الاقتصادية عالم الرقمي مجلة الجزيرة نادي السيارات الرياضية الجزيرة
Monday 28th April,2003 العدد : 9

الأثنين 26 ,صفر 1424

عبدالله حماس لـ «الثقافية»:
هذا ما قدمته من جهد للجمعية وكرمت بالإقالة منها
كتابات أحمد منشي وعبدالله إدريس التشكيلية كتابات هدم وليست بناء
JPG.22
* حوار/ محمد المنيف:
الفنان عبدالله حماس اسم لا يمكن اغفاله أو تجاهله في مسيرة الفن التشكيلي السعودي باعتباره من رموز ورواد البدايات وصاحب أسلوب متميز جعل له موقعاً بين الأساليب العربية، له مساهمات فعالة ومثمرة في خدمة الساحة التشكيلية وله حضور لافت في المعارض الدولية، الحديث معه شيق ومسيرته حافلة بالمواقف، له أصدقاء إلا أن الساحة أوجدت له من يرى الإبداع الناجح المبدع عدواً فحاربوه.. كلف بمهام كثيرة فأنجز فيها ما يفوق ما خطط له، كان آخرها تكليفه برئاسة لجنة الفنون التشكيلية بفرع جمعية الثقافة والفنون بجدة إلا أننا فوجئنا بإقالته منها وكانت حديث الصفحات الفنية، حول هذا كله كان لنا هذا الحوار معه.
* بدايتك ما زلت رمزية الإيقاع مختزلة اللون مبسترة الفكرة كيف تجاوزت بذلك كله قضية التكرار والبحث حول محور الإبداع؟
نعم بدأت وما زلت تجريدياً رمزياً ويكفي المتلقي اليوم حسب ثقافته أن يرى رمزاً بسيطاً في العمل حتى يدركه. وكذلك الحشو الذي لا لزوم له يكون عامل فشل للعمل، ونحن في بلد مشمس فهذا دليل على توفر الضوء وهذا بدوره يساعدنا على الاختزال والدراسة الدقيقة لوضع اللون في مكانه ويكفي لذلك النجاح أن تكون متفاعلاً في البيئة ومتأثراً مهماً ومن ليس له ماض لا حاضر له.
* في واقع الساحة مواقف وقضايا منها العام ومنها الخاص وأنت واحد ممن لا تمر غيمة إلا ويمطرك وابلها لماذا؟
في الحقيقة أن النجاح لا يأتي إلا بالمثابرة والصبر والجهد والاجتهاد واتباع الطريق السليم وأنا عندي قاعدة وهي دع القافلة تسير مهما نبحت الكلاب وقد تعرضت إلى مواقف حسد واتهامات من بعض الكتاب الصغار الذين يدعون أنهم فنانون تشكيليون والمتصحفين الذين هم عامل هدم لتطور الفن في بلادنا أمثال أحمد منشي وعبدالله إدريس وغيرهما.
* أقمت العديد من المعارض داخل وخارج الوطن إلا أن هاجس المعارض الخارجية فرنسا مثلاً أكبر من بحثك عن متلق في الداخل هل من تعليق؟
الحمد لله أقمت إلى الآن 14 معرضاً خاصاً ثلاثة منها خارجية في المغرب وفرنسا ومصر وأول معرضي كان بالرياض قبل 30 سنة ولكن الحق يقال إنه قد تطور الذوق العام لدى المواطنين وهذا انعكس على اقتناء الأعمال التشكيلية وأما بخصوص معارضي الخارجية فانظر إلى سنوات تطورنا القليلة والتي قاربت حول المائة سنة، بينما في الخارج فهي منذ مئات السنين وهذا أوجد عندهم قاعدة عريضة من المثقفين بالإضافة إلى حب القراءة والاطلاع والمتاحف والنهضة العمرانية.. إلخ.
وهناك عامل مهم وهو أن المتلقي في أوروبا وأمريكا حتى في شرق آسيا يتعطش إلى رؤية عادتنا وتقاليدنا وزخارفنا وألواننا... إلخ.
* المنافسة أحيانا مؤشر مهم للتحريض على الإبداع إلا أنها تتحول إلى عداوة كم هم أعداؤك ولماذا وكيف تعاملت معهم؟
المنافسة الشريفة غايتها النجاح والتطور للكل ووسيلتها التفاهم والاحتكام إلى العقل والاتجاه الصحيح نحو خدمة الهدف العام للوطن وهو ايجاد فنانين لهم موضع قدم بين فناني العالم، وأعدائي هم الجهلة فالحقيقة أنه يصعب التعامل مع فنان عدو جاهل بينما التعامل مع فنان عدو عاقل أفضل والأعداء يكثرون كلما زاد النجاح وأما تعاملي معهم فهو مختصر في أنه لا يصح إلا الصحيح والفنان الصادق هو من يتقدم.
* الإعلام عشق لكل الناس ووسيلة مهمة للمبدعين وأنت منهم، كيف تحب أن يكون تعامل الإعلام معك (الصحافة) ومتى تكون راضيا عنها ومتى غضبت منها ولماذا؟
الإعلام نعم مهم مهم مهم جداً، فهو إما أن يكون عامل نجاح وإما أن يكون عامل فشل ولكن يبقى شيء واحد وهو متى ما كنت صادقاً مع نفسك فسوف تحصد النجاح مهما استطاع هؤلاء الصحفيون إيذاءك أو الكتابة بسلبية عنك ويبقى القارئ هو من يحكم عليك حسب ثقافته ومعرفته ومتابعته لهذا الرافد من روافد الثقافة، والحقيقة أن الصفحات الفنية في صحفنا خبرية لا نقدية هادفة وأما متى ما أكون راضياً عنها عندما تتحرى الحقيقة واغضب منها عندما تكون العكس، ولهذا نحن نطالب كل الصحف ايجاد ناقد ولو كان جديداً على الساحة فنحن إن شاء الله نقف معه مثلما هو حاصل من تعاون الآن بين الزميل الفنان عبدالعزيز عاشور وعكاظ.
* جئت صغيراً في عمرك الزمني والفني وقت كانت فيه مدينة جدة تمتلئ بالكبار من الفنانين ورغم ذلك وقفت في صفوفهم الأولى رغم اسبقيتهم في الشهرة والتواجد.. بأي شيء حققت ذلك علاقات أم ماذا؟
حققت ذلك كما أسلفت بالصدق مع نفسي ومع فني واجترار الماضي بروح عصرية مفعمة بالجد والاجتهاد والتواجد على جميع الأصعدة وعدم الالتفات إلى السلبيات والمهاترات والحمد لله قد كونت علاقات ممتازة مع الكل من فنانين وفنانات حتى مع من هم ضدي وضد فني.
* يقال إن الوصول إلى القمة سهل ومن وسائل تحقيقه أن تكون نداً لمن سبقوك وأصبحوا أعلاماً في مجالك كيف تعاملت مع تلك السبل؟
الوصول إلى القمة لا يأتي بلقمة سهلة وإنما ببناء الهرم، فكيف بمن عرض أول معرض قبل ثلاثين سنة ولم يبع منه شيء في وقت كانت هناك معارض لفنانين من لبنان والعراق ومصر وسوريا وكانت كلها أو معظمها بأساليب واقعية بحتة، بينما يأتي هذا الفنان بمعرض 70% منه تجريدية ولكن بالصبر والعزيمة والمشاركات والسفر إلى المتاحف العالمية والمعارض داخل وخارج المملكة والندية في الوصول إلى القمة مطلوبة إذا كانت حضارية ومحترمة.
* بيت التشكيليين له مكانته الإبداعية وكنت يوماً أحد أركانه أو أنه إحدى محطات عطائك الإداري وماذا بقي في ذاكرتك وماذا أبقى لك هو بعد رحيلك عنه؟
بيت التشكيليين هم كبير وصرح عظيم يجب أن يبقى ليستمر، وأحمد الله أنني كنت أحد الأركان السبعة المؤسسة له في جدة وهذا فخر لي ومهما يكن فنحن رحلنا عنه والآن صار بين يدي سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب الذي أتمنى منه حفظه الله أن يوليه اهتمامه فهذا البيت يحتاج إلى دعمك السريع الإداري والمعنوي والمادي.
* الشللية داء استشرى في كل المجالات الإبداعية وأنت عضو في إحدى الشلل التشكيلية في جدة كما يقال.. بماذا تعلق على هذا القول وما هي ايجابياتها؟
الشللية أرى أنها توافق مجموعة مع بعضها ويعمها الارتياح مع البعض وهذا ينعكس على جودة الانتاج وهي بالتالي نواة لمجموعات فنية نشاهد نشاطها على الساحة الداخلية والخارجية مثل مجموعة فناني المدينة المنورة ومجموعة فناني الرياض.. إلخ
وعندما تألف تلك الشلل يحصل هناك تطور ايجابي في الإبداع والتجديد والابتكار.
* كنت خارج دائرة الجمعية، فكيف كنت تراها.. ثم عملت فيها فهل وجدت ما كنت تطمح إليه وهل وجدت من يكذب أو يؤكد ما يقال خارجها من قبل التشكيليين؟
الجمعية تقوم وتنهض بنشاط رجالها.. والذي يعمل فيها أو ينضم إليها سوف يرى ويحكم.. وأنا هنا أتكلم عن القسم التشكيلي فقط فقد جئت وهو شبه متهاو والحمد لله تم ما ذكرته سابقاً.
* أن تنتقد فنانة من الفنانات فكأنما تمرر وردة من بين أشواك، هكذا يكون شعورهن فهل يعني أن يصبح النقد مسالماً لا يجرح ويغض الطرف فيه عن نقاط الضعف في العمل ويصفق للسيئ منه؟
النقد للفنان والفنانة متى ما كان هادفاً وسليماً دون التجريح فاعتقد أنه مقبول للفنانة أولاً ثم للفنان، وأعيد وأؤكد أن الفنان الصادق يجب أن يتقدم بهمة وعزيمة وجهات النظر أهلاً وسهلاً فيها ومتى ما كانت سليمة فهي مقبولة عندي بحكم العقلاء وليس بحكمي وصدقني عندما تترك هؤلاء السذج دون اعتبار أو اهتمام أو حتى المنازلة كما ذكرت فإنه بالتالي يشعر بالخطأ والندم ويبقى العملاق عملاقاً مهما تكون الظروف المحيطة به.
وما ذلك عندي إلا لخدمة فني أولاً الذي هو جزء من الفن عامة..
* يقال في الصفحات الفنية أنك أبعدت عن لجنة الفنون التشكيلية بجمعية الثقافة والفنون ما صحة هذا القول. ولماذا.. وكيف كانت طموحاتك تجاه تلك اللجنة؟
للمرة الثانية يتم تكليفي برئاسة قسم الفنون التشكيلية فرع جدة وذلك قبل عامين ونصف العام بعد محادثة هاتفية من الشدي وطلب مني القيام بهذه المهمة وحاولت الابتعاد لأنه عندي الزامات تجاه مرسمي الخاص وعضويتي في أكثر من مجال ووقتها كنا أنا وزميلي الفنان طه صبان والأخ هشام قنديل كنا نؤسس لقيام صالة جديدة في مدينة جدة وأن تكون تحت إدارتي، ولكن غالبني الحياء أولاً ثم فكرت في دعم زملائي الفنانين والفنانات المبدعين وقبلت ذلك الهم، وخلال العامين الماضيين تمت إقامة الأنشطة التالية التي غابت عن ذهن الشدي:
1 الفنان محمد حيدر.
2 رحمة وميمونة
3 عبدالمجيد الجاروف.
4 فايع الألمعي.
5 معرض جماعي.
6 مسابقة رسوم أطفال بالتعاون مع سوق حراء الدولي.
7 مسابقة رسوم أطفال ومعرض بالتعاون مع دارة صفية بن زقر.
8 معرض جماعي ضمن معرض الكتاب الدولي بجدة.
9 معرض جماعي ضمن معرض لايف ستايل بجدة.
هذا بخلاف ترتيبات مع تلفزيون جدة على عمل برنامج شهري عن الفن التشكيلي المحلي والتركيز على فنان واحد شهرياً، هذا بخلاف تقدمنا بعرض لجريدة عكاظ في مبناها الجديد لتزيينها بلوحات الفنانين والفنانات.
وقبل الإقالة كنت مرتباً إقامة معرض واحد لأربع فنانات جماعي ومعرض خاص للفنان محمد الأعجم. وكذلك كنت مرتباً مع وكالة إعلانية كبرى في جدة على دعم ورعاية معرض جماعي كبير لكافة فناني المملكة أثناء فعاليات صيف 1424هـ (جدة غير)، و عندما تنظر إلى الخطة السنوية المعتمدة تجد أن النشاط التشكيلي أقل من الذي نفذته أثناء عملي بالجمعية كذلك نفذنا في الصيف الماضي دورة في الخط العربي وأقمنا معرضاً خاصاً لرواد الخط العربي بالمملكة وهذا هو النشاط العاشر مع التسعة السابقة في صفحة رقم(5).
وكانت الطموحات عديدة وكثيرة والشدي نفسه يعرف وزملائي يعرفون أنني أصرف من المكافأة الشهرية على المعارض ولم أطلب شيئاً مقابل ذلك وإنما حباً مني أنه قام هناك نشاط تشكيلي. وفي قمة النشاط حصلت الفاجعة بإصدار الشدي خطاب الإقالة دون سابق إنذار أو مسببات وإنما بحجة عدم الصلاحية فقد انتهت صلاحيتنا.
* كيف ترى مسيرتك التشكيلية وماذا تخبىء لنا فيها وماذا تتوقع أن تخبىء لها الأيام؟
أرى مسيرتي التشكيلية والحمد لله مرضية وأنا راض تمام الرضا عما قدمت ولو أنني كنت أطمع إلى أفضل من ذلك ولكن أنا قنوع وراض بما أعطاني الله عز وجل بدعم وتشجيع ولاة الأمر والمؤسسات الخاصة وأنا ما زلت بعون الله معطاء ونشيطاً وأعرض معارضي بكل ثقة واقتدار وذلك إلى جانب زملائي الفنانين والفنانات بعموم المملكة.
أما ماذا أخبئ فليس عندي شيء احجبه ولكن النشاط متواصل وعلى المستوى المحلي والإقليمي والعالمي وكانت مؤسسة الفن النقي على وشك الانتهاء من ترتيبات إقامة معرض جداريات لي بالرياض في الأول من شهر ربيع أول 1424هـ، ولكن فاجعة وفاة المغفور له بإذن الله الأمير ماجد بن عبدالعزيز آل سعود جعلتني بالتشاور مع مؤسسة الفن النقي بالرياض إلى تأجيل المعرض ولا سيما أن مؤسسة المنصورية لها الفضل بعد الله عليّ في إقامة ودعم معرضي بباريس.
الصفحة الرئيسة
أقواس
شعر
فضاءات
نصوص
حوار
تشكيل
المنتدى
كتب
وراقيات
ذاكرة
مداخلات
المحررون

ارشيف الاعداد


موافق

ابحث في هذا العدد

للاشتراك في القائمة البريدية

للمراسلة


توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الى chief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الى admin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت

Copyright 2003, Al-Jazirah Corporation, All rights Reserved