. وكل وارد إلينا..
سينتشلنا من مغبة البداوة والأمية إلى فضاءات الحضارة والمعرفة.. في نطاق مُسلمة ترى أن كل (مستورد) لابد سيفرض حاجتنا إليه..؟
وكل فعل منفصل عن أهميته أو ضرورته.. سيكون تعددياً ومنفتحاً..
حتى تتلاقح الأفكار.. وتتعدد الرؤى.. وتتباين..
الذوائق..! وكم هي مغرية هذه المبررات؟؟؟
** ومن نماذج احتفائنا ب(المستورد) بالمفهوم التجاري النفعي و(الآخر) بالمفهوم المعرفي.. و(بالوافد) بالمفهوم الإداري الضيق.. وهنا فقط..
نتجاوز أو هكذا نتوهم كل احترازات
الاستيراد.. (فالفكر لا جنسية له)..؟
ومن هنا فنحن منفتحون بمجانية وقابلية لاستيعابه.. ونحن مرتع خصب.. لأن ينبت فيه أي خطاب..؟
ونحن إمكانات مفتوحة على كل نطاقاتها.. لأن يجد فيها أي (أحد) فرصة لأن يتكون.. ويكون..؟
ولأن يصير أي شيء.. (شيئاً) من لا شيء..!
ولا نزال ندهش بغربة (التجارب) ولا يزال وتر (العاطفة) لدينا.. طرياً.. يعزف عليه القادمون.. نحن وجهان لعملة (......) إما القبول المطلق.. أو الرفض القاسي..! لا توسط بيننا..!
** كما أننا لا زلنا جاهزين للاندماج والاتباع مهيئين للتصفيق..؟
دورياتنا الصحفية.. ترتفع مبيعاتها بهم.. ومنابرنا تروم (الحكمة) من منطقهم..
وخطابنا.. يتنوع ويرقى بما ينتجون..!
ويكون أكثر مصداقية بأفكارهم.. حتى وإن كان تكراراً واستنساخاً..
وذواتا.. نستوعبها في إصرار لا معنى له على (تدويل) الكرم..؟
الطبيب الجراح (خالص جلبي) تفاقمت أريحيته الفكرية فلم يقنع..
بأن يفيدنا بما أفاء الله عليه من عبقريته جراحية..
فراح.. يدون لنا مفردات الفكر.. ورؤى المعرفة.. وأدبيات الإصلاح..؟!
خطاب إسلاموي.. ظن أنه (تجاوز) حركية الإخوان..؟؟ وخصوبة إنتاج كتابي.. لم تجد من (يستوعبها) سوى دورياتنا.. قالوا له.. أنه يملك دقة العرض.. وطرافة..الأسلوب.. ونموذجية الرؤية.. وذكاء (التوفيقية)..؟
فتناولوا كتاباته.. وتنافسوا على
الفوز برضاه.. ومن مطبوعة إلى مطبوعة..
كان سخياً في إرضائهم.. بمنحهم من فكره
شذرات.. ومن عبقريته مثالات..!
** وكلهم يسبح بحمده.. ويكبر الله مغتبطاً غير
حاسد.. أن آتى الله الرجل كل هذا المداد..؟
وفي حوار فضائي عنوانه (إضاءات)
أحسن (تركي الدخيل) إدارته
بعفوية ساخنة.. استدر من فيوض المفكر (خالص جلبي) ما يكشف محركات وعي (الضيف) التنويري ومعطيات خصوبته الكتابية.. وأيديولوجيته..
المعتدلة.. وذاتيته المغرقة التي لا تقبل الانتقاد..؟
بقدر ما تأنس رضا وحبوراً بالمديح.. وتعليق..
المناقب والفضائل .. قال له (الدخيل) إنك
تحاول التوفيق بين منجز الفلاسفة
الألمان.. والموروث الفكري الإسلامي..!
** فطفق الضيق مستبشراً بمداخله
اعتبرها (ذكية وحقيقية) وتنم عن (قراءة معمقة لأطروحاته).. وراح ينداح مستسلماً لطراوة الإشكالية..!
يسوق وبشعور افتخاري أنه اكتشف العلاقة بين
(السرية والعنف) وأنه (خريج) الشريعة ويحفظ القرآن الكريم وعنده في البيت عشرة كتب تفسير)؟
كما صاغ تفسيراً تقدمياً للدولة الراشدة..
وهي (التي تصل للحكم عن طريق رضا الناس)
ولنصرة المظلومين في العالم فقد جهر
الضيف المفكر بفخر.. بمطالبته (بحلف
عالمي لرفع الظلم عن المضطهدين).. إلخ
ومثل هذه اللقاءات المباشرة تكشف
خفايا المنطلقات التي يصوغ منها
أمثال المفكر (النبيه) أطروحاتهم ورؤاهم..
ولم يفت الضيف الإشارة إلى عظم المفارقة التي يمثلها في وجوده في (بريدة) وهو المنفتح باتجاه
الآخر.. (ونفسي أعرف تعريفاً جامعاً مانعاً
لهذا الآخر المظلوم.. الذي رزئنا به في كتابة كل من كتب..؟؟)
كما لم يفت الضيف الحديث عن مؤلفاته التي تجاوزت الشعرين.. كلها خرجت من فضاء (بريدة) الخانق أو المحافظ.. فيا لأسطورة الكفاح..؟
** ولا يفوتني أنا كذلك أيها السادة والسيدات.. أن أشير بدوري أننا لا زلنا في ضيق وحرج في رسم دائرة للاهتمام والاحتفاء والتقديس الفاقد لكل مبرر عقلاني أو أساس منهجي.. أو وعي يبصر ويحقق وينتقي..؟
وزهد في كل من هو منا أو من بيننا.. ولا زلنا غرباء عن أنفسنا.. لنتيح للآخرين بطولة اكتشافنا.. وانتشالنا منا..؟؟
وقد يقبل (المفكر) كتاباً لمقاله. يومية واسبوعية.. ولكن أن يحول بالاتكاء على تلك المقالات.. إلى رمز إصلاحي تنويري.. يتفوه بأحلام مشاريعية أممية.. مشوبة بهالة العناوين..؟
التي كثيراً ما أغرتنا.. أو أن يكرس فيه صنيع صحفي وهم التطلع إلى أن يكون رمزاً تنويرياً..
واسلاموياً عصرياً.. فهذا ما يحرك فينا وقدة انجازاتنا الثقافية الغر.. فنحن من ساهم وبكل فخر في صنع.. يوميات جعفر عباس
وحولها بكل اقتدار من زاوية اسبوعية قيمة وجادة.. إلى يومية مجانية مرهقة..
تجتهد في الاحتفاء بالسخرية العبثية.. والنكتة المكررة.. ومطولات الثناء علينا..! فقط لنكسب ألمعية
(كاتب يومي).. هكذا أفسدنا (أبو الجعافر)
فراح يسجل لنا يومياته مع (أم مروة)
وعشقه ل(نبيلة عبيد).. وان أعيه البحث عن موضوع..؟ ف(خواطر سودانية على حلقات)..
** هكذا انفجرت طاقاته من العمق إلى
فسحة العام والعابر.. لتتوج منجزاتنا الصحفية الثقافية بالمفكر الإسلامي (المعتدل).. (خالص جلبي..؟)
ولنعير شيئا من قدراته الخلاقة.. إلى صحيفة الاتحاد الاماراتية.. في إطار التبادل الثقافي.. والمشاركة الفكرية..؟
وعوداً على قضية (لم يفت) فلم يفت المفكر اياه.. ان يشير إلى ذكائه في استثمار الوقت.. فقد
كتب (أربع مقالات) في الطائرة
أثناء سفره من بريدة إلى دبي.. لتسجيل برنامج
(فضاءات) كما (لم يفته أيضاً).. أن يعرضها مباشرة على طاولة النقاش كدليل قاطع واقعي على قيمة وقته المدخر لتنويرنا..
ولكنه لم يذكر إلى أي الصحف الأربع سيبعث بالمقالات.. أم أنها ستكون (فصلاً) في الكتاب الواحد والعشرين..


md1413@hotmail.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
قضايا
حوار
تشكيل
كتب
مداخلات
الثالثة
اوراق
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved