مساقات ألقاب الشعراء 2 «في آثار القدماء والمحدثين» عبدالله بن أحمد الفيفي*
|
ذكرنا في المساق الماضي ان القدماء قد عنوا بالتأليف في ألقاب الشعراء. ومن كتبهم: الكلبي، هشام بن محمد بن السائب، (ت.146هـ)، ألقاب الشعراء. وسماه (الحموي، ياقوت، معجم الأدباء):«كتاب من قال بيتا من الشعر فنُسب إليه»؛ المدائني، علي بن محمد بن عبدالله (ت.225هـ)، كتاب من قال شعراً فسُمي به؛ الزيادي، الحسن بن عثمان (ت.243هـ)، ألقاب الشعراء؛ ابن حبيب، محمد، (ت.245هـ)، ألقاب الشعراء ومن يُعرف منهم بأمّه؛ ابن طيفور، أبو الفضل أحمد بن أبي طاهر، (ت.280هـ)، ألقاب الشعراء، ومن عُرف بالكُنى، ومن عُرف بالاسم؛ السكري، (ت.275هـ): كتاب من قال بيتاً فلقب به؛ ابن المرزبان (ت.309هـ): ألقاب الشعراء؛ الإربلي الشيباني النشّابي الكاتب (ت.657هـ): المذاكرة في ألقاب الشعراء؛ الثعالبي (ت.427هـ): لطائف المعارف (الباب الثاني): The Lataif AlMaarif of Thaalibi. Translared with introduction and notes by C.E. Bosworth. The unversity press, Edinburgh, Britain, 1968: (Chapter two:pp. 5500)؛ كتاب اطلع عليه الباحث في: (The Main Library PJ7750 T5 L352, Indiana University, Bloomington, Indiana State, USA).
وللمحدثين عناية نظيرة، لكنهم لم يعدوا بتفسيرهم الألقاب نقل تفسير القدماء. ومن كتبهم: العاني، سامي مكي، معجم ألقاب الشعراء؛ والعبادلة، عثمان محمد، ألقاب الشعراء بين الجاهلية والإسلام؛ وبكور، بشار، ألقاب الشعراء فيما عرفوا به من أبيات قالوها أو قيلت فيهم؛ والحارثي، محمد مريسي. ألقاب الشعراء بين الاستحسان والاستهجان.
على أن منهاج هذه الدراسة تحديدا يمكن ان يتركز على ألقاب الشعراء في العصر الجاهلي في هذه المرحلة على الأقل. وذلك أولاً لحصر الموضوع في نطاق تمكن معالجته وفق تحديد زمني ورؤيوي معين. اضافة الى سبب آخر، هو أن ألقاب الشعراء بعد الاسلام كانت قد استحالت الى محض (تقليد عام) لنهج العرب القدماء، وذلك كسائر تقاليدهم الأدبية الأخرى. فهي لم تعد تحمل تلك الأهمية التي كانت تحملها في العصر الجاهلي؛ لما ناب عن وظيفتها من جهود النقاد في تقييم الشعراء ونقد شعرهم. كيف لا، وقد كانوا يعيشون عصر التدوين والنقد المكتوب. ولذا فإن ما يمكن ان يستشف من محمولات فنية وراء ألقاب الشعراء الاسلاميين كأن تلحظ خاصية «المعاظلة»، وراء لقب «الفرزدق» مثلاً، أو أن يُلتفت الى معنى الطاقة «التنبؤية الشعرية»، وراء لقب «المتنبي» كان قد أغنى عن البحث فيه ما دار فعليا حول شعر هؤلاء الشعراء من ملحوظات معاصريهم من النقاد.
* أستاذ النقد المشارك بآداب جامعة الملك سعود
aalfaify@hotmail.com
|
|
|
|