إنه شرف لا أدعيه عبدالرحمن الشبيلي
|
سمعته أكثر من مرة معتقدا أن كاتب هذه السطور هو أول من كشف الاسم الحقيقي لصاحب اللقب المستعار: مسلم بن عبدالله المسلم وذلك في كتابي عن سيرة السفير الراحل، طيب الذكر محمد الحمد الشبيلي (الصادر عام 1414هـ 1994م).
ومع علمي الأكيد بأن الاسم الحقيقي هذا قد انكشف في أكثر من موقع ومقال صحفي قبيل صدور الكتاب، مما شجع المؤلف على إماطة اللثام كاملا عنه، فإنني لم أعمل قبل هذه المرة على إزالة هذا الاعتقاد من ذهنه، علي أحظى ولو بجزء من شرفه.
لقد ظل الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله السالم، زاده الله توفيقا وسدادا، يكتب سنوات طويلة كتابات فكرية معمقة، تتناول قضايا الأمة، ويستشرف مستقبلها، ويعالج قضاياها العمومية، يغرف من دروس التراث، ويستشهد بروائع التاريخ العربي المجيد، بأسلوب أدبي رفيع، وقلم رصين لم ينزلق يوما إلى مهاترة، ولم يدنس شرف الكلمة بالإسفاف، أو المراء والنفاق، ولم يخلط بين الكرسي والحبر، أو بين شؤون عمله ومقتضيات الاهتمامات الثقافية والفكرية، بل زهد بالضجيج الذي تعج به سوق الأضواء والبراويز.
يذكر المجتمع الثقافي لأبي عصام أنه عندما بدأ يفاجئ بلقبه المستعار قراء جريدة الرياض بتلك المقالات المعمقة التي ظل يكتبها لعدة سنوات قبل أن ينكشف اسمه الحقيقي، قد لفت الأنظار إلى كاتب سعودي متمكن، متقن العبارة، منظم الأفكار، وجعل قراءه يتوقفون عند ما كان يكتب، ويتوقون لصدورها المنتظم ويتشوقون لمعرفة هوية صاحبها، لأن اللقب لم يكن ينبئ بأنه غير حقيقي.
وأكاد أجزم من خلال اطلاعي على عينة ما يصدر من كتابات الشيخ عبدالعزيز، رسميا كان أم ثقافيا، أنه كاتب يعتني بما يكتبه، يخدمه صياغة، وعبارة، ولغة، وربما سعى بلباقة إلى تصويب ما وقع فيه من يكاتبه من هفوات لغوية أو طباعية أو نحوها.
لكننا نضع جانبا كل ما يتصل بالكتابة وشؤونها إلى ما هو أهم وأبلغ، وهو قضية شخصية الكاتب وخلقه، فهو عندما يكتب أو يعلق أو يناقش لا يلقي بما يلقيه عن فوقية أو ترفع، ولا يوحي بأن قوله يصدر عن مثقف قارئ متابع صاحب رأي ناضج وفكر مستنير وثقافة عميقة الأساس.
وبعد:
إذا كان التواضع حلية الإنسان في تعامله وعلاقاته، فإنه عندما يزدان به الكاتب يكون تاجا على رأسه، أدعى لإنزاله منزلة رفيعة بين قرائه وعارفيه، وإكسابه احترامهم وإعجابهم.
إنها إحدى سمات كاتبنا، صاحب القلم الفياض، والكلمة الواعية، والحضور المتفاعل، والرؤية العصرية، عبدالعزيز بن عبدالله السالم، ألبسه الله ثوب العافية، ووفقه لأن يتوج حضوره الثقافي بتدوين تجربته الثرية في ميدان الإدارة، وبجمع ما كتبه في سفر يسعد الأجيال بقراءته والإفادة من فكره وأسلوبه وتواضعه الثقافي.
|
|
|
|
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى
chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى
admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved
|