الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th April,2003 العدد : 9

الأثنين 26 ,صفر 1424

الخصومات الأدبية بين الذاتية والموضوعية..
رؤية نقدية
حافظ المغربي

الثقافية علي سعد القحطاني:
الخصومات الأدبية نار ونور كما يراها الدكتور حافظ المغربي تشرق من بين محياها كما هي الحال في الحرب انتصارات وانكسارات لرؤى وقضايا ومواقف، يكون السلاح فيها الكلمة والحُّجة والمنطق، ان زانها جانب الموضوعية متغلباً على ذاتية المواقف التي قد تنأى عن شرف الخصومة وتصفية الحسابات بين أديبين غريمين متخاصمين وصولاً إلى كلمةٍ سواء.
ولكن على الرغم من اسراف خصوماتنا الأدبية والنقدية في بيئتنا العربية، في ذاتية تبدو مفرطة أحياناً، فإنّ من الخطأ الذي يمارسه النقد حيال الخطاب الأدبي المتخاصم، ان يركن فقط إلى الجانب الذاتي في الخصومة، ولا يحاول ان يستشرف ما وراء أمر الخصومة من تبدي رؤى موضوعية تثري حميمية «تسعى من خلال الصراع إلى انتصار رؤية على رؤية وموقف على آخر مادام أن المتخاصمين أدبيان ينتسبان إلى مذهبين متباينين، أو يشتركان في مذهب واحد تتباين حول اثبات وجوده الرؤى التي تدعم قيامه كياناً قوياً وفق رؤية كل منهما، لأننا لن نعدم وفق هذه التصورات الساخنة، ان نقرأ مستفيدين أفكاراً مستنيرة وحججا يحكمها شيء من المنطق على الرغم من اختلافها، بما يثري ذائقة وفكر المتلقي مرجحا أو مناقضاً أو مضيفاً إلى هذه الرؤية أو تلك.
وانطلاقاً من التصور السابق كانت تصوراتي ساعية وفق المنطق السابق إلى محاورة المازني وغريميه عبدالرحمن شكري شريكه في المذهب الجديد، وحافظ إبراهيم غريمه من المذهب الاحيائي من خلال كتابي الذي جاء عنوانه: «تناقض الخطاب النقدي في كتابات المازني».
ومن خلال هذا الكتاب حاولت اعادة مساءلة كتابات المازني النقدية من خلال كتابيّ: «الديوان» و«شعر حافظ» الصادرين في بدايات القرن الماضي، وانا بفعل المساءلة وقفت عند نقدات المازني من منظورين متواشجين لا ينفصلان.
المنظور الأول تاريخي يضع الكتابين وخطابهما «النقدي في سياقهما التاريخي الماضوي، كاشفاً عن تناقض خطابه النقدي على خطاب كلٍ من: عبدالرحمن شكري وحافظ إبراهيم الشعري على مستويين: أحدهما، تناقض نقدات المازني بين رؤاه في الكتابين السابقين ورؤاه في بعض كتبه الأخرى، تناقض نقداته ورؤاه في شعر شكري وحافظ مع ما ظهر من مآخذه عليهما في شعره، بما قد تجافيه في كل من الرؤيتين أحياناً كثيرة المقاييس النقدية وفق سياقها في عصره.
أما المنظور الآخر: فهو منظور آني يتجاوز المنظور التاريخي محاولاً عرض نقداته على آليات واستراتيجيات ومناهج نقدية معاصرة، إيماناً وقناعة مني، بأن وضع «النصوص/ الكتب» في سياقها «التاريخي دون استشراف آفاق الرؤى المعاصرة لحاضر المتلقي» يظل منظورا ينقصه جانب تفعيلي لفعل القراءة، بما يكشف في موضوعية عن تفاعل ايجابي بين الحاضر والماضي، يكون نتيجته الايجابية خلق حيوات جديدة للنص بتعدد المنتجين لخطابه، وهذا ما فعلته حين حللت واستبطلنت نصوصاً لكل من شكري وحافظ بعد ان حاولت بردّهما في موضوعية إلى سياقها الذي اقتطعه المازني مخاتلةً للقارئ، في سبيل الانتصار فقط لرؤاه.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved