الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th March,2005 العدد : 99

الأثنين 18 ,صفر 1426

بعد موضوع البوهيمية
لم لا تكون الرياض عاصمة فنية للتشكيليين؟

أخي الكريم الأستاذ إبراهيم التركي الموقر مدير تحرير الشؤون الثقافية في جريدة الجزيرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. في البدء أود أن أسجل تقديري الكبير لهذا الجهد الجميل المتواصل والمخلص الذي يتجسد كل أسبوع من خلال ملحق صحيفة الجزيرة الأدبي (المجلة الثقافية) والذي أتابعه باهتمام وإعجاب.. ثم أود أن أشير إلى أنه قد لفت انتباهي من خلال ما طرح في العدد 96 وفي الجزء الثاني من النقاش حول (البوهيمية) وتحديداً في رأي الفنان التشكيلي الاستاذ فيصل المشاري والذي أشار بفطنة ونباهة وغبن إلى كون العاصمة الرياض يمكن اعتبارها مدينة بوهيمية، حيث (يطغى على تخطيطها فكرة التاجر الذي هو البوهيمي الحقيقي الذي لم يترك للمثقفين والأدباء والفنانين والشعراء فضاء في المدينة لكي يحلموا ويتخيلوا شكل مدينتهم) كما قال.. وحيث أضاف بأن مدينة الرياض (توحي من الوهلة الأولى كما لو أن هذه الشوارع والمباني هي عبارة عن بضاعة استوردناها لغرض البيع والشراء فقط أو سوق كبيرة مفتوحة على ما أنتجه العصر من سلع استهلاكية دون أن تحقق رغبة الفنان التشكيلي في التعبير عن مشاعر سكان المدينة بما يحملونه من حب وجمال) وهنا فإني أحسب أن ما طرحه الأستاذ المشاري هو بحد ذاته قضية كبيرة و مهمة تستحق النقاش والتفعيل و تسليط الضوء عليها عبر (المجلة الثقافية) من باب الأمل الجميل على شاكلة (لعل وعسى) أن يتم تدارك شيء من الوضع من قبل عشاق الرياض وأحبابها والحريصين عليها كعاصمة لوطننا الحبيب وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز.. إن وضع مدينة الرياض الشكلي هو كما أشار إليه الاستاذ فيصل تماماً، إذ إنها تبدو مدينة مادية جامدة لا أثر للفن في معالمها الخارجية وساحاتها وشوارعها على العكس من مدينة جدة على سبيل المثال والتي اتيحت فيها الفرصة لبعض الفنانين التشكليين ليجسدوا حبهم لها بفنهم من خلال بعض النماذج النحتية واللونية في بعض شوارعها وخصوصاً ما حاذى البحر منها. إنني شاعر شعبي ولست فناناً تشكيلياً، لكني مؤمن بأن الفن هو قاسم مشترك لكل العطاءات الفكرية من مقروء ومسموع ومرئي وبالتالي فإن حب الفن لابد أن يكون متوافراً لدى كل من يشتركون فيه كمنتجين لإحدى تلك الفنون الأدبية، وهنا يمكنني الاعتراف بأن ذلك الحب كان من الأسباب الرئيسية لأن أهجر مدينة الرياض وأسكن في سواها من مدن بلادي في محاولة للحفاظ على شيء من الحيوية الروحية الإنسانية، تلك الحيوية التي أظن أنه لا يمكنها أن تكون على ما يرام عند البقاء في بؤرة الماديات وما يمثلها تبعاً لما تسببه من تبلد و جمود حسي. أخيراً، فإني إذ أحيي الفنان الأستاذ فيصل المشاري على صراحته في الإشارة إلى تلك القضية فإني آمل منكم استناداً على حرصكم المعهود على كل ما من شأنه الانتصار للثقافة تفعيل ما تم طرحه وإثارته عبر محور نقاش جاد لعله يكون فاعلاً بشكل إيجابي لصالح حبيبتنا الرياض. ومع تمنياتي لكم بالمزيد من التوفيق والنجاح، للجميع أطيب تحياتي.


محمد صلاح الحربي

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved