الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th March,2005 العدد : 99

الأثنين 18 ,صفر 1426

.. وكسفت (شمس الأدب)

الناس في غفلاتهم
ورحى المنية تطحنُ
سبحان الدائم الباقي، الحي الذي لا يموت، والذي.. كتب أن {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} صدق الله العظيم.
والله إن الإنسان ليقف أمام الموت وقفة السادر إثر هذا الخطب الذي لا يجد منه مفراً، ولا عنه حائلاً، أو منصرفاً أو حتى دونه واقياً فيسلّم للمولى
الحكيم.. تسليم مؤمن راضٍ.. صابر، عن أنس رضي الله عنه قال: خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطاً، فقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاء الخط الأقرب) رواه البخاري.
يأتي حدث ما (جدّ).. ولذا سمّي الليل والنهار ب (الجديدان) في الدنيا، ما
يجعلك تؤجِّل أو تنحي كل ترتيب كنت تمضي على رتابته، بل يُصيّره من أولى
أولوياتك، ولا غرو فإن مثل هذا يضعه تلقائياً الأول، فيحثّك إلى التركيز
عليه، ويصرف مدار الحديث إليه.
إذ.. فقد عصرنا مطلع هذا ال (صفر) علماً من أعلام الأدب إن لم يكن (هامتهم) وشيخ صناعته في هذا العصر، ومؤرخه الكبير الأديب الغزير عطاء وإنتاج.. وديباجة (شوقي ضيف) 13281426ه الموافق 1910 2005م (رئيس مجمع اللغة العربية) وذلك عن عمر مديد بالعطاء ناهز 95 سنة، كانت مباركة فرحمه الله رحمة واسعة، وجزاه عن لغة (القرآن) وسبيل الذود عنها.. وما قدم لها (أدباً) على سبيل الأخص ما جزى محارباً عن ثغر من ثغور الإسلام، وإماماً على منابر الهدى وعالماً في حلقات الذكر.. و.. و.. ف (اللسان) أشدُّ وقعاً من السنان وخصوصاً في
هذا العصر الذي نوّه الحديث عنه: (يظهر في آخر الزمن القلم).. أو (يكون له شأن) الحديث.
وإن كان الأدب العربي اليوم فقد علماً من أعلامه، وأحد أعلامهم، ولا أتجاوز
حين أقول أن لا يُغمط هذا الجيل وفيهم مثله، فقد كان معطاء ونفحاً كبيراً
وقلماً سيَّالاً في خدمة لغة القرآن والذود عنها نثراً ودراسات أدبية (شعراً
ونثراً). فهو بحق (مؤرِّخ الأدب العربي)..
وإذا كان الزيات رحمه الله غطّى الجانب النثري، فقد كان هو مرصاداً للجانب الشعري، بخاصة في الدراسة والعرض والتنقيح.
وللأديب الكبير مع روحه الجميلة ونفسه المعطاءة.. وصدقه وإخلاصه وجلال مكانه مكانة كبيرة لدى شريحة كثيفة في الأقطار العربية لما علّم في كتابه ومؤلفاته التي تربو على الخمسين حسب ما أعلم.. أو تقارب الخمسين، تناولت التالي: (الدراسات والقرآن)، وفي (تاريخ الأدب العربي)، و(الدراسات النقدية)، و(مكتبة الدراسات الأدبية) و(الدراسات البلاغية واللغوية)، وأيضاً (مجموعة نوابغ الفكر العربي)، و(مجموعة فنون الأدب العربي) و(التراث المحقق).. كذا في (سلسلة اقرأ).
وجلها في الأدب (شعراً ونثراً) وتاريخه وأهله ومذاهبه، بل وحصر في عمره
(المبارك) جاء إن لم أقل كل.. هذا المنحى، ما سدّ به وساد به وأسدى عنه ما لا يفي هذه العجالة.. التي لا تعدو تأبيناً (سريعاً) من أحد تلاميذه، آملاً من المولى أن تسنح لي فرصة (تالية) أعرض بها.. شيئاً مما أود قوله عنه، وعن أثره.. وجليل ما ترك في المكتبة العربية، ما ملئ فراغها في مضمار (الأدب العربي) بخاصة.. الشعر الجليل في أفئدتنا، التي لو أرهفنا سمعنا إلى هدجاته، لرد علينا صداه إزاء هذا (الفقد) بمثل هذا:
أبكيك!، لو نقع الغليل بكائي
وأقول.. لو ذهب المقال بدائي
ما كنت أذخر في فداك رغيبة
.. لو كان يرجع ميت بفدائي!
.. ف {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}، نقولها تعزياً.. وسلوى ومواساة.. لنا فيه، ولكل من فقده، بخاصة أهله وذويه أن (جبر) الله مصابهم، ورحم ميّتهم، ثم لذويه ومحبيه وتلامذته.. ومخالطيه.. أن:
(إنا إلى الله).. قولٌ نستعين به
على الرزايا، ففيه راحة القلب


عبدالمحسن بن علي المطلق الرياض
Albayan62@yahoo.com

الصفحة الرئيسة
أقواس
فضاءات
نصوص
تشكيل
كتب
مداخلات
الملف
الثالثة
مكاشفة
ابحث في هذا العدد

ارشيف الاعداد
للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved